حرب غزة تنتقل الى الصحافة البريطانية من نافذة الاعلانات

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: دخل مؤيدون للشعب الفلسطيني، وآخرون مؤيدون للعدوان الاسرائيلي، في حرب مفتوحة وساخنة على صفحات الجرائد ووسائل الاعلام في بريطانيا، حيث تمكنت جمعيات ومنظمات مناهضة للعدوان على غزة من اختراق الحواجز التي تضعها وسائل الإعلام البريطانية على آرائهم ومواقفهم عبر بوابة «الإعلانات».
ونشر عدد من المنظمات والجمعيات المؤيدة للشعب الفلسطيني عدة إعلانات في الصحف البريطانية الرئيسية واسعة الإنتشار من أجل شرح الصورة الصحيحة لما يجري في قطاع غزة، وضد الرواية الاسرائيلية التي انزلقت الكثير من وسائل الإعلام في بريطانيا، سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية، الى تبنيها دون التحقق من صحتها.
ولم تتوقف الإعلانات عند المنظمات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والمناهضة للعدوان على غزة، وإنما امتدت الى الهيئات والجمعيات الإغاثية التي انبرت أيضاً لتنظيم حملات من أجل جمع التبرعات والمساعدات الى قطاع غزة.

حملات تبرع

واستنفرت جمعية «انتربال» من أجل جمع التبرعات الإنسانية لصالح المنكوبين في غزة، فيما تجاوب الكثيرون مع الحملة التي بدأتها منذ الأيام الأولى للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
ورصدت «القدس العربي» العديد من الإعلانات التي غطت مساحات واسعة في الصحافة البريطانية من قبل منظمات تتضامن مع قطاع غزة وتندد بالعدوان الاسرائيلي، كان أهمها الإعلان الكبير الذي نشرته جمعية «أوكسفام» الخيرية، وهي أكبر هيئة إغاثية في العالم، وتطالب فيه بالعمل فوراً على وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
وبحسب الإعلان الذي نشرته «أوكسفام» في عدة صحف بريطانية، من بينها «ايفننغ ستاندرد» المحسوبة على اليمين في بريطانيا، فان الجمعية تطالب بوقف فوري للحرب الاسرائيلية وتقول إن «الشعب في غزة وفي اسرائيل يريدون سلاماً نهائياً وليس هدنة مؤقتة».
وتشير «أوكسفام» في إعلانها الى أن أكثر من 1800 فلسطيني استشهدوا في غزة، وأصيب أكثر من تسعة آلاف بجراح، فضلاً عن أن العدوان الاسرائيلي دمر مدارس ومستشفيات وكان معظم ضحاياه من الأطفال.
وتابعت الجمعية: «أوكسفام تدين كل أشكال العنف ضد المدنيين.. لا نستطيع الوقوف بصمت أمام استمــــرار قتل المدنيين من الرجال والنساء والأطفال».
وقالت في إعلانها مدفوع الأجر إنها «تعمل في غزة من أجل إيصال الحاجات الأساسية للسكان هناك، لكن ما تقوم به ليس كافياً» وطالبت بثلاثة أشياء هي: وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء كامل للحصار بما في ذلك فتح المعابر، والبدء فوراً بمحادثات للسلام.

فشل اسرائيلي

وفي المقابل، فشلت اسرائيل وأنصارها في بريطانيا في الوصول الى القراء عبر إعلان مدفوع الثمن يروج لفكرة أن مقاتلي حركة حماس يستخدمون الأطفال دروعاً بشرية، ويبرر تبعاً لذلك عمليات قتل الأطفال في قطاع غزة.
ورفضت جريدة «التايمز» البريطانية إعلاناً مدفوعاً يتضمن تصريحات للناشط الأمريكي المؤيد لاسرائيل ايلي فيزل يحاول فيها تبرير الحرب الاسرائيلية على غزة، فيما ذكرت مصادر إعلامية أن قيمة الاعلان كان من المفترض أن تتجاوز 60 ألف دولار، إلا أن صحيفة «التايمز» رفضته، فيم لم يُعرض الإعلان على أي من «الغارديان» أو «الاندبندنت» اللتان يستحيل أن توافقا على نشر إعلان بهذا الشكل.
ويظهر من هذه الإعلانات حجم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في وسائل الاعلام العالمية، وخاصة تلك الناطقة بالانكليزية، أو الموجودة في عواصم صنع القرار والتي يُعتبر الرأي العام فيها عنصراً بالغ الأهمية.
ويقول رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زياد العالول لــ«القدس العربي» إن تجربة المنظمات الداعمة للفلسطينيين في المجال الإعلامي كانت مميزة خلال الحرب الحالية، مضيفاً: «نحن ومعنا عدة منظمات نجحنا في نشر الرواية الفلسطينية وفضح الكذب الاسرائيلي واستطعنا بنجاح الوصول للرأي العام».
ويؤكد أن استقالة الوزيرة البارونة سعيدة وارسي من الحكومة البريطانية، في حادثة هي الأولى من نوعها، كانت نتاج الجهود التي تم بذلها من أجل فضح اسرائيل أمام الرأي العام في بريطانيا، ومن ثم أصبح موقف الحكومة برمته محرجاً لهم لأن أكاذيب اسرائيل لم تعد تنطلي على رجل الشارع في بريطانيا، على حد تعبير العالول.
يشار الى أن عشرات الصحف والدوريات تصدر يومياً في بريطانيا التي تضم مناخ الحرية الأفضل في العالم بالنسبة للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام.

محمد عايش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية