مينديز… الرجل الأقوى في عالم كرة القدم!

حجم الخط
1

عندما يتم الاتفاق بين لاعب وناد على عقد أو صفقة انتقال، عادة ما يكون هناك مهندس لهذا الاتفاق، أو رجل يقرب وجهات النظر ويجعل مطالب الطرفين مقبولة ومعقولة، أو يكون الرجل الذي يفتح أعين النادي على توافر خدمات هذا النجم، ويقنع اللاعب بتقبل فكرة الانتقال… انه الوكيل، او السمسار، وعادة ما يكون «سمسار سوبر» عندما يتعلق الامر بالنجوم الكبار.
في أيامنا هذه ليس هناك أكثر تأثيراً على مشهد الكرة الاوروبية من السمسار البرتغالي جورج مينديز، الذي لن تمر صفقة كبيرة بانتقال نجم الى ناد كبير الا وله يد في هذه الصفقة، لكنه ليس مثل أي سمسار، فهو شخصية محبوبة، على النقيض من غالبية الوكلاء والسماسرة الذين يبغضهم المدربون ورؤساء الاندية لجشعهم وأساليبهم الملتوية في انجاز الصفقات، لكن مينديز مشهود له عند الكبار.
فأسطورة مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون قال عنه مرة: «جورج مينديز أفضل سمسار تعاملت معه طيلة مسيرتي من دون أدنى شك. فهو كان يتحمل مسؤولياته بوفاء وكان يهتم بموكليه وكان عادلاً جداً مع الاندية التي يتعامل معها».
فهذا السمسار السوبر لعب دوراً في انجاز صفقات فاقت قيمتها مليار جنيه استرليني على مدى مسيرته، حتى أنه هذا الصيف وحده لعب دوراً رئيسياً وتقاضى عمولات من صفقات بلغت قيمتها نحو 230 مليون جنيه، ليصبح مينديز (48 عاماً) سريعاً الرجل القوي الذي يدير كرة القدم، فمن خلال شركته «غيستيفيوت، الذي تدير أعمال لاعبين تقدر أثمانهم بأكثر من مليار جنيه استرليني، بالاضافة الى مدربين كبار، فأنه جنى نحو 30 مليون جنيه عمولات فقط من نافذة الانتقالات الصيفية الاخيرة، ومع ذلك يبقى محبوباً لدى رؤساء الاندية والمدربين، وبينهم مواطنه جوزيه مورينيو، الذي يدير مينديز أعماله أيضاً.
وعادة ما يكون الوكلاء والسماسرة مبغوضين ومكروهين من الأندية بمدربيها ومسؤوليها، لكن فيرغسون نفسه كان معجبا جداً بأداء مينديز في 2003 عندما ضم كريستيانو رونالدو من سبورتينغ لشبونة، فأنجز صفقات معه عدة بعدها، بينها صفقات ضم ناني وأندرسون وبيبي. وحتى مورينيو أنجز صفقات عدة مع مينديز خلال فترات تدريبه لتشلسي وانتر ميلان وريال مدريد، آخرها ضم البرازيلي الاصل دييغو كوستا من أتلتيكو مدريد، الذي هو نفسه مقرباً من السمسار البرتغالي، الذي ينقذه كل موسم من أزماته المادية بايجاد من يشتري نجومه بأسعار تكون مقبولة للطرفين، بينها بيع الكولومبي راداميل فالكاو الى موناكو في مقابل 48 مليون جنيه، والنادي الفرنسي أيضاً يفضل التعامل مع مينديز حيث أنقذه من أزمته المالية عقب حرمانه من مزايا المعافاة الضريبية في الدوري الفرنسي، فشطب فالكاو من سجلاته ومن كلفة راتبه العالي، مثلما نجح في اقناع ريال مدريد في دفع 63 مليون جنيه لضم الكولومبي الآخر خيميس رودريغز، بعدما كان موناكو دفع فقط 40 مليوناً لضمه من بورتو.
الريال أيضاً استفاد من مينديز على مر السنوات، فمن نجومه الحاليين الذي يدير أعمالهم مينديز يبرز رونالدو وفابيو كوينتراو وبيبي بالاضافة الى خيميس، وفي السابق مورينيو. ومينديز هو الذي يقترح الافكار على لاعبيه وعلى الأندية في الانتقالات وتجديد العقود، والجميع يعرف حادثة رونالدو «غير السعيد» وكأنها تمثيلية أخرجها مينديز ببراعة كي يحصل موكله على ما يريد، وهو أيضاً اليوم الذي يهندس راتباً أعلى لرونالدو في حال أراد الانتقال الى مانشستر يونايتد.
ولا يتوقف عمل مينديز على اقناع طرفين (اللاعب والنادي) بانجاز الصفقة، بل في بعض الاحيان يضطر الى التعامل مع طرف ثالث، مثل حالة المدافع الفرنسي الياكيم مانغالا الذي ضمه مانشستر سيتي في مقابل 32 مليون جنيه من بورتو، الذي كان مملوكاً أيضاً لشركة خاصة تجني الملايين من استغلال صورته، حتى أنجز الصفقة برضا الجميع.
عمل مينديز سيستمر دائماً بحثاً عن فرص جديدة، فمن المتوقع خلال فترة الانتقالات الشتوية ان يكون منهمكا في ايجاد ناد لنجم سبورتينغ ويليام كارفاليو، مثلما هناك عدد آخر من نجومه المسجلين تحت ادارته يبحثون عن تحسين عقودهم.
ورغم عشرات الملايين التي يجنيها مينديز من انجاز الصفقات، والتي لا تتطلب سوى التوفيق بين ناديين ولاعب، الا انه بامكانه افساد أي صفقة بداعي حماية مصالح موكليه، ولهذا تظل علاقته مع الجميع رائعة، حتى أن فالكاو، أول ما فعله عقب انجاز صفقة الاعارة الى مانشستر يونايتد بعد مفاوضات مضنية، ان يشكر، ليس مدربه السابق ولا مدربه الجديد ولا مسؤولي الناديين، بل شكر رجل واحد: جورج مينديز… السمسار السوبر.

خلدون الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبود، فلسطين:

    كرة القدم تجارة كبيرة جداـ لا تخلو من مخاطرة وشجاعة ومكر ودهاء ايضاً

    مع موصل الشكر للكاتب.

إشترك في قائمتنا البريدية