وفاة العرب؟

حجم الخط
11

في مثل هذه الأيام، قبل عشر سنوات، نشر الأديب والدبلوماسي السعودي الراحل غازي القصيبي (1940 ـ 2010) قصيدة بعنوان طويل، غير عادي: ‘من غازي القصيبي إلى نزار قباني الذي سأل: متى يعلنون وفاة العرب’. ولعلّ المقطع الاستهلالي، في القصيدة، يلخّص موضوعها ونبرتها: ‘نزار! أزفّ إليك الخبر/ لقد أعلنوها.. وفاة العربْ/ وقد نشروا النعي.. فوق السطور/ وبين السطور.. وتحت السطور/ وعبر الصُوَر!/ وقد صدر النعي/ بعد اجتماع يضمّ القبائل/ جاءته حِمْيَرُ تحدو مُضَرْ/ وشارون يرقص بين التهاني/ تَتَابُع من مَدَر أو وَبَرْ/ وسام الصغير.. على نوره/ عظيم الحبور.. شديد الطرب’.
والمقاطع اللاحقة من القصيدة، التي تبلغ 64 سطراً، تواصل تطوير هذا المزيج الرثائي ـ الهجائي العنيف، الذي يمتدّ ليشمل الإعلام العربي (‘تلفازنا مرتع الراقصات/ فكَفْلٌ تثنّي.. ونهدٌ نَفَرْ’)؛ والنشاط الفكري العربي (المنصبّ على ‘عقد مؤتمرات تباهي بعولمة الذلّ’)؛ والعلاقة العربية مع العالم (‘في دزني لاند جموع الأعاريب’، و’لندن ـ مربط أفراسنا/ مزادُ الجواري.. وسوق الذهب’، وفي ‘الشانزليزيه سددنا المرور/ منعنا العبور’)؛ وافتقاد المعتصم، وجيش ابن أيوب، وبيبرس ‘الذي يقضي إجازته/ في زنود نساء التتر’؛ وصولاً إلى الوعّاظ الذين ‘يرقبون الخلاص/ مع القادم.. المرتجي.. المنتظر’. وأمّا في اختتام القصيدة، فإنّ القصيبي يبلغ الذروة في تأجيج المزيج إياه: ‘نزار! أزفّ إليك الخبر/ سئمتُ الحياة بعصر الرفات/ فهييء بقربك لي حفرة!/ فعيش الكرامة تحت الحُفَرْ’.
وقد يجادل المرء، باديء ذي بدء، بأنّ القصيدة لم تكن تحرّض على اليأس تماماً، وتلك نقطة في صالح شاعرها، رغم أنها كانت تتصادى مع الأجواء الدراماتيكية التي أعقبت هزيمة 1967، حين أخذ نعي العرب وهجاؤهم ونقدهم يمتزج بحال ساحقة من التيئيس والتأثيم، والحضّ على الإحباط، ونفض اليد من المستقبل. وإذْ أعلن القصيبي وفاة العرب، على هيئة تناصّ مع الشاعر السوري الكبير الراحل، فقد كان جلياً تماماً أنّ العرب الذين ماتوا في قصيدته هم نماذج من نوع محدّد، أقلّ من الأقلّوي: سلطان تابع للعمّ سام الصغير، إعلامي منافق مبتذل، مفكّر صغير متصاغر، ثريّ مبذّر بهيميّ الغرائز… ويصعب أنّ هؤلاء كانوا تمثيل جمهرة العرب، في تلك الحقبة، أو في أزمنتنا الراهنة!
كذلك فإنّ قصيدة القصيبي كانت في الواقع تحيل إلى قصيدة أخرى لنزار قباني، أقلّ شهرة ربما، ولكنها ليست أقلّ حرقة وحدّة ومرارة؛ هي ‘قرص الأسبرين’، وفيها يقول: ‘إياكَ أن تقرأ حرفاً من كتابات العرب/ فحربهم إشاعة وسيفهم خشب/ وعشقهم خيانة ووعدهم كذب/ إياكَ أن تسمع حرفاً من خطابات العرب/ فكلّهم نحوٌ وصرفٌ وأدب/ ليس في معاجم الأقوام/ قومٌ اسمهم عرب’. ومن جانبي، كدارس نصّ شعري، اعتبرت أنّ التناصّ بين القصيبي وقباني لا يؤشّر على تجذّر اليأس في الوجدان العربي، بقدر ما يدلّ على اتضاح ـ وربما، في مقام آخر متمم: افتضاح ـ الأسباب الجذرية الحقّة التي وقفت وتقف خلف اليأس.
ولم يكن بالأمر العابر، والحقّ يُقال، أن يفصح شاعر سعودي (كان في الآن ذاته وزيراً!) عن كلّ ذاك المقت للعمّ سام الأمريكي، ولأتباعه الحكّام والأفراد من بني العرب. فكيف إذا كانت تلك الحقبة الأمريكية تحتشد بفكر، وممارسات، الصقور الأشدّ شراسة ضمن تيارات المحافظين الجدد في أمريكا؛ وكانت المناخات تمهّد لغزو العراق، بذرائع شتى، يختلط فيها الترهيب (أسلحة الدمار الشامل)، بالترغيب (نقل ‘فيروس الديمقراطية’، قسراً، إلى الجسم العربي العليل).
وبين مصائر هذا الطراز من الأغراض الشعرية، أو بالأحرى ذلك المزيج الرثائي ـ الهجائي الذي دشّنه قباني في قصيدته الشهيرة ‘هوامش على دفتر النكسة’ (وفي صدرها يقول: ‘أنعي لكم.. كلامَنا المثقوب، كالأحذيةِ القديمة.. ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمة’)؛ أنه حمّال أوجُهٍ متغايرة، وبالتالي حمّال أزمنة متقلبة: تارة يفضي إلى جلد الذات والتقوقع، وطوراً إلى الانتفاض على اليأس والسعي إلى النهوض. وهكذا قد يرى قارىء أوّل أنّ عقداً من السنين قد مرّ على العرب، وما زالت قصيدة القصيبي (أو قصيدة قباني، بعد 46 سنة!) تُثقل بكاهلها على واقع كريه مرير، لا يشير إلا إلى أوان إعلان وفاة العرب. وقد يرى قارىء ثانٍ أنّ العكس هو الصحيح، لأنّ انتفاضات العرب الراهنة قد تنطوي على انتصار هنا أو انكسار هناك، ولكنها ليست أقلّ من عودة الروح إلى الجسد.
وعلى نحو خاصّ، بسبب الخذلان العربي الواسع، قد يشعر السوريون أنّ العرب ماتوا، أو يموتون، إذْ يتفرجون على ما يرتكبه النظام السوري من مجازر وحشية، وما يستخدمه من أسلحة فتاكة، وما يتصف به سلوكه العنفي من استهانة وعربدة. ولهذا كُتبت، ولعلها تُكتب كلّ يوم، قصائد كثيرة تنتهج الغرض ذاته، بعد أن تضيف المزيد إلى مرارات العقود التي انصرمت، بعد قباني والقصيبي. وذلك، كله، لا يرجح كفّة على أخرى بالضرورة: لا وفاة العرب، ولا عودة الروح إليهم؛ لأنّ التاريخ أبعد ما يكون عن هذه الثنائية الجامدة، وأقرب إلى ترجيح جدلية الحياة… حتى في ذروة مظاهر الموات!

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول يونس:

    لم يخذل العرب السوريين. إنهم منخرطون في الاقتتال الطائفي الدائر بين النظام والمعارضة في بلاد الشام، فالعرب يمدون الجيش السوري الحر وجبهة النصرة بالمال والسلاح والرجال، حتى أن الإبراهيمي صرح بوجود ما يفوق 40 ألف مقاتل أجنبي في سورية لمقارعة الجيش السوري العربي، وجامعة الدول العربية اعترفت بالإتلاف السوري وأهدته مقعد دمشق ليتبوأه، وتم إغلاق تقريبا جميع السفارات السورية في العواصم العربية، فما هو المطلوب أكثر؟ إرسال جيوش عربية لتقاتل الجيش السوري؟؟ هذا أمر تحاشاه حتى الناتو بالأحرى الأنظمة العربية، هذا إن كانت لدى هذه الأنظمة جيوش حقا لصون الحدود وليس مجرد ميليشيات لقمع الشعوب؟؟؟

  2. يقول omar:

    سأهديك جزءاً من قصيدة، للشاعر الكبير المرحوم عمر أبو ريشة. ألفيت منزلها بوجهي موصدا//ما كان أقربه إلي وأبعدا كلـّـت يداي على الرتاج وعربدت// في سمعي المشدوه قهقهة الصّدا. أخذت بناصيتيه أيدي عصبةٍ// كانت على سود الليالي هجّـدا. جاز الزمان بها حدود مجونه // فأقام منها كلَّ عبدٍ سيدا. تشقى العُلى.. إن قيل كانت جندَها // ما كان للجبناء أن تتجندا. نظرت إلى شرف الجهاد، فراعها // وسعت إلى تعهيره فاستُشهدا. من كل منفض السبيل لقيطه// شاءت به الأحقاد أن تتجسدا. عقد الجفون بذيل كل سماوةٍ // وأراد ملعبَها كسيحاً مُقعدا. نثر الخسيس من السلاح أمامه // واختار منه أخسَّه، وتقلدا. وحبا إلى حرم الرجال، ولم يذق // من قدس خمرتهم، ولكن عريدا. وافتنّ.. في تزييف ما هتفوا به // وارتدّ.. بالقيم الغوالي منشدا. البغي أروعُ ما يكون مظفراً // إن سلّ باسم المكرمات مهندا. لا يخدعنك دمعُه.. انظر إلى// ما سال فوق أكفّه وتجمدا. لم تشرب الحمّى دماءَ صريعها // إلا وتكسو وجنتيه تورّدا. وأزاحت الأيام عنه نقابَه// فأطلً مسخاً، بالضلال مزوّدا. ترك الحصون إلى العدى متعثراً // بفراره، وأتى الحِمى مستأسدا. سكينُه في شدقه، ولعابُهُ // يجري على ذكر الفريسة، مزبدا. ما كان هولاكو، ولا أشباهُهُ // بأضلَّ أفئدة ً، وأقسى أكبُدا.

  3. يقول محمد البدري:

    وما فائدة التنبيه علي وفاة العرب، الم يكن الاجدر ان تتبرأ الشعوب كلها من العروبة بعد ان افتضح امرها. فرجال مثل عبد الناصر وصدام والقذافي وكل دعاة العروبة لم يكن لديهم فكرة تاريخية عن العرب لكنهم اعتقدوا بان زعامتهم كانت ممكنة بهدف عمل امبراطوريات بهم. خذلهم العرب لان العربي لا يقبل بان يقودة غير عربي الا في حالات لورنس العرب وجورج بوش الاب. فهل سيقع الاسلاميين الذين حكموا بعد سقوط القوميين في نفس الفخ مرة أخري ويكتشفوا ان العرب لم يكونوا صادقين في تدوينهم للوحي بعد ان يكتشفوا ان العرب وان الجماعات السلفية يقودها الان وحاليا اليهود والصليبيين وابناء القردة والخنازير؟

  4. يقول مطلع:

    فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا فيا دمشـقُ… لماذا نبـدأ العتبـا؟
    حبيبتي أنـتِ… فاستلقي كأغنيـةٍ على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
    أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
    يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها فامسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
    وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي وأرجعي الحبرَ والطبشورَ والكتبا
    تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
    وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
    أتيتُ من رحمِ الأحزانِ… يا وطني أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
    حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
    أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
    فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
    هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
    فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
    كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
    يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
    فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ زُهــواً… ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
    وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
    يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
    يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
    دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
    أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
    وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
    سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
    وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
    هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
    وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
    أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟ ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
    شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
    تلفّـتي… تجـدينا في مَـباذلنا.. من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
    فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ فانحنى وأعطى الغـواني كـلُّ ما كسبا
    وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
    وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا
    إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
    يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا
    ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟ حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا
    وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا
    يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا
    من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
    حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
    الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
    لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا

  5. يقول ابراهيم حسن النصيرات:

    فلسطين+الجولان+جنوب السودان+ لواء الاسكندرون+ الاندلس

  6. يقول أحمـــــد:

    خبر ليس جديد

  7. يقول ناصر السعيد:

    لسه فاكر اليقاء لله من زمن بعيد

  8. يقول ابراهيم ابو جبر فلسطين النقب العربي:

    اخي صبحي .
    عظم الله اجرك صحيح ما تقول ولكن لو فحصت صحيفة القدس العربي قبل خمسة مئة عام كنت قد بعثت مواساتي لمن تبقى من العرب على وفاة العرب الاقحاح وسبب ذلك كله الملوك والرؤساء في ذلك الوقت وبعدها حكم العرب الغرباء من عثمانين -اتراك وانجليز ويهود والفرس على الطريق وبعدها الصين وربما الروس ٥٠٠ عام والعرب معدمون بسب قادتهم حان الاوان للصحوه الفكريه والعلميه وووووو وكل شيء من جديد علا وعسى يخرج من صلب هذه الامه قائد فذ يقودنا الى بر الامان .اشك بذلك بكل اسف، فلنسقط القناع عن هذه القياده الحاليه من المحيط الى الخليج وبدون استثناء وبدون مجامله . حان وقت النهضه ولنكن نحن حطبها الى النصر على هؤلاء الطغيان العميان الجاهلين من بدد طاقات الامه من جميع النواحي . بشرط ان يحاكموا محاكمه عادله !!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟ 

  9. يقول بوران بشير:

    الشاعران الراحلان قباني والغصيبي اعلنا وفاة العرب قبل وفاتهما بالطبع, ولكن لو بقيا على قيد الحياة واتيح لهما ان يحكما العرب لما اختلفا عنهم بشيء.العرب جميعا من طينة واحدة, وان اختلفت درجة ثقافتهم. على الذين يشغل بالهم ما يحدث في سوريا ان يقرأوا التاريخ القديم والحديث للانسان العربي في المنطقة العربية. فهذا الانسان نشأ وتربى في ظل شتى انواع الاستعمار : العثماني, الفرنسي, البريطاني, الايطالي. وما كان ليتم احتلال اراضيه واذلاله لولا ضعفه وعجزه. لا اريد الخوض في فلسفات وبحث اسباب هذا الضعف: هل هي الجينات العربية ام التربية او كلاهما معا او لأسباب اخرى. جميع الشعوب استعمرت وطردت المستعمر من اوطانها الى الأبد ولم تسمح باستعمار جديد ما عدا العرب. حتى لقطاء العالم تجرأت واستعمرت فلسطين العربية واجزاء من الاراضي المصرية والسورية واللبنانية والعرب يتفرجون. اما الشعب السورى فقد خذله بعض الحكام العرب عندما استباحوا ارضه وارواح بنيه بحجة اسقاط نظام رئيسه القمعي الفاسد, وهم رأس الفساد والقمع والاستبداد.العرب لن يتغيروا ابدا, فهم دائما اما في صراع مع الاجنبي- كبعض الدول العربية التي تخلصت من الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي ومن قبله العثماني- او صراع مع بعضهم البعض,كما يحدث حاليا, فهل هذا قدرهم؟

  10. يقول محمد التونسي:

    كثرت كبوات فرسنا، لكن الأمل موجود وقائم.أجيالنا يحدوها الأمل.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية