سنغافورة/نيويورك – رويترز: استقرت أسعار النفط أمس الخميس بدعم من قوة الطلب بعد أن انخفضت في الجلسة السابقة تحت ضغط ارتفاع إنتاج الخام الأمريكي إلى مستوى قياسي وزيادة المخزونات.
وفي المعاملات الآسيوية المتأخرة بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 64.36 دولار للبرميل مرتفعا سنتين أو ما يعادل 0.03 في المئة مقارنة مع الإغلاق السابق. وجاءت الزيادة الطفيفة بعد انخفاض الخام ما يزيد على اثنين في المئة في اليوم السابق.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 61.16 دولار للبرميل بارتفاع سنت واحد أو ما يعادل 0.02 في المئة. وانخفض خام غرب تكساس أيضا بأكثر من اثنين في المئة في الجلسة السابقة.
يأتي تماسك الأسعار أمس بعد زيادة مخزون النفط الخام الأمريكي بوتيرة لم تكن كبيرة كالمتوقع خلال الفترة الحالية التي تتسم بفتور الطلب في نهاية الشتاء لعوامل موسمية، حيث تغلق الكثير من المصافي النفطية لإجراء أعمال صيانة. كانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ذكرت أمس الأول أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 2.4 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي في الثاني من مارس/آذار، إلى 425.91 مليون برميل دون الزيادة البالغة 2.7 مليون برميل التي توقعها المحللون.ورغم ذلك، يضغط ارتفاع الإنتاج الأمريكي على أسواق النفط حيث بلغ الأسبوع الماضي مستوى قياسيا جديدا عند 10.37 مليون برميل يوميا.
وعلى جانب الطلب، أكد بنك «غولدمان ساكس» الاستثماري الأمريكي، في مذكرة للعملاء صدرت أمس الأول، توقعاته لنمو الطلب على النفط في 2018 عند 1.85 مليون برميل يوميا، رغم البوادر التي ظهرت في الآونة الأخيرة وتشير إلى تباطؤ طفيف، وعزا ذلك إلى الأداء القوي في بداية العام واتجاه تسارع الطلب في الربع الثاني من السنة.
وقال محللون في البنك في مذكرة «بيانات النفط لشهر يناير (كانون الثاني) تشير إلى نمو قوي للطلب العالمي، بما يتسق مع الزخم الاقتصادي القوي مع دخول 2018».
وعزوا الهبوط الأخير في أسعار النفط إلى عوامل موسمية، قائلين ان بيانات العشر سنوات الأخيرة تشير إلى أن ضعف الطلب قد يأتي هذه المرة في الربع الأول، بعد أن جرت العادة في السابق أن يكون في الربع الثاني.
وأضافوا «هذا النمط الجديد ينبئ بأنه في حين قد تكون توقعات نمو الطلب للربع الثاني منخفضة، فإن القاع الموسمي للطلب ربما يحدث حاليا بالفعل، مما يضع نمو الطلب على النفط في اتجاه الصعود بشكل مفاجئ هذا الربيع».
وقال البنك أنه في حين جاءت مجموعة بيانات اقتصادية نشرت الأسبوع الماضي دون توقعات السوق وربما تضعف النزاعات التجارية والرسوم الطلب على النفط، فمن المرجح أن يكون التأثير تدريجيا وقد يعوضه ضعف الدولار. وقال محللوه «مازلنا نتوقع أن الوضع العام للاقتصاد الكلي في 2018 سيظل داعما للطلب على النفط، وتوقعاتنا لنمو الطلب في 2018 تظل عند 1.85 (مليون برميل يوميا)، بما يتجاوز كثيرا متوسط التوقعات».
وأضافوا أن هذه التوقعات للطلب تتجاوز نمو منتجي النفط الصخري وغيرهم من المنتجين خارج «أوبك»، وستؤدي إلى مزيد من الانخفاض في المخزونات في الربع الثالث إلى ما دون متوسط الخمس سنوات مما سيتمخض عن موجة صعود جديدة في الأسعار.
استقرار أسعار النفط بعد انخفاض كبير مع بقائه تحت ضغط نمو الإنتاج الأمريكي