وزير الثقافة تعهد بإنشاء لجنة دينية في الوزارة.. ومرشد الإخوان يري ان القضية لا تستحق الضجة حولها.. وهجمات ضد المثقفين

حجم الخط
0

وزير الثقافة تعهد بإنشاء لجنة دينية في الوزارة.. ومرشد الإخوان يري ان القضية لا تستحق الضجة حولها.. وهجمات ضد المثقفين

معارك ضارية بين الصحافيين.. وخلافات بين الناصريين وفي صفوف الماركسيين.. واتهام الحكومة باستهداف الفقراء لمصلحة رجال الاعمالوزير الثقافة تعهد بإنشاء لجنة دينية في الوزارة.. ومرشد الإخوان يري ان القضية لا تستحق الضجة حولها.. وهجمات ضد المثقفينالقاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم: كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس عن حضور الرئيس مبارك احتفال جريدة الأهرام بمرور 130 سنة علي صدورها، في مطابعها بمدينة السادس من أكتوبر، وعودة وزير الثقافة فاروق حسني إلي مكتبه واجتماعه بعدد من المسؤولين وعقده مؤتمرا صحافيا وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، والأوضاع في لبنان والعراق، وسحب الأراضي الممنوحة لعدد من المستثمرين في الفيوم لعدم جديتهم، والاحتفال في الأقصر يوم 23 من الشهر القادم بتهجير 3200 أسرة من منطقتهم العشوائية إلي قرية الطائف الجديدة التي تكلفت 170 مليون جنيه وانفجار ماسورة المياه الرئيسية بميدان الجيش بالقاهرة لثاني مرة، واستمرار حملات الشرطة علي اشغالات الطرق والأرصفة، وإلي جزء بسيط مما لدينا:حكومة ووزراءونبدأ بحكومة الشؤم والنحس والبيزنيس، وما أشبه، وخدماتها غير المحدودة للفقراء ومحدودي الدخل من البدون المصريين، بحيث أصبحت تعايرهم لدعمها بعض السلع، لأن الدعم يشوه السوق، وهو ما أثار حقد زميلتنا المحررة الاقتصادية بـ الأخبار ، أميمة كمال علي المصريين الذين يتمتعون بالجنسية المصرية من أصحاب المصانع فقالت عنهم وعن حكومتهم الوطنية في أخبار اليوم يوم السبت: وعلي الحكومة أن تشرح لنا كيف ستقدم 28 مليار جنيه دعما للطاقة عن طيب خاطر لـ35 مصنعا جديدا فقط دون أن تسمم أبدان أصحاب هذه المصانع عن الحديث عن مساويء الدعم.وكيف سيطاوعها قلبها أن تقدم 50% من سعر الطاقة دعما لهذه المصانع التي لن يوفر الواحد منها سوي 1400 فرصة عمل يوفرها أي سوبر ماركت كبير خاصة أن تقديرات هيئة التنمية الصناعية تشير الي أن هذه المصانع الجديدة سوف تستهلك 120% من اجمالي كميات الغاز المستخدم حاليا في كل الصناعة و78% من اجمالي الاستهلاك الحالي من الكهرباء لكل المصانع المصرية، وهنا ترتفع تكلفة فرصة العمل في هذه المصانع الاسمنت والحديد والأسمدة إلي ما يزيد علي ربع مليون جنيه، فأي مقابل ستحصل عليه الحكومة إذا كانت تجربتها مع المصانع المثيلة الآن أنها تتمسك بتحقيق أرباح تصل إلي 40% بل أن أحد المصانع أعلن مؤخرا عن ربح وصل إلي 7.5 مليار جنيه في التسعة شهور الأولي، ولا تستطيع الحكومة ضبط أسعارها المنفلتة فلماذا تضحي الحكومة بأخلاقيات السوق الحرة، وهل نكون نحن أكثر حرصا علي السوق وتقاليده من الحكومة .كما تساءلت زميلتها تهاني إبراهيم عن سبب اضطهاد الحكومة لمائة ألف صيدلي من نوع البدون بقولها في نفس العدد: حملات التفتيش والقبض علي الصيادلة بصورة منتظمة ومكثفة دون غيرهم من أصحاب المخازن والمستودعات، وأوكار السلع الفاسدة تثير تساؤلا مهما طرحه الصيادلة أنفسهم.هل الهدف منها هو الضغط علي النقابة لأنها تعترض علي قانون المهنة الجديد الذي تعده الحكومة وبه نص يقضي بتملك الأجانب للصيدليات في مصر؟! هذا التساؤل يبدو منطقيا لأنه يتزامن أيضا مع اتجاه وزير البيع والخصخصة لطرح 25% من أسهم شركة القاهرة لتوزيع الأدوية لمستثمرين، من المؤكد انهم من الأجانب.!فهل يجري هذا في إطار مخطط حكومي لفتح أبواب تجارة وتوزيع وبيع الأدوية في السوق المحلي أمام شركات أجنبية تتنافس فيها مع الصيادلة وتمتلك الصيدليات أيضا؟! .وهل هذا سؤال؟ طبعاً سيبيعون كل شيء للأجانب، حتي لا يتملكها البدون المصريون.ونتحول لـ وفد نفس اليوم مع زميلنا وقريبي وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد سعيد عبدالخالق وسخريته من وزير النقل ورجل الأعمال محمد منصور، بسبب استمرار نفوذ رجل الأعمال وصاحب عبارة الموت الهارب في لندن ممدوح إسماعيل، والذي يلقبه سعيد بالمعلم حنفي ـ قال في عموده اليومي ـ بين السطور ـ: محمد منصور فشل في القضاء علي رجال ممدوح إسماعيل الهارب في لندن داخل وزارته ومازالوا يتحكمون في شؤون النقل البحري، ويفرضون عليه السلطان ويضعون العراقيل والعقبات أمام شركات النقل البحري التي جاءت لتحل محل ممدوح إسماعيل في نقل الحجاج والمعتمرين والعمال البسطاء من ميناءي سفاجا والسويس المصريين الي ضبا وينبع بالسعودية.رجال ممدوح إسماعيل المتغلغلون في أجهزة النقل البحري يتصدون لكل من يحاول كسر احتكار ممدوح إسماعيل للنقل البحري في البحر الأحمر!! المراكب تحصل علي شهادات السلامة بصعوبة بالغة، ويتعمدون إضاعة وقت المركب في الموانيء المصرية إلي مدد تزيد علي شهر حتي تطفش المركب أو يرفع الكابتن القبعة معلنا الاستسلام! وطبعا، تعطل السفن يكلف أصحابها ملايين الدولارات!! المهم، تحصل السفينة بعد الشيء ولزوم الشيء علي شهادة سلامة مؤقتة لمدة أسبوع حتي تظل السفينة تحت رحمة رجال ممدوح إسماعيل! وعندما تصل السفينة إلي الموانيء السعودية تفاجأ أيضا برجال ممدوح إسماعيل ويتعللون بأن شهادة السلامة المصرية غير كافية!!وتسببت عصابات ممدوح إسماعيل في هروب شركات نقل بحري عديدة من مصر، وحدثت أزمة تكدس المعتمرين، وهناك أزمة شاحنات النقل وأصبحنا علي أبواب موسم الحج!، وقد يتساءل أحد عن أسباب هذه العراقيل؟! إن أصابع ممدوح إسماعيل مازالت تسيطر علي النقل البحري من خلال رجال، ويسعي إلي إفساح المجال أمام شركاته الجديدة المسجلة في السعودية والأردن، وأسماء هذه الشركات معروفة في أجهزة النقل البحري! إننا ندق ناقوس الخطر من الآن ياوزير النقل!هل تعلم يا وزير النقل أن ميناء سفاجا لا يعترف بشهادات الصلاحية الصادرة من ميناء بورسعيد باعتباره يقع في دولة غير صديقة!! حدث هذا وتكررت المأساة، مركب حصلت علي شهادة السلامة من بورسعيد بعد الشيء ولزوم الشيء، وعبرت القناة ووصلت إلي ميناء سفاجا وأهملوها عدة أسابيع بحجة أن شهادة السلامة البحرية الصادرة من بورسعيد لا تسري مع أجهزة السلامة في سفاجا!! طبعا، ينتظرون الشيء ولزوم الشيء علي رأي الفنان الراحل نجيب الريحاني في فيلم سي عمر ! وماذا أنت فاعل ياسي محمد، وخاصة أننا علي أبواب موسم الحج؟! والقدر والتركة الخرابة ، ليس لهما علاقة بتفشي رجال ممدوح إسماعيل في أجهزة النقل البحري!! .أما لو توجهنا يوم الأحد إلي الأخبار حيث رائعته الجديدة في بابه ـ نص كلمة ـ سنجدها كالآتي: عبارة الجماعة المحظورة أصبحت لا تتفق مع منطق الواقع، وتثير الضحك فعلا، فالجماعة المحظورة التي لا تفعل شيئا هي جماعة الشيخ أحمد نظيف، عمدة القرية الذكية .معارك الصحافيينوإلي معارك الصحافيين، وحالة القلق التي يبدو أن زميلنا محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية يعيشها بسبب تآمر بعض الصحافيين الذين يساعدهم ضده، فقال يوم الجمعة في عموده ـ مختصر ومفيد ـ الذي يوقعه باسم المصري: ہ أكثر ما ندمت عليه في حياتي المهنية، رعايتي لزميل أصغر مني سنا، حميته من سلطان جائر وساعدته في كل شيء، كنت أعتبره كأبنائي، لكن مؤخرا طعنني في ظهري، والمصيبة أن اليوم الذي طعنني فيه جاء يطلب مني خدمة خاصة له، ببجاحة.ہ قريبا يصدر كتاب هام عن أسرار الصحافة في مصر، أتوقع أن يكون قنبلة .وفي الحقيقة، فأنا لا أعرف سببا أو مبررا لمثل هذه المعارك أو الخلافات الشخصية بين رئيس التحرير وصحافيين بـ الجمهورية ، وما ذنب القارئ في إضاعة هذه المساحات عنها، وليتها تكون مفهومة، فلا أحد يعرف من يقصد، كما واصلت جريدة روز اليوسف المضي قدما في حملاتها ضد المصري اليوم ، التي تتهمها بأنها أصبحت جريدة للإخوان ويسميها زميلنا عبدالله كمال رئيس التحرير ـ الإخوان اليوم ـ وقد علق يوم الأحد في بابه اليومي ـ ولكن ـ بجريدة روزاليوسف علي نفي وكالة أنباء الشرق الأوسط، ما ذكرته المصري اليوم نقلا عنها بأن الرئيس أدلي بتصريحات للوكالة عن عقد قمم عربية تشاورية، وهو ما لم تتضمنه تصريحات الرئيس لها، ونشرت روز في صفحتها الأولي رد الوكالة تحت عنوان ـ فضائح جريدة المصري اليوم تتوالي ـ وقال عبدالله في بابه ـ ولكن ـ: لا يمكن قبول الخطأ نفسه في ذات الموضوع مرتين، إذا ما تكرر فإن هذا يعني احتمالا من اثنين، إما أن هناك انفلاتا رهيبا، أو أن هناك تعمدا وقصدا وترتيبا، أولا هذا بمناسبة اجتراء الصحيفة الإخوانية اليومية الخاصة، و الإخوان اليوم ، المعروفة باسم المصري اليوم ، علي تصريحات للرئيس مبارك مرتين في أسبوع واحد، ففي بداية الأسبوع الماضي ادعت أن الرئيس قال في خطابه: سوف أبقي رئيسا لمصر مادمت حياً وهو ما لم يرد علي الإطلاق في نص الخطاب، أو حتي أثناء إلقائه الشفوي وفي بداية هذا الاسبوع ادعت الجريدة أن الرئيس أعلن عن قمم تشاورية سوف تعقد بحضور الملك عبدالله بن الحسين ثم الرئيس بشار الأسد في مصر خلال هذا الاسبوع، وقد كان ذلك محض افتراء، واختلاق، وادعاء، لقد نسبت الجريدة هذا الخبر الأخير لوكالة أنباء الشرق الأوسط، وحسنا فعلت الوكالة حين نفت ذلك فورا، ولم تلتفت الي عذر قاله رئيس تحرير الجريدة إذ زعم أن ذلك خطأ فني في استخدام شبكة الانترنت.هذا عذر أقبح من ذنب فإما أنه لا توجد سيطرة دقيقة علي الجريدة، وهو ما يقوض ما تدعيه من مصداقية واستقلالية، وإما أنها تتعمد ذلك، وأظن أن هذا هو الأرجح، وليس بعيدا عن الخيال أن تجد تلك الصحيفة مجهولة مصادر التمويل تتعمد نشر كلام لا أساس له في لحظة ما، يؤدي إلي تفجير المشاعر ونشر شائعات كاذبة، وليس ما حدث في المرتين المذكورتين سوي بالون اختبار لطريقة التعامل الرسمية مع هذه الأمور، أهذه جريدة، أم حصان طروادة .والحقيقة أن الجريدة، لا تنطق بلسان الإخوان، لأنهم يتعرضون داخلها إلي هجمات شبه يومية، سواء من رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا مجدي الجلاد، أو من غيره من كتاب الأعمدة والمقالات.أما أنها تنشر أخبار الجماعة وأحاديث مع قادتها، فهذا ما تفعله صحف أخري حزبية ومستقلة، باستثناء جريدة الوفد .معركة الحجابوأخيراً إلي معركة الحجاب، ومقال صديقنا القيادي الناصري بأسيوط محمد أمين في أحرار الأحد وقوله فيه: أنا علي المستوي الشخصي لا أؤمن بالصدفة في القول السياسي ومنصب الوزير منصب سياسي يحسب عليه كل ما يقوله ويفسر أو يحلل سياسيا في ضوء الأحداث فحين يكون الهجوم علي الإسلام من الفرنجة والأمريكان علي أشده ثم يأتي وزير الثقافة ليربط بين التخلف وبين الزي الإسلامي فهذا قول غير بريء فحتي لو اعتبرنا هذا الزي ثقافة إسلامية فلماذا ينتقده الوزير وكنا نري انديرا غاندي التي درست في انكلترا ونالت درجة الدكتوراة كانت وهي رئيسة للوزراء تتمسك بارتداء الساري الهندي بكونه ثقافة وطنية واليابانيون يحافظون علي ثقافة الطعام ويأكلون بالعصي رغم انهم ينتجون ثلث فضيات العالم ولا يعجبني تبرير السيد الوزير أنه رأي شخصي لأن الوزير لا يمكن أن يفصل بين شخصه ومسؤوليته.ولا أعرف ماذا يعني التقدم عند السيد الوزير هل نري مظهر حرية الفرنجة في أن يخرج شبابنا في مظاهرة في شوارع القاهرة للمطالبة بحقوق الشواذ كما يفعل البعض في أوروبا .وإلي العربي ، لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية، وتعدد الآراء واختلافها فيها، فزميلنا وصديقنا محمد حماد نائب رئيس التحرير شن هجوما ضاريا ضد الوزير وأنصاره بقوله: الملتحقون بالسلطة أو الراغبون في اللحاق بسبنسة القطار الحكومي كلهم انطلقوا الأسبوع الماضي ينشدون الأغنية الخالدة: ولا يهمك يافاروق من الإخوان يافنان ، واعتبر بعضهم أن مصر تخوض معركة الحرية في مواجهة الكهنوت، وطالبوا الوزير بعدم التراجع وصرخوا فيه إلي الأمام يافاروق، لا توالس يافاروق، وزايدوا علي موقف الحزب الوطني من وزيره، ومن جماعة الإخوان التي زايد عليها الوطني ورفع سقف المعارضة لتصريحات الوزير عن الحجاب الي المطالبة بإقالته ما لم يكن يرد في أحلام المعارضين أنفسهم، ولماذا أعطوا الإخوان شرف الدفاع عن دين الله، ووقفوا هم في صف المدافعين عن دين الوزير؟هل موضوع الحجاب قضية إخوانية أم شعيرة إسلامية؟هل يخترع الإخوان حكماً جديدا في الإسلام حين يقولون إن الحجاب واجب علي المسلمة؟ هل يأخذ المسلم دينه عن سماحة الإمام فاروق بن حسني أم عن إقبال بنت بركة التي تعتبر الهجوم علي الحجاب هي قضيتها المركزية؟ من الذي دفع بقضية الحجاب لكي تطغي علي النقاش الوطني وعلي القضايا الملحة؟ الذين طرحوها واعتبروها رجوعا إلي الوراء؟ أم الذين كانوا رد فعل لمثل هذه التصريحات المسيئة لمعتقد الأغلبية الساحقة من المسلمين؟ ما هو الموضوع الأولي بالرعاية من مدعي الدفاع عن الحريات العامة: حرية التعدي علي معتقدات الملايين؟ أم حرية المسلمة في أن تتمسك بما يمليه عليها دينها؟حرية السفور مُصانة فلماذا يُراد الحجر علي حرية الحجاب؟صحيح أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه، وجري تسييسه من قبل البعض، بمن فيهم الحزب الوطني الذي أخذ زمام المبادرة من إخوان مجلس الشعب ولكن الصحيح أيضا أن الوزير أخطأ إذ تجرأ علي شعيرة إسلامية بوصفها بأحط الألفاظ وإذا اعتبر أن مهمة الوزارة هي مواجهة مثل هذه الأفكار التي يعتبرها من التخلف لماذا نرفع عقيرتنا بالسؤال عن الأولويات حين يدافع البعض عن الحجاب في مواجهة الهجوم عليه، ولا نقول للذين بدأوا القصة ان هذا ليس هو الموضوع الأهم في سلم الأوليات الوطنية؟ . لكن رئيس التحرير زميلنا وصديقنا عبدالله السناوي كان له رأي مخالف لحماد، عبر عنه بقوله: الحراك السياسي عندما بدأ يشتد عوده في الشارع المصري بدأت قواعد الإخوان المسلمين تضغط علي قياداتها مطالبة بالتحرك في الشارع للدعوة للإصلاح السياسي والدستوري لم ينخرط الإخوان في الحركة العامة إلا بصورة رمزية ومالوا الي الحركة بمفردهم باعتبار أنهم يمثلون الجسد التنظيمي الأكبر في الحياة السياسية وخاضوا الانتخابات العامة بشعاراتهم وتعرضوا لمضايقات وحصدوا انجازا كبيرا ـ رغم ذلك ـ في مقاعد مجلس الشعب، وبدا الإخوان في أعقاب الانتخابات البرلمانية يوجهون خطابات طمأنة للمثقفين والأقباط والعالم من أنهم إذا وصلوا للسلطة مستقبلا سوف يلتزمون بالقواعد الديمقراطية وأصول تداول السلطة ويحفظون حقوق المواطنة والحريات العامة ويبدو ذلك كله الآن مشكوكا فيه، فلدي أول اختبار عام اندفع نواب الإخوان للحشد والتعبئة وإثارة المشاعر والدعوة إلي المظاهرات في الجامعات كأن الكون قد انقلب ميزانه بتصريح لوزير الثقافة يعبر فيه عن رأيه الشخصي وهذا حقه كمواطن قبل أن يكون وزيرا وحق أي مواطن آخر فمصر قبل أن يبدأ الحجاب في الانتشار فيها مع منتصف السبعينيات لم تكن دولة كافرة أو فاجرة بل لعلي أؤكد ـ ومع احترامي للحجاب وحق ارتدائه ـ أن الأخلاق العامة كانت أفضل بما لا يقاس ومستويات الالتزام الديني أعلي وأعمق بلا ضجيج صاخب من تدين شكلي يصاحبه انهيار أخلاقي غير مسبوق وصل إلي التحرش العام بالفتيات والسيدات في الشوارع العامة من محجبات وغير محجبات والأغرب أن بعض نواب الإخوان أخذوا يفتشون في الأسر ومن يرتدي منها الحجاب وكانت المفاجأة أن احدي شقيقات فاروق حسني محجبة فسارعت قيادة إخوانية تحت وطأة المفاجأة إلي الإعراب عن احترامها للوزير لأنه سمح لشقيقته بارتداء الحجاب! ما الذي يجري هنا في مصر؟ما هذا الدرك الأسفل الذي وصلنا إليه؟القضية ليست فاروق حسني فهو جزء من النظام وهو أقوي وزير فيه والمؤكد أن مبارك لن يتخلي عنه وهذه معلومات لا شك فيها، وعلي عكس ماهو ظاهر علي سطح الأحداث فإن فاروق حسني باق علي مقعده بتأييد رئاسي صريح، وعلي عكس ماهو ظاهر علي سطح الأحداث فإن الإخوان يميلون الآن إلي التهدئة وايجاد مخارج للزوبعة . أيضا هاجم زميلنا جمال عصام الدين الإخوان والوطني بقوله: تحولت جلسة الاثنين الي حلقة مزايدة كاملة الكل فيها يحاول أن يثبت للآخر أنه أكثرالتزاما بالإسلام من الآخر، وتحول وزير الثقافة إلي كرة من اللهب يتقاذفها الجميع ويلقون بها في وجوه بعضهم البعض، وفوجئت قيادات الحزب الوطني بأن الأمور خرجت عن السيطرة عندما انضم نواب الحزب الوطني للإخوان وكأنهم في حرب مقدسة وطالبوا بإقالة وزير الثقافة نسي نواب الحزب الوطني تخاريف الفكر الجديد وأنهم حزب الوسطية كما يتشدق رؤساؤهم وتحولوا إلي إخوانيين حتي عندما بدأ عبدالأحد جمال الدين الحديث باعتباره متحدثا عن الحزب الوطني وقال إن موضوع الحجاب مازال محل خلاف بين العلماء والأئمة إذا بالإخوان يمارسون إرهابهم الفكري لأقصي صورة ويقاطعون عبدالأحد ويمنعونه من الكلام ولا يجد عبدالأحد أي مساندة من نواب الحزب الوطني ثم جاءت الكارثة الكبري عندما تحدث رئيس الديوان زكريا عزمي وصديق مالك العبارة الغارقة ممدوح إسماعيل متسائلا بصورة غريبة ما كان يجب علي وزير الثقافة أن يتحدث في موضوعات دينية ولا نعرف هل يريد زكريا عزمي أن يحتكر الإخوان فقط الحديث في الدين وأضاف زكريا عزمي بصورة غريبة أن أغلب زوجات الوزراء محجبات وأن الناخبات اللاتي سرن وراء مبارك كن محجبات وتناسي أن زوجة رئيس الجمهورية غير محجبة وأن زوجته هو ـ زكريا عزمي ـ غير محجبة وأن زوجات رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب غير محجبات.وما إن وجد نواب الحزب الوطني هذا الموقف من رئيس الديوان حتي اعتقدوا أنها إشارة بالموافقة لتصعيد الهجوم ضد فاروق حسني .وغدا باقي مواقف الناصريين المتضاربة.ونفس الخلافات التي حدثت بين الناصريين في جريدتهم حدث مثلها بالنسبة لليساريين في جريدة التجمع التي يصدرها حزب التجمع، فرئيس مجلس إدارتها ونائب رئيس الحزب أبو العز الحريري، تجنب التركيز علي مهاجمة الإخوان، وركز حملته ضد الوزير والرئيس مبارك، ونظامه، وهو ما اختلف فيه مع الكتاب والصحافيين بالجريدة في الحزب، والسبب انه يعيش في منطقة شعبية بالاسكندرية، وكان عضوا بمجلس الشعب دورات متتالية، ولم يوفق في انتخابات نوفمبر 2005.وبالتالي هو أقدر علي معرفة خطورة هذه القضية، قال: استفاد حسني مبارك وطبقة الفساد والاحتكار التي يقودها من الهيصة التي أثارتها دردشة الوزير عن الحجاب، أعلنها مبارك ملكية جمهورية وراثية مدي الحياة مفيش دستور ولا قانون ولا حق في التعليم المجاني من ميزانية الشعب ولا سكن ولا علاج ولا عمل ولا جواز ولا سترة في الحياة ولا مستقبل، فقط نهب واحتكار وبلطجة وتزوير وعسكرة نظام الحكم والإدارة المحلية والوزير جزء من هذا النظام متبني كل جرائمه مدافع عنها شخصيا وبالمسؤولية الوزارية التضامنية وبكونه مواطنا، هذا النظام الذي بدأه السادات والإخوان والذي جلب لمصر كل هذه الكوارث واستبعد العلم والعقلانية والاستنارة وجلب مكانها الظلام والظلامية والجهل والتخلف، الوزير وابن وشريك فالوزير ابن هذا النظام وشريك فيه، حتي لو عاش شيزوفرينيا الجمع بين كل ذلك والحديث عن الثقافة أو ممارسة بعضها، فالمثقف لا ينفصل ولا تتجزأ المعرفة سطر نور وسطر ظلام كان مفترضا أن ينشغل الوزير بالحديث عن الدستور فهو أولي ـ كوزير ثقافة ـ عن حقه في رؤية الحجاب لقد ترك أصل الحياة للوطن والشعب، ولم يدرك متي وكيف يتكلم ولم يدرك أن الشخصيات العامة والمسؤولين علي وجه التحديد يتكلمون بحساب وفي توقيت مناسب ولأمر هام ملح، وغياب الحس السياسي لدي الوزير أنساه أن المسلمين في بقاع الأرض، أهينت مشاعرهم الدينية برسوم وتصريحات تسيء للإسلام السمح وللرسول الكريم.وأسرع الحزب الوطني للتحالف العملي مع البعض في المجلس ـ لتغطية صك توريث مصر للطبقة الفاسدة الاحتكارية العميلة الذي ألقاه مبارك فيما يسمي بمجلس الشعب، والذي كان كفيلا باستنهاض الأمة كلها ضد شخص ونظام وطبقة الحقت بمصر الوطن والشعب ما لم يستطع أن يلحقه بها كل المستعمرين انكليز وفرنسيين واسرائيليين وأمريكان، طبقة أحرقت جذور وبذور الزرع والضرع والبشر علي أرض كنانة الله في أرضه، كان الحزب الوطني من الذكاء أن ركب الموجة .وإلي الدكتور إبراهيم السايح الذي هاجم النظام بنفس الضراوة التي هاجم بها الإخوان قائلا: مثلما تحتجب الصحف، توشك الدولة المصرية بأكملها علي الاحتجاب، ما يحدث الآن يمثل بروفة احتجاب أو حجب الدولة المصرية وإلغائها إلي الأبد من خرائط الإنسانية، ثورة النواب والدهماء والإخوان ضد الوزير فاروق حسني هي بعض ما سوف يصلاه المصريون من جحيم الفاشية والاستبداد والتكفير لو وصل الإسلاميون إلي حكم البلاد أو حتي شاركوا فيه، هم الآن مازالوا خارج السلطة ولكنهم رغم ذلك قادرون علي إشعال الحرائق في كل أنحاء البلاد للإطاحة بوزير أدلي برأي شخصي في ملابس النساء، جعلوا الحجاب فريضة وركنا من أركان الإسلام وبدأوا في إصدار أحكام التكفير ضد كل من يخالف هذا التشريع الابتداعي الجديد، وانضم إليهم نواب الفقر والفساد والتزوير والرشوة والتخلف من شقيقهم الحزب الوطني الذي لا يحترم دنيا ولا دينا تحالف جديد بين لصوص الحكم ولصوص العقل.ويعلم الإخوان أن مصر بأكملها لم تكن تعرف الحجاب أو النقاب قبل ثلاثين عاما من الآن، فهل وصل الإسلام إلي مصر في عهد أمير المؤمنين محمد أنور السادات والخليفة الراشد محمد حسني مبارك وكانت هذه الدولة قبل ذلك من بلاد الجاهلية والوثنية؟ ويعلم الإخوان أن الحزب الوطني الديمقراطي هو مصنع الفساد في هذا الوطن وأنه يشن حربا لا هوادة فيها ضد كل القيم الأخلاقية والإنسانية منذ تأسيسه وبدايته الأولي، فهل مثل هؤلاء الناس يدافعون حقا عن حدود الله وينتصرون لدينه؟ ويعلم الإخوان أن الغالبية الساحقة من النسوة المحجبات يكتفين من الحجاب بالشكل دون الجوهر وأن الوصاية الحمقاء وثقافة القطيع قد وصلت بالنساء والفتيات الي ارتداء ملابس السافرات والراقصات وأحيانا العاهرات مع وضع الحجاب علي رؤوسهن من باب الوجاهة الدينية أو نفاق المجتمع المتدين الكاذب الفاسد، فهل مثل هذا السلوك يمثل اضافة للدين أم انتهاكا بشعا لكل القيم التي يفرضها علينا هذا الدين؟ ويعلم الإخوان أن الوصاية الحمقاء التي طبقها إخواننا السعوديون أدت إلي إجبار الناس علي دخول المساجد في وقت الصلاة وهم غير متوضئين لأنهم أصلا لا يؤدون هذه الفريضة وبعضهم لا يؤمن بالدين الذي ورثه عن أبيه أو جده أو أسرته، ويعلم الإخوان أن التدين الشكلي التعسفي لا يؤدي بحال من الأحوال إلي أي نفع للأمة أو الناس وأنه لون بالغ الغباء والحماقة من ألوان النفاق الذي هو أكثر بشاعة من الكفر نفسه. ونكمل غدا باقي ردود أفعال اليسار علي الأزمة.ونترك الناصريين والماركسيين في العربي والتجمع لنتجه إلي أخبار الأدب ومدير تحريرها عزت القمحاوي ومقاله المتوازن والموضوعي، الذي يكتبه تحت عنوان ـ بكل أدب ـ وانتقد فيه ازدواجية المثقفين الذين وقعوا علي بيان تأييد الوزير بقوله: أحترم خيار بعض مثقفينا الذين ارتأوا أن يصدروا بيان مؤازرة للوزير حسني الذي أشعل بخفة حريق الحجاب وبينهم من نعتز بعطائه الفكري والفني لكن بينهم أيضا من تضامن مع حسني في مواجهة حريق آخر واقعي راح ضحيته ثمانية وخمسون من خيرة فناني ونقاد المسرح والجمهور المتعطش للفن في محرقة بني سويف المؤلمة في يوليو 2005، فماذا نعطي لهذا من الأسماء؟! ومن نافل القول أيضا أن بعضا ممن وقعوا اليوم في حريق الحجاب مثل الفنان الكبير يوسف شاهين كانوا ضد ما جري في بني سويف، القوي الدينية تختصر الإسلام في الحجاب فهل يليق بالمثقفين اختصار التطرف في الحجاب؟، وإذا كانت القوي المتزمتة تثور لكل بادرة مساس بالحجاب، بينما لم تثر لحريق البشر في بني سويف أو حرائق وتدمير الآثار، فهل يصح أن يرتكب المثقفون الخطأ نفسه ويعتبرون من يهاجم الحجاب تنويريا بالضرورة؟! ونظل مع مدير التحرير، وزميلنا أحمد عبدالحكم مدير تحرير مجلة الأهرام العربي وبابه ـ كلام في السياسة ـ الذي هاجم فيه وزير الثقافة بقوله عنه: كنت أظن أن الفنان فاروق حسني أكثر كياسة ولباقة سياسية واجتماعية من أن يقع في هذا المطب الفج الذي أوقع نفسه فيه بكامل إرادته وبسبق إصرار وترصد، كان يمكن لفاروق حسني أن يبوح بما في صدره حول الحجاب وثوابت الدين لشلة من أصدقائه وفي جلساته الخاصة، لكن أن يتورط في كلام ـ هو يعلم يقينا ـ أنه سيقلب الدنيا شرقا وغربا وينكأ جراحا ما لبثت أن تندمل جراء اعتداءات يومية مخططة علي الدين الإسلامي والحجاب من الدانمارك الي بابا الفاتيكان حتي عاصمة النور باريس، هؤلاء أصبحوا يقاومون الحجاب بالقانون وكأنه إحدي الجرائم المنصوص عليها في المواثيق الدولية.وإلي ثالث مدير تحرير، هو زميلنا حازم منير أحد مديري تحرير جريدة روز اليوسف وقوله أمس في عموده اليومي ـ رأي آخر ـ الأسبوع الماضي الذي عاشته مصر كلها من أقصاها إلي أقصاها، يؤشر إلي طبيعة أجواء الدولة الدينية التي تسعي لها جماعة الإخوان ولن يعاديها أغلب قادة الحزب الوطني من الحرس القديم أو القيادات الحكومية التي رسخت أقدامها في مقاعد القرار، أيام قليلة في تاريخ مصر، مرت وستنتهي الأزمة وتعود الأوضاع إلي هدوئها المعتاد لكن معانيها أيضا ترسخت وتجذرت في ثقافة المجتمع علي حين وأكد أصحاب حملات التكفير والإرهاب الفكر أنهم لن يرحموا إذا بلغوا هدفهم، وأن حرية الرأي والتعبير التي يتحدثون عنها هي لهم وليست لغيرهم مادام الإخوان مقتنعين بأنهم وحدهم المدافعون عن لواء الإسلام ومن يعارضهم في معسكر الكفر .ونترك مديري التحرير، إلي نواب رؤساء التحرير ومنهم زميلنا الساخر محسن حسنين نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر وسخريته من قمصان الوزير بقوله في عموده ـ آخر كلام ـ الغريبة إن اللي بيهاجموا لبس المرأة المصرية للحجاب بيهاجموها بحجة الحرية والتحرر، مع أن ما يقومون به هو القمع بعينه! فالحرية ياسادة إننا نسيب كل واحدة تلبس اللي هي عايزاه، وتقلع اللي مش عايزاه!فوزير الثقافة يلبس قمصانا مشجرة، ومع ذلك لم نهاجمه لقمصانه المشجرة بل نؤيده لإنجازاته الكبيرة في مجال الثقافة، فالوزير حر في أن يلبس ما يشاء، كما أن المرأة حرة في أن تلبس الحجاب أو تخلعه! وبعدين يامعالي الوزير اللي قبلنا قالوها حكمة: واحد شايل دقنه، أنت تعبان ليه؟! .ومن القمصان المزركشة إلي الملابس المثيرة لبعض المحجبات التي قال عنها أمس في الأهرام زميلنا سمير الشحات: السادة النواب في البرلمان حكومة ومعارضة هاجوا وماجوا لأن الوزير فاروق تجرأ فهاجم الحجاب، نحمد الله كثيرا، فالمجتمع إذن في طريقه إلي مزيد من الاستمساك بالفضيلة ومكارم الأخلاق، وهذا شيء نتمناه ونفرح له بلا شك.لكن هل ياتري الحجاب الذي كادت تطير من أجله الأعناق هو نفسه ما نراه في شوارعنا وحاراتنا ومكاتب العمل؟ إن نظرة واحدة منك الي كثير من فتياتنا الآن تثير فيك العجب والاستغراب والدهشة: بنطلونات غاية في الضيق والالتصاق، وماكياج صارخ منفر، وميوعة في المشي والقول والسلوك، فهل حقا هذا هو الحجاب المقصود؟ تناقض، هه؟ .ونترك التناقض إلي رواية عن أسباب قوة وزير الثقافة رواها لنا زميلنا وائل الأبراشي رئيس التحرير التنفيذي بجريدة صوت الأمة ، بقوله: اكشف هنا لأول مرة عن أزمة خطيرة وطريفة في الوقت نفسه واجهت الوزير فاروق حسني ولم يتحدث عنها أحد من قبل ولم يسلط عليها الضوء، هذه الأزمة سجلتها في أوراقي تحت عنوان: أزمة المكرونة أو المكرونة التي أنقذت رقبة فاروق حسني أو أزمة غداء جمال وعلاء مبارك .ولأن هذه الأزمة كانت حلقة في سلسلة أخطر أزمة واجهت فاروق حسني وهي صدامه الشرس مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق ورجله القوي طلعت حماد وزير شؤون مجلس الوزراء في عهد الجنزوري فسوف أتعرض لبعض المحطات المهمة في هذا الصدام قبل أن أكشف أسرار أزمة المكرونة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية