الناسُ ظلالٌ… أشجارٌ نائمةٌ تمشي

حجم الخط
0

الناسُ ظلالٌ
أشجارٌ نائمةٌ تمشي
***
الناسٌ ظلالٌ شاردةٌ تُوجعها الكلمات
الكلمات
الكلمات
تلك التي كان عليهم أن يقولوها
ولم يفعلوا
كان عليهم أن يقولوها
في منعطفاتِ السوق
عندَ أبوابِ بيوتٍ مفتوحةٍ أو مواربة
في ظلالِ أشجارٍ عابرة
كان عليهم .. ولم يفعلوا

لم يُجدهم الصمتُ ولن تنفعَ الملامة
ستقتلُهم الكلمات
الكلمات
الكلمات
تلك التي كان عليهم أن يقولوها ولم يفعلوا

الناسُ ظلالٌ شاردةٌ
أحجارٌ طائشةٌ تسقطُ في نهر الكلمات
فيجرفُها التيار
يصدمُ بعضُها بعضاً
فيوجعُها المعنى وَيُغرِقُها الصفصافُ المجروح
الناسُ ظلالٌ .. أشجارٌ نائمةٌ تمشي
تُذهلهُم الكلمات
تذهلُ أيامَهم.. تُشرّدُهم أصداؤها
وخشخشةُ أساورِها تحتَ الأمطار
تقتلهم الكلمات
فيـسّاقطون على أشواك المعنى مذهولين

الكلماتُ خناجر
وقطعُ حريرٍ ممزقة
كومةُ ترابٍ أخضرَ فاتح
أوراقٌ بيضاءُ مبعثرة
أقمارٌ في الماء: خرزاتٌ زرقٌ مبتلّة
خرزاتٌ تَرى.. تـتلفّتُ.. تتلعثمُ
تشرئبُّ أعناقُها، تكادُ تقتلُها الحقيقة
فتسقطَ مذهولةً
على أبواب الماضي

الكلماتُ طيورٌ كبيرةٌ
تركض بنا في البرية
تحملُنا إلى الفضاء
دون أن نمسكَ ظلالَها أو أصداءَها
أو خشخشةَ أسارورِها تحتَ الأمطار
دون أن نعثرَ على قتلانا
في حروب الصمت المريرة

الكلماتُ بيوتٌ على سفوح الجبال
تـهوي بنا إلى الوديان
تـهوي بنا إلى حقول بعيدة
تهوي بنا .. تبعثرُنا دون جدوى
الكلماتُ وجوهٌ تباغتنا في المرايا ..
تضحَكُ منا.. تضحكُ من بلاهةِ عيونِنا
دون أن ننتبهَ لوقعِ خطى رجلٍ حائرٍ
خلف الأبواب
أذهلتهُ خشخشةُ المفاتيحِ
وهو يفتّشُ عن أيامه
في بئر الكلمات !!

الكلماتُ قاعتُنا المفتوحة للإحتفال
دفوفٌ وطبولٌ وعشاقٌ يرقصون
وقتلى فرحون وعميان يصلون
أباطرةٌ مهزومون يلومون سيوفهم التي أكلها الصدأ
الكلمات أجراسٌ توقظنا في الليل
كي نشكرها على ما فعلت
أجراسٌ رائحةُ تفاحٍ جنونٌ
ضجيجٌ وظلالٌ ورقصٌ وراقصون !!

شاعر عراقي

كريم عبد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية