الفتيات السودانيات يدفعن «ثمنا باهظا « لتبييض البشرة!

حجم الخط
4

الخرطوم – «القدس العربي»: تغيير اللون من الأسمر الى الأبيض جريا وراء مقياس وهمي للجمال، أصبح ظاهرة في المجتمع السوداني. وبدلا من أن تجلب هذه العملية الإعجاب باتت تثير الشفقة والسخرية، حيث تجد لون الوجه يختلف في الغالب عن لون الأيدي والرجلين. وانتشرت محلات صغيرة تعرف شعبيا باسم «قدر ظروفك» وفيها تباع الكريمات بالملعقة، وخطورة هذا الأمر تكمن في عدم التمكن من معرفة انتهاء صلاحية الكريم أو نوع الشركات المنتجة!
وتشير الإحصائيات إلى أن مستحضرات التجميل وأدوات المكياج من أكثر البضائع في كل الأسواق حراكاً «دخولاً وخروجا» وأصبحت البوتيكات المتخصصة في هذا النوع منتشرة في كل المدن والأرياف ومعظم المستهلكات من طالبات المدارس الثانوية والجامعات المختلفة ومن الموظفات في القطاعات كافة.
وانتبه مؤلفو الأغاني في السودان مبكرا لضرورة الاحتفاء « بالسمرة» وقد انتشرت العديد من الأغنيات التي تروج لذلك، ومنها رائعة الفنان الراحل ابراهيم الكاشف «اسمر جميل عاجبني لونو « والتي تغنت بها مؤخرا المطربة السورية زينة افتيموس. ويترنم كل السودانيين بأغنية الفنان محمد الأمين «أسمر جميل فتان» ويقول الفنان محمد وردي في أغنيته الشهيرة نور العين» في اللون الأسمر دوبت شبابي» واحتفى الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد بنص الشاعر محمد طه القدال «سمحة وسمرية» وغنى كذلك لعاطف خيري « ياسمراء يا واضحة» ويندر أن تجد أغنية سودانية تتغزل في المرأة البيضاء.
تقول ماجدة أحمد وهي طالبة في جامعة الخرطوم إنها تستخدم أدوات المكياج ومستحضرات التجميل لكن بشكل معتدل وفي الوقت نفسه تتابع مع طبيبة متخصصة في المجال الجلدي حتى تعالج كل ما يخص بشرتها بشكل صحيح. وتضيف أن هذه الأمور تشكل جزءا من ميزانيتها الشهرية دون شك ولكنها غير مؤرقة.
أما أمل أحمد الطالبة في جامعة المغتربين فتقول: «أفضل أن أحصل على كل ما أريد في بداية كل شهر وأحاول أن أحصل على المنتجات الأصلية رغم إنها غالية الثمن ولكنها مضمونة على أي حال».
بعض الفتيات يستخدمن «حقن» لتفتيح البشرة، فاتن الطيب قالت إن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة في الفترة الأخيرة وحكت لنا قصة إحدى قريباتها التي إنتهى بها الأمر إلى ان أصيبت بالفشل الكلوي حيث تحتاج لغسيل إسبوعي. وتقول رندا الحاج وهي طالبة جامعية إن سعر الحقنة الواحدة التي تستخدم لتفتيح البشرة تساوي ألف جنيه وهو ما يعادل راتب أستاذتها في الجامعة. هناء محمد، موظفة قالت لا أحاول أن أرهق الميزانية فكل شهر أحصل على ما قيمته 200-250 جنيهاً لا غير من الموجود في الأسواق فأسعارها مناسبة ولا أركز على الماركات العالمية فهي غالية جداً.
والذي ينظر الى شاشة تلفزيون السودان والشاشات الأخرى التي تستهدف المشاهد السوداني، يجد أن المقياس الأول للجمال هو أن يكون لون وجه المذيعة أبيض، وهذا أدى لتعقيدات كثيرة جدا وطمس لهوية المرأة السودانية خاصة السمراء، وبذلك خلت الشاشات من ذوات هذا اللون إلا في بعض الحالات النادرة.
وتقول خبيرة التجميل سلوى الطاهر «إن الفتيات يتأثرن بالقنوات الفضائية التي تعرض نجمات من ذوات اللون الأبيض وإنعكس الأمر على الشباب الذين صاروا لا يلتفتون للسمراوات» وأضافت «أن اللون الطبيعي هو الأجمل وأن الأنسان يجب أن يتماهى مع بيئته».
سعاد عبد الرحمن تخصصت في هذا المجال وتمتلك محلا بسيطا لأدوات التجميل وتقول «هناك استغلال ومتاجرة في جمال المرأة السودانية خاصة أنها لا تسعى لمعرفة الصحيح والمفيد من أجل صحتها فهي دائماً تجري وراء ما هو سريع المفعول ورخيص الثمن دون مراعاة العواقب الأخرى التي قد تؤثر على بشرتها بشكل يحتاج إلى علاج طويل بعد ذلك فأنصحها بالتركيز على المفيد والذي يقدم لها ما تحتاج إليه فعلاً وذلك عبر المتخصصين في المجالات المختلفة».
وقال لنا صاحب محل في شارع الحرية إن المنتجات العشبية الطبيعية ذات أسعار مناسبة وصار الجميع يفضل هذا النوع من المنتجات لأنها أكثر أماناً من غيرها، فأسعار الصابون تتراوح بين 35-55 جنيهاً والمنتجات الأخرى من 60-130 جنيهاً وقال إن الإقبال كبير على كريمات الشعر والحنة الخاصة بالشعر خاصة من قبل الشابات.
وتقول تماضر الزين صاحبة محل تجميل سيدات ومهتمة «بميك آب» المذيعات :»لا أدري من أين جاء هذا العُرف بإعلاء شأن البيضاوات على حساب السمراوات، علما بأن العديد من الدول التي تشاركنا في السحنة والوجدان فيها نماذج جميلة باللون الأسمر، وإذا نظرنا الى القناة الإثيوبية – على سبيل المثال- نجد أن المذيعات هناك لا يطمسن جمال لونهن الأسمر بالمبيضات وكذلك الحال في القناة الارترية، وبذلك ساهمت تلك القنوات في إبراز الجمال الأفريقي في أبهى تجلياته».
وتضيف أن هنالك نماذج عالمية لمذيعات – ومقدمات برامج يتمتعن باللون الأسمر وعلى رأسهن بالطبع «اوبرا وينفري» صاحبة البرنامج الشهير، ومن المذيعات السودانيات اللائي احتفظن بلونهن الأسمر فتحية ابراهيم وايمان محمد دفع الله وبرزت مؤخرا المذيعة سلمى سيد في قناة «الشروق».
عبد العزيز الطيب اختصاصي أمراض الجلد طرحنا ظاهرة استعمال البنات لمواد كيميائية ليبدو لونهن أبيض فأشار أولا الى عبقرية المرأة السودانية التي إخترعت مواد تجميل تتناسب تماما مع الطقس الحار ولون بشرتها وذلك مثل»الدلكة» وأضاف إن بعض الفتيات يستعملن عقارا يقلل من مقاومة الجسم ويعرضه للأمراض المزمنة وأمراض السرطان منوها الى أن المادة الموجودة في السطح الخارجي للجلد هي حماية من الله تعالى لأجسامنا حسب الظروف البيئية التي نعيش فيها وهو ينصح الفتيات باستخدام مرطبات الجسم الطبيعية والأغذية التي تحتوي على الفيتامينات الموجودة في الفواكه والخضروات.

صلاح الدين مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عوض بن حازب عربي في تركيا:

    السمارة هي نصف الجمال ادرك ذالك الشقروات الوربيات وهم يعرضون انفسهم الشمس مدة طويلة او يذهبن الي شواطئ امريكا الجنوبية طلبا للاسمرار والسمارة هو اللون الاصيل للعروبة لون طبيعي لبحر الاحمر وبحر العرب

  2. يقول ياسر- مصر:

    يا سبحان الله لا يوجد احد راضى بحاله فصاحب البشره السمراء يريد ان يغيرها الى بيضاء و صاحب البشرة البيضاء يريد ان يغيرها الى السمراء

  3. يقول غادة الشاويش:

    اجمل شيء ان تترك الخالق يرسم صورتك التي يريدها لك كن انت كما خلقك فالله جميل ولا يخلق الا جميلا صحيح اننا نتفاضل في الجمال بل في مفهوم الجمال من عصر الى عصر ولكننا نكون اجمل ما نكون حين نكون نحن وفقط صورنا الله بيديه
    لماذا لا نكون كما يحب لنا ان نكون المراة يجب ان تكون جميلة ويجب ان تقصد الجمال واوله الحياء وثانيه صدق الروحانية وثالثه شجاعة الضمير والكلمة وخامسه العاطفة الرقيقة الشفافة اما الجسد فان كان جميلا سيفنى وان كان شابا سيهرم ودائما عندما انظر الى الجمال اظنه كامن في روح الانسان التي تطل من وراء عينيه فهناك من يشع خشوعا وهناك من يشع لؤما فايهما اجمل
    * الرجال الذين ينتقدون الزوجات اذا اهتممن بتحسين صورتهن هم ذاتهم الذين يتزوجون على زوجاتهم عندما يفقدن جمالهن بعدانجاب الاطفال او بعد حادث ما اذا كنتم لا تحترمون محاولات المراة لتصبح جميلة في اعينكم فلماذا تختارون عليها الاجمل ؟ انا اشجع كل نساء العالم على الجمال ولكن باطلالة خلقها الله وبلا تغيير لما
    صنعه بيده عندما يتغير الاعلام الذي يمجد الجسدوالتعري سيعرف كل منا ان اعظم رجل تهواه افئدة الناس هو بلال الحبشي وزيد بن حارثة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميه الحب بن الحب وكان اسود البشرة افطس الانف واستشهد اللهم انا نحب صنع يدك كما خلقتنا زدنا جمالا في اعين خلقك الصالحين وقبحنا في عين من ساء خلقه وانحدر ضميره حتى لا ينظرالينا ونبتلى به زوجا اللهم اجعلنا ممن جملتهم بالتقوى وخلعت عليهم من جمالك خلعة لا تبلى تلوي اعناق المتقين اليها وتصرف عنها ابصار الذين ظلموا عندما ينظركل منا فيالمراة عليه ان يحمدالله ان عيناه تشعان نورا وقلبه يخفق بلا مرض وينام بلا الم وان الله لم يشوهه بحادث حريق مثلا ( ان كان من اهل العافية ) اخواني المراة الجميلة نعمة والجمال هبة من الله لنا جميعا فلنحتفل لاننا خلقه ولانه ربنا ولنعتبر اعجاب الناس او عدمه امرا بقدر الله فقد تكون المراة جميلة جدا ولا ينظراليها احد ولا زوجها حتى وقد تكون متواضعة الجمال بل ربما دون الوسط ويتعلق بها اليس الله هو الذي يري عباده ما يريد لا تتعبوا انفسكم كونوا كما خلقكم وستكونون اسعد السعداء كل جميلة ستقع عيناها على اجمل منها وكل قبيحة ستقع عيناها على اقبح منها اذن فلنكن شاكرين متواضعين راضين وبدلا من عملية تبييض للبشرة فلنبيض القلوب مع الله وهو الذي سيهوي بافئدة ونظرالناس اليكن ان كان هذافي صالحكن

  4. يقول غادة الشاويش:

    *رجل حضرته الوفاة قالوا له قل لا اله الا الله فغزاه حب امراة (سوداء البشرة ) حتى اذهب عنه اخرته اذ قال بدلا من ذللك :
    (أحب لحبها السودان حتى أحب لحبها سود الكلاب!)
    * واعجب من ذللك ان ابن زيدون تعلق بجارية سوداء البشرة فغارت منها ولادة ( الاميرة والشاعرة الاندلسية االمشهورة بالجمال وحسن الادب وبلاغة اللسان وهي التي رفضت كل الرجال وبقيت عزباء ومع هذا غارت من التفات ابن زيدون لحسن جارية سوداء فقالت

    لو كنت تُنْصِف في الهوى ما بيننا *** لم تَهْوَ جاريتي ولم تتَخَيَّرِ
    وتركتَ غُصْنًا مُثْمرًا بجماله *** وجنَحْتْ للغصن الذي لم يُثْمِرِ
    ولقد علمتَ بأنني بدرُ السماء *** لكنْ وَلعْتُ لشقوتي بالـمُشَترِي
    لهذا يااخواتنا في السودان كلنا جميلات ووكلكن جميلات الشوهاء منا والسوداء هي التي تشقي نفسها في تغيير ما خلق الله لاجل رضا من مخلوقه هي التي لا تعرف ان اجمل النساء في الدنيا اعفهن عن الرجال وازهدهن في رق النكاح

إشترك في قائمتنا البريدية