الزمالك… سحر وشعوذة ومصيبة سوداء!

حجم الخط
0

من المثير مراقبة كيف تتطور الفرق الكروية وأيضاً كيف تتهاوى، ومن المثير دراسة الخطوات التي يتبعها مسؤولو هذه الاندية في أعمالهم، لكن من السخيف جداً اعادة الانهيار أو عقم البطولات أو اختفاء الالقاب الى أسباب غير كروية.
في الزمالك، هذا النادي المصري العملاق، هناك أسباب واهية يتذرع بها مسؤولوه على الابتعاد عن منصات التتويج، فبمنطقهم لا يعقل أن يستثمر النادي في 18 لاعباً جديداً هذا الموسم، ولا يحقق النتائج الايجابية المرجوة، الا اذا كان هناك «عمل» أو سحر أو شعوذة نالت من هذا النادي كي تستمر اخفاقاته.
وبزعم رئيس مجلس ادارته مرتضى منصور فانه أكد إن هناك «سحرا أسود» وراء تراجع نتائج فريقه رغم الصفقات التي تم التعاقد عليها خلال فترة الانتقالات الصيفية. وأضاف: «سمير محمد مدرب حراس المرمى بالفريق (مصري من أصل سوداني) أكد لي أن هناك سحرا أسود يعانى منه فريق الزمالك»، مضيفا: «طالبته بضرورة فك ذلك السحر الأسود حتى يعود الزمالك لسابق انتصاراته». وباتت تفاصيل اكتشاف سمير لهذا السحر أقرب الى «نكتة» لا داعي للخوض فيها، لكن الأكثر غرابة أن هذا الواقعة ليست وحيدة، وتحديداً داخل أسوار القلعة البيضاء، فبمجرد استخدام محرك «غوغل» بوضع كلمتي الزمالك والسحر، فان هناك عشرات القصص والحكايات المرتبطة بهذا النادي، فمنها اتهام حارس مرمى منتخب مصر السابق عصام الحضري باستخدام السحر عندما لعب للجونة ضد الزمالك، مثلما تسلح الزمالك بالقرآن في رحلته الى النيجر في احدى مبارياته الافريقية لمواجهة سحر لاعبي الفريق المنافس وأنصاره، وهي من بين قصص عدة عن ارتباط وثيق بين اخفاقات الزمالك والسحر والشعوذة.
لكن الأمر يبدو مغايراً لمراقب عما يحدث في الزمالك، فلو افترضنا جدلاً أن الفريق أحرز عدداً من الألقاب والانجازات فان هذا بكل تأكيد سيصب في خانة حسن ادارة منصور وفريقه المعاون، لكن عندما يحدث الفشل وتستمر الاخفاقات، فان الأعذار تتكاثر وتتنوع، وسرعان ما تفقد صداها، وتبدأ الجماهير تتساءل بحثاً عن اجابات أكثر واقعية وعملية، فتزيد الأعذار التي لن تشمل بكل تأكيد عذر سوء الادارة، لتنتهي عند عذر لا يمكن الجدال فيه، ولا فهمه ولا حتى كيفية مكافحته أو معالجته، وهو السحر والشعوذة.
لكن اذا تعمقنا أكثر في الأمر، فان اقالة 4 أو 5 مدربين في ظل أسابيع وأشهر قليلة، هو من الأسباب الرئيسية لتواصل الاخفاق، ففي عالم كرة القدم، هناك حل «سحري»، رغم ان لا علاقة له من قريب أو بعيد بالسحر والشعوذة، وهو عامل الاستقرار، الذي يسمح بالمدرب في تطبيق أفكاره وخططه التي عادة ما تتطلب وقتاً، خصوصاً اذا كان المدرب من الاسماء المقبولة والمشهود لها في النجاح، مثل حسام حسن وميدو الذي يملك خلفية أوروبية لا بأس بها، رغم عذريته في عالم التدريب. وأيضاًَ هناك عامل مهم جداً في الفريق الحالي للزمالك، وهو عدم «انسجام» لاعبيه، فمن المستحيل ان تجلب 18 لاعباً جديداً للفريق في فترة واحدة، حتى لو اعتبروا من الأبرز في البلاد، وتتوقع منهم البروز والانصهار في قالب فريق واحد، خصوصاً في ظل تتابع المدربين على تدريبهم، وهذا الأمر ليس بحاجة الى شيخ ديني أو آيات قرآنية لفهمها وتدراكها.
فهناك عشرات الأمثلة حول العالم، من معاناة الفرق التي تتخبط في ظل تغييرات كثيرة في الجهاز الفني او اللاعبين، فمانشستر يونايتد الذي كسر كل الارقام القياسية مع مدربه الاسطوري أليكس فيرغسون، يعاني بشدة حالياً مثلما عانى الموسم الماضي، والسبب ان انجازات الفريق تحققت على مدى 26 عاماً من ادارة السير الاسكتلندي، رغم ان سنواته الاربع الاولى مع الفريق كانت قاحلة، في حين أخفق خلفه ديفيد مويز، واستمر الاخفاق في ظل ادارة الهولندي لويس فان خال رغم صرفه أكثر من 150 مليون جنيه استرليني على نجوم من الطراز العالمي، لكن ادارة «الشياطين الحمر» تدرك ان الامر يتطلب وقتاً وهو ما ستمنحه للمدرب الهولندي.
وهناك مثل آخر، وهو توتنهام، الذي أنفق الموسم الماضي 120 مليون جنيه استرليني على ثمانية لاعبين جدد، وليس 18 لاعباً، وتوقع أنصاره انه حان وقت اختراق المربع الذهبي للدوري الانكليزي، لكن الخيبة كانت كبيرة في نهاية الموسم الماضي، والسبب الرئيسي كان فشل اللاعبين الجدد في البروز لعدم الانسجام الكافي، والذي عادة ما يتطلب شهوراً وفي بعض الاحيان سنوات كي نحصل على النتيجة المرجوة.
هذا هو عالم كرة القدم، وهذه هي الحلول في أزمات كرة القدم، أما التعذر بوجود سحر أو شعوذة، فهي أعذار الخائبين والفاشلين.
@khaldounElcheik

خلدون الشيخ

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية