النظام السوري يستهدف النخب في عهد «الأسدين»… منهم من أصبح مخترعاً وآخر توفي في سجونهما

حجم الخط
5

انطاكيا ـ «القدس العربي» لم يتوان النظام السوري في عهد «الأسدين» عن اعتقال نخبة المجتمع السوري من مخترعين أو أطباء أو مهندسين أوصحافيين وغيرهم وقتلهم في المعتقلات بسبب تخوفه منهم على مدى أكثر من 40 عاما، لتحويل الشعب السوري من مبدع ومدني إلى مجرد أرقام و «خراف في مزرعة آل الأسد».
ومن بين هؤلاء المعتقلين «أ. حجار» الذي كان طالب هندسة في ثمانينيات القرن الماضي، عندما داهم عناصر من أحد فروع المخابرات منزله لاعتقاله.
يقول «أ. حجار» في حديث خاص: «جاءوا لاعتقالي لكن والدتي استوقفتهم ورجتهم فقط أن تعرف السبب ليرد عليها الضابط المسؤول بأن تهمتي هي أنني مخترع، ومن حسن حظي أنني لم أكن في المنزل».
يتابع «اضطررت حينها إلى الهجرة القسرية من سوريا، وتنقلت بين بلدان عدة لينتهي بي المآل في ألمانيا، حيث عملت بجدارة لا مثيل لها في أكبر وأهم مصانع السيارات الألمانية، لحل أعقد المشكلات الفنية التي يعجز عن حلها المخترعون الألمان أنفسهم».
لم يختلف الوضع في عهد الأسد الإبن فالأجهزة الأمنية واحدة والمنهج واحد، فمنذ أيام عدة توفي الدكتور المختص بجراحة العظام أنس القطيفاني تحت التعذيب بعد ثلاث سنوات من الاعتقال في سجن صيدنايا بتهمة معالجة جرحى المظاهرات في دمشق وريفها وتأمين المساعدات لأهالي الجرحى والشهداء والمعتقلين وتنظيم المشاركة في التظاهرات والحراك الثوري ضد النظام.
ولم يكن أنس أول ضحايا النظام السوري في التاريخ الحديث، ففي عهد الثورة السورية التي بدأت عام 2011 اغتيل الدكتور صخر حلاق وبشير عرب وغيرهم الكثير من الأطباء الذين اعتقلوا وماتوا تحت التعذيب.
وحرص النظام وبشكل ممنهج على استهداف الكوادر الطبية من مسعفين وأطباء وممرضين وقصف المشافي الميدانية في كل بقعة على التراب السوري، واعتقال أي طبيب قام بعلاج الجرحى والمصابين، ما دفع بأعداد كبيرة من الأطباء إلى مغادرة سوريا تصل أعدادهم إلى الآلاف منذ حوالي أربعة أعوام.
وبقيت قلة قليلة من الأطباء السوريين في مناطق سيطرة المعارضة والتي تعاني من كثرة حالات الإصابة وندرة الإمكانيات، بالإضافة إلى قلة الكوادر، ما وضعهم أمام تحد كبير في وجه الكوراث التي قد تدفع بمئات المصابين إلى المشافي.
ودفعت كل هذه التحديات والصعوبات الأطباء إلى اللجوء لأساليب نادرة لإنقاذ حياة المرضى أو المحافظة قدر الإمكان على سلامة أعضائهم وأطرافهم.
وحول إحدى هذه الحالات يقول الدكتور حازم في حديث خاص: «جاءني مقاتل من الجيش الحر في ريف حلب، انفجرت قنبلة يدوية في يده عندما كان يقوم بسحب مفتاح الأمان منها استعدادا لقذفها على خط النار، ما سبب تمزقا شديدا في اللحم والجلد فأصبحت يده عارية تقريبا من أي نسيج عضلي لتبقى فقط العظام».
ويضيف: «هنا قررت استخدام طريقة من النادر أن تستخدم في محاولة لإنقاذ الطرف المصاب دون بتره، من خلال إجراء شق في جدار البطن وزرع كف المصاب بداخله لمده شهر، وبعد شهر قمت باستخراج الكف من تجويف البطن، لأجد نسيجا عضليا ولحميا قد بدأ يتشكل عليها وهكذا استعاد المريض يده والتي تبدو الآن بحالة جيدة».
وأثارت هذه الحالة النادرة ذهول أطباء آخرين الذين عاينوا يد المقاتل لاحقا، ولم يصدقوا أنها كانت فعلا فاقدة معظم نسيجها اللحمي والعضلي في السابق.
وعلى الرغم من استهداف النظام السوري للفئات النخبوية في سوريا، ما زال العديد منهم في المناطق المحررة يبتكر العديد من الأساليب للتكيف مع الظروف الجديدة، ليثبتوا أنهم هم الباقون وهم الأقوى رغم جسامة التحديات، من خلال الإبداعات والابتكارات في كل مكان يتواجدون فيه.

نور ملاح

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول prof.mohamad Damascus:

    النصر لنا ياابطال بلادي

  2. يقول د.منصور الزعبي:

    جميع المواطنون أعرب يعانون من تعسف الأجهزة الأمنية احيانا و لا يوجد سوري من لم يحصل على فلم صغير او او كبير من اجهزة الأمن و لكن هذا لا يمكن ان يكون ثمنه تدمير سوريا و النظام الأمني و السياسي في بداية الأزمة فهم الدرس و وصلته الرسالة و لكن تحويل الحراك السلمي و عسكريته كان خطا قاتلا وقفت خلفه اسرائيل و بعض فضائياتها العربية و الغباء الساسي العربي .

  3. يقول نمر ياسين حريري:

    الجبن وعقدة النقص خلف هذا الاجرام ضد الادمغة اللامعة السورية.
    لنتذكر بالمقابل طموحات الرئيس الشهيد صدام حسين في العمل على تحقيق نهضة حضارية في العراق لمواكبة العصر ” خمسون الف عالم بمختلف المجالات , وعندما دمّر له الغرب منشاءته وسلبه وثائقه العلمية سنة 1991 وفي سنة 2003بدأ بوش الابن التحضير للهجوم على العراق قال له احد مستشاريه ولكن لماذا العراق ولم يعد يملك اي مقوم ليشكل خطرا على جيرانه فاجابه بوش الابن : والبنى التحتية الاساس ؟ فهل نسيت انه يملك طاقات علمية تعيد العراق بسنتين الى اقوى مما كان عليه . وهكذا عند الاحتلال الامريكي ــ الايراني للعراق مهمتهما الاول الى جانب المخابرات الاسرائيلية ملاحقة العلماء والطيارين العراقيين لتصفيتهم حتى جعلوا عراق اليوم امّيا وكان هذا اهم اسباب الهجوم عليه والقضاء على نظامه بينما الغرب واسرائيل يحافظون على نظام بشارالاسد مهما سفك من دماء ودمّر من مدن كمن يحافظ على ضؤ عينيه لانّه يقوم لهم بالمهمة عنهم .

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    ويضيف: «هنا قررت استخدام طريقة من النادر أن تستخدم في محاولة لإنقاذ الطرف المصاب دون بتره، من خلال إجراء شق في جدار البطن وزرع كف المصاب بداخله لمده شهر، وبعد شهر قمت باستخراج الكف من تجويف البطن، لأجد نسيجا عضليا ولحميا قد بدأ يتشكل عليها وهكذا استعاد المريض يده والتي تبدو الآن بحالة جيدة». انتهى الاقتباس

    سبحان الله والحمد لله والله أكبر
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول د . أحمد - النمسا:

    لا اعتقد انه مر على التاريخ السوري القديم والحديث اخطر من هذا النظام ففي عهده دمرت سوريا وهجر الشعب السوري وقتل منه مئات الالاف وسابقا في عهد ابيه هجر الاف العقول المبدعة التي كان يمكن ان تسهم في تقدم البلد كان الاب يخاف على ابنه اذا حصل في الجامعة على درجة عالية انه نظام متخلف طائفي جاء من مخلفات التاريخ ليحكم بلدا اغلب ابنائه من العقول ولا ننسى المخترعات من قبل الشباب السوري في ميدان الاسلحة وغيرها

إشترك في قائمتنا البريدية