وول ستريت جورنال: جنود أمريكيون في عين الأسد قضوا وقتهم بالخنادق في لعب الورق وقالوا إن إيران كانت تريد قتلهم

حجم الخط
5

لندن- “القدس العربي”:

أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى حال الجنود الأمريكيين في قاعدة عين الأسد بالعراق وقت غارة الصواريخ الإيرانية عليهم الأسبوع الماضي. وقالت إنهم لجأوا إلى الخنادق بدون قدرة على التواصل مع السطح على أمل أن تنتهي الغارة بسلام.

وقالت إيزابيل كول، في تقرير لها من قاعدة عين الأسد الجوية، إن الجنود الأمريكيين وقبل ساعتين من بدء الغارة الجوية اختبأوا في الخنادق المسلحة بالإسمنت والتي بنيت في عهد الرئيس العراقي صدام حسين.

وقال الكابتن في سلاح الجو، نات براون (34 عاما) من ألاباما، إنه أرسل رسالة نصية لزوجته يعبر فيها عن حبه لها قبل الهرب إلى أحد الخنادق حيث لا يوجد لا هاتف أو لاسلكي. وقال بعض الجنود إنهم لعبوا لعبة الورق “أونو” وغفا بعضهم بانتظار ماذا سيحصل.

وبدأت الصواريخ تسقط على القاعدة التي يتمركز فيها العدد الأكبر من الجنود الأمريكيين في الساعة الواحدة والنصف من صباح الأربعاء والتي خلفت حفرا على السطح في القاعدة وأشعلت النيران في الحاويات الحديدية، ولا يزال الجنود ينظفون الحطام.

وقالت الكابتن في سلاح الجو ستاسي كولمان: “كنا نشعر بالهزة وعندما ضربت الصواريخ كان باب الخندق يهتز”، وقالت: “رأيي الشخصي أنهم كانوا يريدون استهداف الأرصدة الجوية التابعة ولو سنحت الفرصة قتلنا في العملية”.

وقبل يوم من الغارات تم نقل العدد الأكبر من الجنود الأمريكيين البالغ عددهم 1.500 جندي في القاعدة إلى أماكن أخرى للحد من أثر الضربة. وذلك بعد تلقي معلومات أن الهجوم بات محتوما. وعاد معظمهم إلى القاعدة بعد نهاية الغارة.

وقال الجيش الأمريكي الذي يدير أكبر شبكة استشعارات ورادار في العالم إن نظام الكشف والإجراءات الدفاعية أعطت إشارة للقوات الأمريكية أن هجوما إيرانيا بات قريبا وهو ما أعطى القوات الأمريكية ساعة على الأقل للذهاب إلى الملاجئ.

وقال الضباط الأمريكيون في قاعدة الأسد إنهم حصلوا على معلومات تشير إلى عملية انتقامية إيرانية بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني في غارة أمريكية يوم 3 كانون الثاني (يناير).

وأدى اغتيال سليماني وقائد في الحشد الشعبي إلى زيادة المشاعر المعادية لأمريكا وأثار أسئلة حول مستقبل الوجود الأمريكي في العراق. وبعد الغارة كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تغريدة قال فيها إنه تم استهداف قاعدة عين الأسد لأنها كانت منطلق الطائرة المسيرة التي قتلت سليماني بعد خروج موكبه من مطار بغداد الدولي.

والقاعدة التي تمتد على مساحة ستة أميال، هي منشأة ضخمة تعمل منها القوات العراقية وفرق صغيرة من القوات النرويجية والبولندية والدانماركية إضافة للقوات الأمريكية.

وقال ضابط الإنذار في القاعدة مايكل بريغدون (33 عاما)، والذي كان مسؤولا عن تأمين طائرات ريبر بدون طيار المسؤولة عن التجسس، إن الغارات الإيرانية لم تؤد إلى سقوط قتلى في صفوف الأمريكيين ولم تصب أيا من الأرصدة الأمريكية بضرر. إلا أن الجنود الذين عاشوا الهجمات تحدثوا عن لحظات مخيفة عندما تعرضوا لإطلاق النار.

وقالت العقيد كولمان إنها تلقت الأوامر في الساعة التاسعة مساء عن الهجوم وبدأت بعملية إجلاء 200 من الجنود التابعين لها في الساعة العاشرة مساء. وبحثت عن خندق طوله 300 ذراع لا يبعد إلا مسافة قليلة عن مكان سقوط الصواريخ.

وأصدرت العقيد أنطوانيت جيس المسؤولة عن تنسيق الردود الطارئة عندما حدث الهجوم الإيراني أوامر بضرورة التجهز في الساعة 11 ليلا في يوم الثلاثاء. وقالت: “في الحقيقة تلقينا معلومات مبكرة تدعونا لتغيير مواقع القوات”. وفي الساعة 11.30 أصدرت أوامر باللجوء إلى الخنادق. وظل الحراس الذي يحرسون محيط القاعدة في عملهم خشية أن تكون الهجمات الصاروخية مقدمة لهجوم بري. وأصابت الموجة الأولى من الصواريخ القاعدة في الساعة 1.30 من صباح الأربعاء واستمرت بشكل متقطع لمدة ساعتين.

وقالت جيس إن الصواريخ اكتشفت قبل خمس دقائق من إصابة الأهداف. وضرب معظمها حفرا قطر كل واحدة منها 20 قدما وبعمق خمسة أقدام، وأدت الضربة لتحطيم جدران بناية متحركة. ولم يعرف الجنود الذين احتموا بالخنادق ما يجري على السطح وخافوا من إصابة بعض رفاقهم.

وقال براون: “كان هذا هو الجزء الأكبر من القلق”. وقال إنه و30 من الجنود الذين كانوا معه أحصوا 30 صاروخا من وابل الصواريخ التي أطلقها الإيرانيون. وبشروق الشمس أعلمتهم دقة على الباب أن الخطر قد زال.

وقال براون الذي كان يعاين الجرافات وهي تقوم بتنظيف الحطام الذي خلفته الصواريخ ومنها خيمة كبيرة لربط المقاتلات عادة إن القدرات الإيرانية “مثيرة للإعجاب والدقة عالية”.

وأكدت إيران أنها لم تكن تهدف إلى قتل جنود مع أن الجنود يجادلون في هذا الكلام. وعلق الرقيب الأول لاري جاكسون (42 عاما): “أنت في منطقة مليئة بالنزاع”. وسقط صاروخ قرب منطقة تستخدم للمعيشة وسكن الجنود.

وقالت العقيد جيس: “كنا في خطر حقيقي”. وتتعرض قاعدة عين الأسد منذ أشهر لهجمات صاروخية من جماعات مرتبطة بإيران إلا أن كولمان تقول إن الهجمات الصاروخية لهذه الجماعات هي بمثابة “حصى” ولا تقارن بالصواريخ الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول التائب:

    هذه هي إيران المقاومة والمساومة، تبتلع الإهانات من أمريكا وتستأسد على المسلمين العزل في سوريا والعراق

    1. يقول العدل:

      امل انتصار ایران علی الصهاینه و الاستکبار الامریکیه الذین هم اعداء الامه الاسلامیه والعربیه

    2. يقول عبد المجيد بن سالم:

      يبدو أن الروم والفرس متفقون على خداعنا.
      وأشباه العرب مصدقون أن أيران ضد أمريكا وإسرائيل. كيف نفسر أثناء إبادة السنة في الموصل الحشد الشعبي الإيراني على الأرض والطائرات الأمريكو صهيونية في السماء وهم في أعلى درجات التنسيق والتناغم ،ما شاء الله محور المقاومة مقاومة من؟. لماذا لم تقم أمريكا بتأديب الأسد؟ هل لأنه ابن إيران؟

  2. يقول مواطن:

    ههههههه فعلا إيران تستعرض عضلاتها على جيرانها الجبناء واما الولايات المتحدة فتقف امامها عاجزة قصفتهابصواريخ متهالكة عبارة عن خردة روسية . تقاوم بدماء العرب وسواعدهم في اليمن في العراق في لبنان وسوريا اما هي فأجبن حتى عن إطلاق رصاصة واحدة في اجواء إسرائيل

  3. يقول الصوفي الجزائر:

    مع مرور الوقت بدات تنكشف خيوط اللعبة
    كما قال احدهم ان هناك صفقة في الافق بين ايران وامريكا وان سلينان هو العقبة لذلك تم التخلص منه وطبعا يجب ان يكون هتاك انتقام لحفظ ماء الوجه وهذا ما تم فعلا الامر كله سينما الله يستر من النتائج

إشترك في قائمتنا البريدية