يتشقّقُ العشبُ عن نجومٍ وكرزٍ وأرانب

حجم الخط
0

قليلٌ من الموسيقى

قليلٌ من الموسيقى
كي ترشفَ قهوةَ الصباح
دون تَعثّــرٍ بحجارةِ الندم

* * *

قليلٌ من الموسيقى
كي تنعكسَ زرقةُ السماءِ
على فنجانِكَ المتلألئ
فَتَسمعُ حفيفَ ثيابِها
خلفَ سياجِ الحديقة
ثم تدخلُ عليكَ مَلكةٌ خضراء
تقرأُ في كفّـكَ ما ستأتي به الغيوم
تـُقـلّبُ خرزاتَها بين الحصى والقواقعِ وعثراتِ الأيام
تدورُ ظلالُـكَ حولَ الكواكبِ
وتدورُ الكواكبُ حولَ بساتين العراق

* * *

قليلٌ من الموسيقى
كي تكونَ لائقاً باستقبالِ طيورِ البهجة
بعيداً عن أجراسِ الماضي قريباً من الأنهار
واثقاً من الانتصارِ مرةً أخرى
كفارسٍ مهزوم
أفـلتَ من الموتِ في اللحظة الأخيرة

* * *

قليلٌ من الموسيقى
كي تطفرَ من فوقِ أشراكِ الحاقدين
فَتستمتعَ بحفيفِ الفراشات
وهي ترقصُ التانغو
في حدائقِ روحِكَ الكثيرة
فتخطو وحيداً مُبتهجاً تحتَ مطرٍ خفيف
كعاشقٍ جديدٍ
يسمعُ وقعَ خطى حبيبتهِ قبلَ أن تأتي
فيطيرُ من الفرح

* * *

قليلٌ من الموسيقى
كي ترمي سيجارتَكَ في بحيرةٍ منسية
تاركاً التدخين إلى الأبد
فتنهضُ مُبتهجاً
تسمعُ أجراساً ملونةً
تأتي من لا مكان ومن كلِّ مكانٍ ..

أُحيّيكِ تحتَ خوخِ الضحى

لا شيئ سوى الحديقة
الحديقةُ كلُّها في سلّةِ عنب
تضحكُ الأشجارُ
وحدُكِ في جميع الشوارع
أربعُ قططٍ تقفزُ كلما تقفزين
أحدُهم يفتحُ نافذةً في الطابق الرابع
يرمي إليك حديقةً
فتبتهجين ..

* * *

كلُّ المساءِ أوّلُ النافذة
الأعشابُ هادئةٌ
قميصُكِ الأخضرُ سرقتهُ العصافير
أخذتهُ الأرانبُ إلى سلةِ الرمان
المدينةُ بستانٌ
أصابعُكِ تـُمزّقُ أوراقَ المطر
هل تتذكرين جرحاً في الغيوم ؟!

* * *

أُحييكِ تحتَ خوخِ الضحى
وأنتِ تلعبينَ بقلادةِ أختي الصغيرة
خرزٌ أزرقُ يسّاقطُ حولَ السرير
ينفرطُ المساءُ حولَ الحديقة
يتشقّقُ العشبُ عن نجومٍ وكرزٍ وأرانب
أُحييكِ تحتَ خوخِ الضحى
أحييّكِ بوردِ الرمان
فتضجُّ الحديقة

* * *

أُحيّيكِ وأنتِ تضحكين
أُحيّيكِ
أربعُ قططٍ تقفزُ كلما تقفزين
ترقص كلما ترقصين ..

شاعر عراقي

كريم عبد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية