وزير الداخلية يتهم حماس بالتورط مع الإرهابيين في سيناء.. وجريدة الإخوان تتجاهله

حجم الخط
3

القاهرة – ‘القدس العربي’ واصلت الصحف المصرية الصادرة يوم امس الإشارة إلى استعدادات الجيش والأمن لبدء عملية تحرير المخطوفين وتواصلت الاتهامات للإخوان بالتواطؤ في العملية، هذا وقد أخبرنا زميلنا الرسام النابه بـ’الوفد’ عمرو عكاشة انه شاهد بنفسه شهرزاد وهي تقول للملك شهريار: – وانكشفت الأسرار بعد خلافات الجماعة الأشرار الذين طغوا في البلاد باسم الدين وأذلوا العبد، وكفاية كده يا مولاي أحسن نروح ورا الأسوار.
وأنا أهنىء عمرو على هذا السبق، قبل شهرين من حدوثه في شهر رمضان القادم حيث نستمتع بمسلسل عن حكايات ألف ليلة وليلة، فلم تمر سوى ساعات على احتفالاتهم بمؤتمر النهضة الذي دعوا إليه مهاتير محمد، حتى غرقت المدن والقرى والظلام، واعترفت وزارة الكهرباء بأن المشكلة في نقص الغاز والسولار لأتي من وزارة البترول، واعترفت البترول بأنها لا تملك المال لشرائه، والمشكلة عند وزارة المالية، وأصبحت الكهرباء تنقطع على سبيل المثال في حي المعادي الذي أسكن فيه ثلاث مرات يوميا، بعد أن كانت واحدة لمدة ساعة، واتساع ظاهرة انقطاع التيار تربك الصناعات والحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وإلى بعض مما عندنا:

الجماعات الجهادية التي تحكم سيناء

ونبدأ بأهم حدث، رغم ان صحيفة واحدة هي ‘الأخبار’ أشارت إليه، كان الحديث الذي نشرته مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وأجراه معه زميلنا جمال واستعرض فيه قضية حمادة أبو شيتة، ولكن أخطر ما قاله كان اتهامه حركة حماس بالتورط في مساعدة الإرهابيين في سيناء، إذ قال بالنص: ‘منطقة الشيخ زويد يوجد بها حوالي خمسمائة عنصر جهادي ينتمون الى تنظيمات إرهابية ويشكلون ثلاثين بؤرة.
وفي مقدمة تلك الجماعات تنظيم التوحيد والجهاد، الذي أسسه شوقي عبداللطيف ويضم ألفي عضو ويقوم على تكفير كل من يخالف تطبيق الشريعة الإسلامية، ويتبنى فكرة إحياء الخلافة الإسلامية، وتمكنت قوات الأمن منذ سنوات من قتل أمير التنظيم وثمانية عشر من قياداته، وأن أعضاء التنظيم يستوطنون بجبل الحلال بسيناء وأنهم قاموا باستقطاب عدد من عناصر حركة المقاومة الإسلامية – حماس – وكتائب عز الدين القسام وتنظيم الأقصى وشورى المجاهدين، والجماعة الثانية التي ينتمي إليها الجهاديون تعرف باسم تنظيم الرايات السوداء، وتعد من أخطر الجماعات المسلحة وتتمركز في مدينة الشيخ زويد، وأقامت قواعد عسكرية في جبال سيناء الوعرة وقامت عناصرها بتحطيم تمثال الرئيس الاسبق أنور السادات وتفجير ضريح الشيخ زويد وقتل النقيب شرطة محمد إبراهيم الخولي، اما التنظيم الرابع فهو تنظيم جند الإسلام، الذي يتبنى أعضاؤه الدعوة لإنشاء أول إمارة إسلامية في مصر مقرها جبل الحلال، والتنظيم الخامس هو شورى المجاهدين ويضم خمسمائة شخص حصلوا على تدريبات على أيدي عناصر من حزب الله وحركة حماس’.
وهذا الاتهام لحماس من وزير الداخلية المحسوب من جانب المعارضة على الإخوان هو الأخطر في الأمر كله.

اختلاف في الصحف القومية
حول اتهام حماس بدعم الخاطفين

وكان زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى، رئيس تحرير جريدة ‘التحرير’ قد أشار مساء الثلاثاء في برنامجه التليفزيوني – هنا القاهرة – الذي يقدمه من الأحد إلى الأربعاء العاشرة مساء على قناة القاهرة والناس ويحظى بنسبة مشاهدة عالية جداً، قد أشار إلى كلام الوزير نقلا عن وكالة انباء الشرق الأوسط الحكومية، وقد اتصلت صباح امس – الأربعاء – بزميلنا جمال حسين، لاسأله عن حكاية الحديث، فقال انه التقى مع الوزير ومعه مندوب عن وكالة أنباء الشرق الاوسط ومجدي الجلاد رئيس تحرير ‘الوطن’، والمهم ان جريدة حزب الإخوان ‘الحرية والعدالة’ لم تشر إطلاقا إلى الحديث، وكذلك الجمهورية القومية، رغم ان الوكالة وزعته على الصحف، اما ‘الأهرام’ فنشرته في صفحتها الرابعة دون اهتمام وعدم الإشارة الى حماس، و’روزاليوسف’ نشرته دون حماس، وعدم الإشارة الى مصدره.

اتهام الإخوان بالوقوف
خلف عملية اختطاف الجنود

على الرغم من أن عملية اختطاف الجنود السبعة من جانب إرهابيين تتجه إلى اعتبارها إرهابا، وإهانة وطنية لحقت بنا جميعاً من إظهارهم في شريط فيديو في صورة أسرى أعينهم معصبة وأياديهم مرفوعة والبنادق على رؤوسهم وهم يناشدون الرئيس التدخل لإنقاذهم وعدم تعرضهم لمزيد من التعذيب، والاستجابة، لمطالب الخاطفين السياسية، ثم إجبار جندي الجيش بالتحديد على مهاجمة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، فان العملية سرعان ما تحولت إلى حلقة جديدة في مسلسل جهود الإخوان، في الرئاسة ومكتب الإرشاد للسيطرة على الجيش وإقالة قياداته الحالية، واتهامات لهم بأنهم دبروا العملية لاتخاذها ذريعة لهذه الإطاحة، أي لم تعد عملية إرهابية، إنما صراع الإخوان والجيش، مما وضع الرئاسة والجماعة في موضع المتآمر، مع الإرهابيين، وهو ما وصل إلى درجة اليقين لدى قطاعات متزايدة من المصريين.

السيسي لم يسلم من الشكوك والاتهامات

كما أن قيادة الجيش والفريق السيسي لم يسلما من الشكوك والاتهامات، خاصة حديث السيسي الأخير الذي قال عنه يوم الثلاثاء زميلنا عادل الأنصاري رئيس تحرير جريدة حزب الإخوان ‘الحرية والعدالة’: ‘على الرغم من وضوح تصريحات قيادات القوات المسلحة في العلاقة الايجابية مع الرئاسة وأن هذه العلاقة انتقلت من الولاء لرئيس إلى الولاء لإرادة الشعب واختياراته وفقاً لما يمليه ويفرزه صندوق الانتخابات إلا أن الكثيرين من الإعلاميين والسياسيين لا يملون من السعي للوقيعة بين المؤسسات وبذل الجهد والطاقة لتأليب بعضها على بعض، والأجدر هذه الأبواق الإعلامية والسياسية أن تتناول الأزمة في سياقها وتعالجها في طريقها الصحيح من خلال التركيز على تحليل حقيقي وواضح للأسباب التي تدفع إلى حدوث مثل تلك الجرائم التي تتكرر في ظل ضعف الوجود الأمني القسري في سيناء، والملاحظ أن الدعوة التي وجهها الرئيس مرسي إلى السلسة وقادة الأحزاب للتواصل بالنقاش حول جذور المشكلة وطرق حلها لا تفهم إلا في سياق وجود رغبة رئاسية لايجاد حلول استراتجية وهو ما يتأتى إلا من خلال رد الأمر لأهله وطرحها أمام أهل الاختصاص للتشاور بشأنها، ولا أجد سبباً وراء هروب عدد من ممثلي التيارات السياسية لمعارضة من لقاء الرئيس ولنقاش حول ايجاد حلول جامعة لهذه المشكلة، سوى خوفها من أن تقف أمام مسؤولياتها التاريخية تجاه هذه القضية الوطنية والمهمة وخوفها من تبعات القرارات لتي قد لا تجد بديلا عنها للخروج من هذه الأزمة دون رجعة’.
عدة جهات وراء مؤامرة سيناء

أما الإخوانية الجميلة والاستاذة بجامعة الأزهر، الدكتورة مكارم الديري، فانها في نفس العدد أرجعت ما حدث في سيناء الى مؤامرة شاركت فيها عدة جهات، قالت:
‘ما يوجد في سيناء من جماعات إجرامية تابعة لأجهزة مخابرات دولية تحركها عصابة دحلان الفلسطيني وقذاف الدم الليبي وغيرهما ممن لا يريد لمصر أن تتصدر مكان الريادة في العالم العربي والإسلامي خاصة ألا يتحقق ذلك النجاح في عهد من يتبنون المشروعات الإسلامي.
فإذا جاز التسليم بوجود تنظيمات سلفية في سيناء، وجاز تلفيق الاتهامات المعدة سلفاً في عهد مبارك فلا يجوز لنا اليوم بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أن نغفل مثل هذه العصابات الإجرامية ونلقى دائماً روع المصريين بأن هناك تنظيمات جهادية في سيناء، فهل من قتل جنودنا الصائمين العابدين عند غروب شمس يوم من أيام شهر رمضان المبارك إلا خائن عميل، وكذلك حوادث القتل والخطف ما هي إلا محاولات من عملاء الثورة المضادة الذين تلتقي أهدافهم مع أهداف العدو الصهيوني في إحداث الفوضى وإعاقة أي تنمية في سيناء وتطفيش المستثمرين من سيناء، والأدهى من ذلك تعجز أجهزة مخابراتنا عن كشف ملابسات الحادث وتلتزم الصمت للتستر على ماذا؟ وهل من مصلحة حماس أو الجماعات الجهادية – إن وجدت – إرباك النظام الجديد في مصر الذي يقوده أحد أبناء التيار الإسلامي؟ حتى وإن اختلفوا في الوسائل، فإن التيارات الإسلامية في عمومها تؤمن بفكرة المرجعية الإسلامية والتحرر الوطني من الهيمنة الأجنبية والوقوف ضد تحقيق المشروع الصهيو – أمريكي الذي كان يرسخ له نظام مبارك مع أصدقائه في أمريكا وإسرائيل، ومن الخاسر أيضاً من تعمير سيناء وتنمية محور قناة السويس من خلال عدة مشاريع كبرى مثل مشروع وادي التكنولوجيا في الإسماعيلية ومشروع المنطقة الصناعية، بشمال غرب خليج السويس والعين السخنة وإقامة مراكز لوجيستية وصناعية عالمية ومناطق عمرانية، إن من يرفض تنمية سيناء هم وكلاء إسرائيل في مصر لا يريدون لها أن تنهض في ظل المشروع الإسلامي ويسعون للإبقاء على المشروع العلماني الفاشل الذي حولنا إلى أقزام بعد محاولات علمنة وتغريب قرابة قرنين من الزمان’.
إذن فالمؤامرات التي تتم وراءها، شخص فلسطيني، وهو حر طليق، ومن الممكن أن يفعلها، ولكن المشكلة في أحمد قذاف الدم المسجون منذ أكثر من شهرين، فكيف يدبر كل هذه المؤامرات إلا إذا كان النظام يسهل له الاتصالات، لكن الملفت هنا هو اتهامها جهاز المخابرات العامة بالمشاركة في المؤامرات ولو بالصمت، وهو مشاركة منها في الحملة التي تقودها الجماعة لاختراق وتفكيك الجهاز والتي شارك فيها الرئيس نفسه عندما أخبر صديقنا ورئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي ان المخابرات أنشأت تنظيماً من البلطجية عددهم ثلاثمائة ألف، ويقود الحملة ايضا من الإخوان الدكتور محمد البلتاجي، كما يلاحظ تأكيدها على عداء الإخوان للفترة التاريخية التي بدأت بالحملة الفرنسية على مصر عام 1798 وحتى الآن.

تحميل مرسي والسيسي المسؤولية

ومن ‘الحرية والعدالة’ إلى ‘المصري اليوم’ في نفس اليوم – الثلاثاء، وصديقنا والقيادي في التيار الشعبي أمين اسكندر – ناصري – وقوله: ‘لا أحمل الدكتور مرسي سوى المسؤولية السياسية العامة لكن أحمل الفريق عبدالفتاح السيسي كل المسؤولية عما وقع في سيناء، وذلك لأنه يعلم ان رئيس الجمهورية من عشيرة طظ في مصر، ولا تفرق عندهم سينا من غزة أو حتى أفغانستان، وثانياً، السيد وزير الدفاع كان مسؤولا عن المخابرات العسكرية ولديه معلومات وفيرة، وأيضاً هو العليم بالفراغ لاستراتيجي الناتج عن اتفاقية كامب ديفيد وله أقوال شهيرة عن ذلك، وهو أيضا الذي لعب دوراً محورياً في مجيء الدكتور مرسي ومعه باقي أعضاء المجلس العسكري، وبعد ذلك يحدثنا السيد وزير الدفع عن نار الجيش التي يجب أن نبتعد عنها، كما يحذرنا بأنه في حال نزول الجيش علينا أن ننسى مصر ثلاثين أو أربعين سنة، في إشارة لحرب أهلية ستبادر بها حركات الإسلام السياسي، ولا معنى للتحذير سوى ذلك، والسؤال، إذا كان الوضع كذلك فلماذا الصمت يا سيادة الوزير’.

‘التحرير’: بقاء مرسي رئيساً اهانة لمصر

أما زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير التنفيذي لجريدة ‘التحرير’ إبراهيم منصور، فقد وجه غضبه يوم الثلاثاء أيضاً إلى الرئيس وحده بقوله عنه: ‘أكبر إهانة لمصر هو وجود مرسي رئيساً! أكبر إهانة للثورة أن يكون مرسي على كرسي السلطة، إن بث فيديو للخاطفين الإرهابيين الذين دعا مرسي للمحافظة على أرواحهم هو إهانة للمصريين جميعاً لا للجيش فقط، ولو كان محمد مرسي عنده شوية دم بعد أن شاهد فيديو الجنود المختطفين على يد أفراد من أهله وعشيرته لترك لسلطة فوراً! لكن لماذا تقول عن رجل لا يستطيع أن يتخذ قراراً؟! وإنما القرار يأتيه من جماعته التي دفعت ستمائة وخمسين مليون جنيه لكي يصل إلى هذا المنصب ويصبح مندوبا لهم في الرئاسة’.

عندما يتورط النظام بمنظمات إرهابية

وأراد زميله خالد كساب مشاركته بقدر من الهجوم قال في نفس العدد: ‘عندما يتورط النظام في علاقات دولية معلنة بمنظمات إرهابية فإنه من المنطقي جداً أن يفكر ألف مرة قبل النيل من تلك المنظمات من منطلق أنه، ما ينفعش أهربك من السجن وبعدين تيجي بعد كده تقفش عليا وإلا حاقول على كل حاجة، وطالما كان هناك سر لا نعلمه وصل من خلاله الإخوان إلى الحكم فإنه من المنطقي أن يحرص الإخوان على عدم إفشاء ذلك السر مهما كان الثمن، وطالما اكتشفنا ان الثورة وفيلم الربيع الزفت العربي كله على بعضه لم يكن اكثر من مجرد خدعة بايخة وسمجة إنساق وراءها الشرفاء والحالمون من أبناء هذا الوطن المأساوي ثم ركبها بتوع مصلحتهم في النهاية، فإنه لا ينبغي أن ننتظر تحسناً في الأحوال من منطلق أنه ما بني على باطل فهو باطل’.

معارك الرئيس: كلمة
الرجل سيف على رقبته

وإلى الرئيس والمعارك العنيفة التي لا تريد أن تهدأ حوله معه وضده بسبب سياساته وقراراته وأعماله، وقد تعرض يوم الأحد في ‘اليوم السابع’ الى هجومين عنيفين، الأول من سكرتير عام التحرير زميلنا محمد الدسوقي رشدي وقوله عنه: ‘كيف لرجل مثله يدعي الإيمان والتقوى ولم يستيقظ ضميره لتعذيب محمد الجندي أو قتل أبو ضيف، بينما يغضب بسبب الخدوش التي أصابت سيارات موكبه؟!
ان يدرك فضيحة اختطاف سبعة جنود من جيشه، كيف لرجل مثلك يا دكتور مرسي حنث بيمينه وكان أضعف وأعجز من أن يحقق وعده بالقبض على قتله جنودنا الستة عشر على حدود رفح أن يفهم جوهر الزعامة القائم على قدرة الرئيس – أي رئيس – في الحفاظ على أرواح جنوده ورعيته وتحقيق وعوده والإيمان بأن كلمة الرجل سيف على رقبته. ‘المريسة’ يا دكتور مرسي في أصلها نوع من أنواع الرجولة و’المريسة’ يا سيادة الرئيس لا تعني أبداً أن ترى في وقوفك داخل حقول قمح للتصدير والتباهي بسنابل لم يروها عرقك، قمة الانجاز الذي يستحق حشد أنصارك من الإخوان للتهليل والتفطيم وكأن مصر لم تعرف طعم القمح من قبلك، وكأن الذي فعلته في غيطان القمح لم يكن سوى مجرد تقليد سخيف وأعمى لمشهد فعله مبارك من قبلك داخل الحقول والغيطان، ولكنه كان أزهد منك في مسألة التهليل وافتعال الضجة، ‘المريسة’ يا دكتور مرسي جزء أصيل منها ألا تنعم أنت بكل الحراسة والتأمين لدرجة وصلت الى هذا الشكل الهزلي والمسخرة التي شهدناها في غيطان القمح من بوابات إليكترونية وعشرات الحراسة وسجاجيد حمراء وكومبارس صامتون مهللون باسمك بدلاً من أهالي بنجر السكر أصحاب الوجع الحقيقي، بينما جنود مصر هناك في قلب رملة سيناء بلا حماية ولا طعم ولا أمان’!

سلوك القردة والإنسان في عمليات الخداع

وشاركه في الهجوم زميله محمد صلاح العزب بأن ترك حكاية القمح واتجه الى القرود قائلاً: ‘إذا كانت القاعدة العامة تقول إنه في عالم الحيوان لا يمكن للخروف أن يكون ملكاً فإن الأبحاث العلمية أثبتت أنه يمكن للقرد أن يصير ملكاً لأن القرود كما تقول هذه الأبحاث تجيد الألاعيب والخدع التي يمارسها السياسيون، صحيفة ‘ديلي ميل’ البريطانية قالت ان باحثين أجروا دراسة مقارنة بين سلوك القردة والإنسان في عمليات الخداع والكذب اكتشفوا منها وجود شبه كبير بين القردة والبشر في وسائل الخداع، حيث يزيد بغرض تشكيل الائتلافات والسيطرة، ربما تذكر حضرتك هنا ما صرح به الرئيس الدكتور محمد مرسي العياط في الولايات المتحدة الأمريكية، حين قال لهم انه يحب السينما الأمريكية ويتابعها وإن أكثر فيلم يحبه فيها هو ‘كوكب القرود’ وأن القرود يعطون القدوة للبشر.
وربما تذكر مقولة الرئيس الشهيرة: لو القرد مات القرداتي يشتغل إيه؟

ماذا تبقى من حرمات وأصول وتقاليد
لم ينتهكها المصريون بعد الثورة؟!

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من ‘جمهورية’ الاثنين مع زميلنا السيد نعيم الذي خاض خمس معارك، هي بالتمام والكمال: ‘مصدر أمني يقول من حق البلتاجي التفتيش على السجون: على كدة أنا كمان والراجل الي واقف هناك على ناحية شارعنا من حقنا أن نفتش على السجون!!
– مواطن يعتدي بالمطواة على إمام مسجد أثناء إلقاء خطبة الجمعة، لا أدري ماذا تبقى من حرمات وأصول وتقاليد لم ينتهكها المصريون بعد الثورة؟!
– لماذا نسمح للإرهابين الذين خطفوا 7 من جنودنا برفع سقف لمطالبهم؟! بل لماذا أصلاً يتم التفاوض مع هؤلاء المجرمين؟ من الذي يشل حركة قواتنا المسلحة في القبض على الخاطفين وتحرير الرهائن مهما كانت العواقب؟!
– لا أفهم مقولة اننا نحرص على أرواحهم الخاطفين لجنودنا في سيناء، فليذهب هؤلاء القتلة إلى الجحيم ويجب التعامل معهم بلا شفقة أو رحمة الجيش المصري ليس هفية يتطاول عليه كل من هب ودب!!
– عباس الزمالك، شم الوزير وهرب: فالح يا خويا هو الزمالك ناقص مشاكل؟!’.

فيديو مناشدات الجنود اثار استياء المصريين

أما زميلنا والشاعر في ‘الوطن’ هيثم دبور فخاض معركة يوم الثلاثاء في بروازه اليومي – أززز- هي: ‘بعد خطف جنود مصريين وتوسلهم في فيديو يصعب نســــيانه، ألم يحــــن الوقت لاتهام مرسي بإهانة المصريين؟
وبجواره خاض الشاعر إبراهيم عبدالفتاح في بروازه اليومي – صوت الوطن – معركة أخرى بخمسة أبيات هي:
اعقلها وتوكل، كل قبل ما تؤكل
واتغدى بللي نيته يتعشى بيك
اعقلها وتمرد لو حتى هتغرد
متسيبش بكرة ينفلت من
لون عينيك’.
وعلى طريقة الشيء بالشيء يذكر، نظل مع الشعر في نفس اليوم ولكن في ‘التحرير’ وصديقنا الشاعر الكبير والموهوب عبدالرحمن الأبنودي وقوله في بابه اليومي بالصفحة الأخيرة – مربعات – عن مشروع محو قناة السويس:
يا بورسعيد، يا سوايسة، يا إسماعيلية
لا تفرطوا في الكنال ولا أرض
أنا عيب أقول ارفضوا يا بحر وطنية
ده انتوا البلاد اللي كل تاريخها حالة رفض.

نفاذ المرشد السابق
من حكم الاعدام باعجوبة

وإلى فصل آخر من فصول تزوير التاريخ، أو طمس بعض الحقائق فيه، والكشف عن خبايا جديدة، ففي الحلقة السادسة من ذكريات المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف والتي تنشرها جريدة ‘الحرية والعدالة’ كل يوم ثلاثاء في ملحق خاص، قال عن اعتقاله في حادث محاولة الجماعة اغتيال خالد الذكر في ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية في أكتوبر 1954 قال: ‘ذهبت للسجن الحربي وظللت به حتى ذهبنا للمحكمة التي رأسها اللواء صلاح حتاتة، وكانت بالطبع محكمة هزلية، فلا يوجد في القاعة غير شابة صحافية ظلت تبكي، والمحامي الذي ارسله لي والدي، وكان محامياً مشهوراً – وظل يقول: يا قضاة الشعب، إن موكلي لا تهمه إلا تهريب اللواء عبدالمنعم عبدالرؤوف، وهذه جنحة عقوبتها السجن ستة أشهر، فقال لي رئيس المحكمة: ألم تقرأ القانون الجديد يا أستاذ؟ من يقوم بتهريب أحد من المطلوبين للعدالة يحكم عليه بالإعدام مادة 2 يطبق بأثر رجعي!! فجلس المحامي ولم يتكلم، وصدر الحكم بإعدامي شنقاً، كما حكم على أحد عشر آخرين من الإخوان بالإعدام، منهم سعد حجاج وعلي نويتو وآخرون – ذهبوا بنا إلى حجرة الإعدام، ولم يكن بها شيء حتى الجوارب أخذوها وأخذوا كل ملابسي، حتى المناديل ولم يكن مسموحاً لنا بشيء إلا بشيكولاتة إذا أردت يحضرون لك علبة شيكولاتة، وسرعان ما أعدموا الستة الأوائل رضي الله عنهم وأرضاهم، والإخوة الكرام الستة الذين تم إعدامهم في 8 ديسمبر سنة 1954 هم: الأستاذ عبدالقادر عودة، والشيخ محمد فرغلي، والأستاذ يوسف طلعت، والأستاذ إبراهيم الطيب والأستاذ هنداوي دوير والأخ الفاضل محمود عبداللطيف وكنت أنا السابع، إلا أنني فوجئت وأنا داخل غرفة الإعدام بحمزة البسيوني يقول لي: تعال هناك مكالمة هاتفية لك، خرجت فوجدت علي صبري وصلاح الشيشتاوي جالسين، وأعطاني الهاتف على المكتب فوجدت محدثي هو مدير البوليس الحربي وكان اسمه أحمد أنور، وحدثته بشدة وعدم اكتراث، لأنه فعل بي الكثير وأنا سأعدم فماذا سيعملون بي بعد ذلك، فقال لي: كلم والدتك ستقول لك أخبارا سارة، لأول مرة تنزل الدموع من عيني، ووجدت بالفعل والدتي معي على الخط فقالت لي: ليس هناك إعدام يا محمد، وفلان وفلان قد حضرا، وألغى الإعدام، وعلمت انه بعد إعدام الستة الأوائل قلبت الدنيا رأساً على عقب، وحضر رئيس وزراء سورية ورئيس وزراء باكستان وولي عهد السعودية، حضروا جميعاً وألغى مجلس الثورة الإعدامات وحولها إلى تأبيدة، وأنا لم أصدق، وقلت لنفسي ربما هذه هي زيارة الإعدام، لأن كل واحد له زيارة قبل إعدامه’.

اغفال دور شقيق المرشد السابق باطلاقه

والملاحظ هنا رفعه الستة الذين أعدموا الى مرتبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعشرة المبشرين بالجنة، وهي المرة الأولى التي يكشف فيها شخص بحجمه عن هذا الاعتقاد في فكر ومنهج الإخوان الديني، وكان عضو مكتب الارشاد السابق الشيخ محمد عبدالله الخطيب هو الذي استخدم منذ ستة أشهر عبارة – عليه الرضا – في وصف الشيخ حسن البنا.
أما بالنسبة للوقائع فتبرز أمامنا هنا علنية المحاكمات التي تمت، صحيح وقعت حوادث تعذيب في المراحل الأولى، ثم توقفت ورواياته تكشف عن تحسن المعاملة فيما بعد، لكن الذي لفت انتباهي هنا هو اغفاله تدخل شقيقه ضابط الجيش كمال للإفراج عنه، وشقيقه استمر في الجيش حتى وصل الى رتبة اللواء – وكان صديقاً لكل من القائد العام للجيش عبدالحكيم عامر وحسين الشافعي، وعاكف هو الذي روى ذلك عندما كان مرشدا وقال لزميلنا وصديقنا الإخواني محمد عبدالقدوس، ان عبدالحكيم عامر كان جارهم في السكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو محمد من الشابورة - غزه فلسطين:

    انا مصدع من الصبح..اكيد حماس هى السبب ..

  2. يقول ابو تمام الجزائر:

    متى تتوقف عن مهاجمه الاسلاميين يا كروم م

  3. يقول إبراهيم رضوان:

    أخي الفاضل الأستاذ حسنين. أنا من أكثر المتابعين لكتاباتك تلخيصا للصحف المصرية. لكن إلا ترى معي انك تخرج حديث وزير الداخلية عن سياقه. سيادة الوزير يقول أن التنظيمات في سيناء استقطبت بعض عناصر حماس. فهل استقطاب بعض العناصر من تنظيم أن صح يدل على أن التنظيم كله يدعم هذه التنظيمات؟ أن حماس تعتمد الفكر الوسطي ولا تتدخل في شئون أي دولة عربية خاصة مصر. فهي أن فعلت فهي تحكم على نفسها بالخسران وتكون كمن يطلق النار على قدميه. أرجو الالتزام بالموضوعية التي عهدناها فيكم وان ترفعوا أيديكم وأقلامكم عن حماس.

إشترك في قائمتنا البريدية