تشكيلة الحكومة التركية الجديدة تعزز نفوذ أردوغان والاقتصاديون يحافظون على مقاعدهم

حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي»: صادق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، على الحكومة التركية الجديدة برئاسة زعيم حزب العدالة والتنمية الجديد بن علي يلدريم الذي انتخب خلفاً لرئيس الحزب والحكومة السابق أحمد داود أوغلو، بينما قدم يلدريم برنامج الحكومة الجديدة للبرلمان على أن يتم التصويت عليها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتحتاج الحكومة إلى تصويت نصف أعضاء البرلمان وهي الحصة التي يمتلكها الحزب الحاكم الذي سيمرر الحكومة دون الحاجة للحصول على دعم من أحزاب المعارضة المختلفة.
وتسلم يلدريم، رئاسة الوزراء رسمياً، من سلفه أحمد داود أوغلو، حيث تمت عملية التسليم، في قصر تشانقايا، مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة التركية أنقرة، واستغرقت حوالي نصف ساعة، بعيدا عن عدسات الصحافيين. وغادر داود أوغلو القصر في أعقاب ذلك، وكان يلدريم في وداعه.
وقدم يلدريم الذي يعتبر من أكثر المقربين من أردوغان الحكومة خلال أقل من 48 ساعة من تكليفه، وهي مدة قياسية تُظهر حجم التوافق والتنسيق بينه وبين الرئيس الذي عزز المقربون منه حضورهم في التشكيلة الجديدة التي لم تشهد تغييراً كبيراً، في حين حافظ الاقتصاديون على مقاعدهم خوفاً من تعرض الاقتصاد لاهتزازات جديدة في حال حصول تغييرات.
وكشف عن التشكيل الجديد الذي ضم 9 وجوه جديدة في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة أنقرة عقب لقاء جمعه بالرئيس أردوغان، حيث تلا أسماء وزراء الحكومة الخامسة والستين في البلاد، بالإضافة إلى مستشاري رئيس الوزراء وهم: محمد شميشك، ونعمان قورلتولموش، وطغرل توركيش، وويسي قايناق، و نورالدين جانيكلي.
وفي أول خطاب له أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية كرئيس له، قال يلدريم: «سنشرع على الفور في وضع دستور جديد، يتضمن نظاما رئاسيا. أولويتنا هي وضع دستور يتماشى مع الوضع الفعلي الخاص بعلاقات رئيسنا بالشعب»، معتبراً أن ذلك يشكل أولوية كبيرة لحكومته.
وكرر ما قاله في كلمته أمام المؤتمر العام للحزب الأحد، فخاطب أردوغان بعبارة: «طريقكم هي طريقنا ودعوتكم هي دعوتنا»، مضيفاً: «رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، انتخب من قبل ملايين المواطنين، لأول مرة في تاريخ تركيا، والعالم كله شهد ذلك»، مشيراً إلى أن حكومات «العدالة والتنمية» تمكنت من إحراز تقدم كبير في المجال الاقتصادي والتنموي، فضلا عن تصفير ديون تركيا لدى صندوق النقد الدولي.
ومن المقرر أن يعقد يلدريم (60 عاماً) أول اجتماع للحكومة الجديدة، اليوم الأربعاء، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة بحضور أردوغان، الذي اعتاد ترأس مجلس الوزراء مرة كل شهر منذ توليه مقعد الرئاسة في آب/أغسطس 2014، في مسعى لتعزيز سلطاته التنفيذية. وبجانب وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الذي احتفظ بمنصبه أعيد تعيين أفكان إلا وزيرا للداخلية و»بكر بوزداغ» للعدل، وبقي محمد شيمشيك نائبا لرئيس الوزراء مكلفا بالاقتصاد كما احتفظ وزير المالية ناجي أغبال بمنصبه أيضا وذلك في مسعى للحفاظ على ثقة المستثمرين والأسواق، كما احتفظ بيرات البيرق صهر اردوغان بحقيبة الطاقة، في مخالفة للتوقعات التي أشارت إلى احتمال توليه حقيبة الاقتصاد الأكثر أهمية في البلاد.
وفي أول رد فعل للأسواق على التشكيلة الحكومية الجديدة، ارتفع سعر الليرة التركية أمام الدولار، وسط توقعات بصعود أكبر لليرة والأسواق التركية خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد أسابيع من الهبوط أثر الهزة التي أحدثها تنحي داود أوغلو والمخاوف من الاضطراب السياسي في البلاد.
وعين نهاد زيبكجي -الحليف الوثيق لأردوغان- وزيرا للاقتصاد وهو منصب كان يشغله حتى تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ومن أبرز الوجوه الجديدة التي دخلت الحكومة، عمر جيليك الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الذي عين وزيرا للشؤون الأوروبية بدلا من فولكان بوزكير الدبلوماسي الذي فاوض ووقع على الاتفاق الأخير بين تركيا والاتحاد في 18 آذار/مارس لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، ويعتبر جيليك أحد المقربين جداً من أردوغان.
ومن بين الوزراء الذين تبدلت حقيبتهم الوزارية، وزير التربية السابق، نابي أوجي، الذي تسلم حقيبة الثقافة والسياحة، ووزير الدفاع السابق عصمت يلماز، لحقيبة وزارة التربية، ووزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا السابق، فكري إشيق، الذي أصبح وزيرًا للدفاع في الحكومة الجديدة.
وتسلم نائب رئيس الوزراء السابق ( في عهد داود أوغلو)، لطفي ألوان، حقيبة وزارة التنمية، وتسلم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، محمد أوزهسكي، حقيبة وزارة البيئة والتطوير العمراني. وأصبحت فاطمة بتول صيان قايا، المرأة الوحيدة في الحكومة الجديدة، وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية.

تشكيلة الحكومة التركية الجديدة تعزز نفوذ أردوغان والاقتصاديون يحافظون على مقاعدهم

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية