وراء كل فتنة ‘اسرائيل’!

حجم الخط
19

اذا كان الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يقول ‘بان على الدولة المصرية ان تقيم علاقات ودية مع الدولة الايرانية وان من كان يعيق قيام مثل هذه العلاقة طوال ايام الرئيس السابق حسني مبارك هو وجود فيتو امريكي اسرائيلي سعودي’ كما ورد في مقابلة له مع قناة سي بي سي المصرية قبل ايام !
واذا كان هذا الكاتب الكبير هو من قال ايضا عن المد الشيعي في مصر بانه ‘نكتة’ وهو كذلك بالفعل كما يعرف القاصي والداني ممن هو مطلع على احوال مصر الشيعية الهوى والوداد اصلا !
بل انني وكما كتبت في كتابي المنشور في دار الشروق: ‘مصر بعيون ايرانية’ بانه اذاما اجريت مسابقة يوما بين المصريين والايرانيين في مدى حب وتعلق حب آل البيت او اهل بيت النبوة في وجدان الشعبين لفاز فيها المصريون ‘ فمن الذي يلعب اذن اليوم على وتر تحريض العرب على الايرانيين والسنة على الشيعة وصناعة وهم ان الايرانيين والشيعة اخطر عليكم ايها العرب من اليهود كما يتم تناقل مثل هذه الكليبات على اجهزة الهاتف الخلوي وايميلات العامة من الراي العام المصري والعربي ؟!
ومن هو ذلك المفتي الذي قال ان علينا التصدي للتشيع لانه الخطر القادم علينا؟!
ومن هو ذاك الذي يريد ان يقلب الهرم على رأسه فتصبح ايران عدوة و’اسرائيل ‘ صديقة؟!
هل هو نفس ذلك الثلاثي الذي ذكره هيكل رغم كل الذي حصل من ثورة وعي في الوطن العربي؟!
ام ان ثمة لاعبين جددا اضيفوا اليهم فاصبح الثلاثي رباعيا وربما خماسيا وان بادوار اقليمية خسيسة مستوحاة من المحنة السورية !
ثم لماذا كل هذا الشحن والتهويل والترويع من البعبع الشيعي بالذات كما يسأل اكثر من مثقف مصري وعربي وهو الذي نعرف عنه بانه لم يمارس ما يستدعي كل هذا الحشد التحذيري ؟!
واذا كان فعلا كذلك كما يدعون فلماذا كتب الكاتب السعودي الشهير جمال الخاشقجي وهو المبرأ من تهمة ‘انعدام الولاء للوطن’ قبل ايام في صحيفة اخبار العرب الناطقة بالانكليزية: ‘بان على العرب السنة تقبيل يد اية الله العظمى السيستاني لانه وقف بوجه عمليات الاخذ بالثأر من قبل الشيعة رغم كل الجرائم التي اقترفت تحت يافطة الاسلام والسنة في العراق’!
على الجانب الآخر من الفوبيا المشتعلة في المنطقة ثمة من يتساءل مستغربا: هل ثمة فعلا من مخطط ايراني لتصدير ‘دين’ جديد الى المنطقة مثلا اسمه التشيع حتى ينبغي لنا التصدي له على قاعدة انه لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ؟!
الا يعرف جمهور ‘السلف’ من الناشطين في الدين كانوا ام في السياسة ام في الدولة والحكم بان ما لدى ايران من دين او تدين او ثقافة دينية انما هو في الاساس قد اخذت اصلا من معين امة الدعوة في الجزيرة العربية والبحرين التاريخية وجبل عامل لبنان واليمن واذا ما كان لدى ايران اليوم من بضاعة من هذا الجنس تريد اعادة تصديره افتراضا انما هو من باب: ‘هذه بضاعتكم ردت اليكم’ كما يقال ؟!
وعليه فلا بد ان تكون المشكلة في مكان آخر لا يريد البعض ان يتحدث عنه علنا او يكشفه للرأي العام العربي لكننا سبق ان سمعنا جزءا منه من الرئيس المصري السابق حسني مبارك نفسه في جلسة مغلقة له مع مسؤول ايراني سابق ما قبل انتصار ثورة فبراير الا وهو: ‘انني اصارحكم هنا بانه ليس لدي مشكلة مع تشيع ايران ولا في اصل العلاقة مع ايران مشكلتي هي في مذهب المقاومة المسلحة الذي تروجون له وهو الذي اذا ما سمحت له ان يتمدد في بلادي ايا يكن حامله فان ذلك يعني لي القضاء على مستقبل علاقتي مع امريكا واسرائيل و…. وانا بحاجة الى هؤلاء جميعا كما تعرفون كحاجتي للماء’!
وهذا هو بالضبط ما اكده لنا هيكل في حينه ايضا اثناء اجتماعنا المطول معه في مزرعته وبحضور عشرات المثقفين المصريين بينهم المرحوم المجاهد الكبير عبد الوهاب المسيري والزعيم الاخواني الاستاذ عصام العريان ورموز عديدة من حركة كفاية وحزب الكرامة والزميل العزيز حسين عبد الغني ومصطفى بكري وآخرين كثر من تيارات فكرية وسياسية متنوعة !
اذن المشكلة في كل هذا الذي يجري من الفتن المتنقلة والتحريض البغيض ومن التمنع عن اقامة العلاقات الطبيعية مع ايران لا الخوف من المد الشيعي ولا القومية الايرانية بقدر ما يكمن في فقه المقاومة ومذهب المقاومة ودول المقاومة ومحور المقاومة ومعسكر المقاومة والذي يبدو ان فيتو التعامل مع ذلك كله لا يزال ساري المفعول على كثير من زعماء ‘الربيع العربي’ رغم تحول شعوبهم نحو التحرر!
صدق او لا تصدق اخي القارئ بان احد طلائع القوميين الناصريين ممن اراد مؤخرا عقد مؤتمر لدعم المقاومة في مصر وعندما طلب تأشيرات لناشطين في هذا المجال جاءه الرد من السلطات المصرية الرسمية الثورية طبعا كما يفترض بان هناك قرارا بعدم منح التأشيرة للشيعة اللبنانيين والعراقيين والايرانيين من حيث هم شيعة وان ذلك قرار ساري المفعول منذ ايام العهد البائد لانهم قد يشكلون خطرا على الامن القومي المصري !
وهنا ثمة من يقول فتش اذن عن ‘اسرائيل’ واخواتها الفتنوية التي وبعد ان جربت كل انواع الحروب المباشرة وخسرتها جميعا قررت استحضار دفاتر العهد البائد في مصر وغير مصر لمنع تلاقي فقه المقاومين من كل المذاهب والطوائف والاطياف لا اكثر ولا اقل وان المسألة لا علاقة لها لا بالايرانيين ولا بالشيعة ولا هم يحزنون !
والا الم يكن شاه ايران شيعيا قحا -في الظاهر على الاقل – وزعيما ايرانيا قوميا قحا؟!
وهو الذي كانت تفرش له السجادات الحمراء من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي كما كان يقول الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر .
وبعد ذلك يسألونك عن سبب النكبة والنكسة واخواتهما ولماذا لا يزال البعض يصر على فتوى تحريم الدعاء لنصرة المقاومين في غزة والجنوب اللبناني فيما يفتي باقامة الافراح احتفالا باغتيال العلامة الكبير محمد سعيد البوطي وتلامذته في مسجد الايمان ؟!!
الان حصحص الحق اذن وكما يقول المثل العربي الشهير اذا عرف السبب بطل العجب اليس كذلك ؟ !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسين . تونس:

    سيد حسيني, لا تتعب نفسك كثيرا, المغفلون الذين تتوهم وجودهم لتقنعهم بالرواية الايرانية في طريقهم للانقراض بعد غزو العراق وتدمير سوريا باسلحتكم وحرسكم” الثوري” ودعمكم اللامحدود لمجرم الانسانية في دمشق, لقد خسرتم ما بنيتموه طوال ثلاثين سنة من الخداع والاكاذيب, الشعوب العربية فتحت عيونها وستؤكد لكم الايام ذلك

  2. يقول محمد تونس:

    وراء كل فتنة إيران و إسرائيل

  3. يقول hesam:

    کلام صحیح أستاذ الحسیني . المشکلة کل المشکلة هی أن الحکام العرب مجرد لعبة ، لا یملکون القرار . فقد أشار هیکل الی أن مبارک کان دمیة و کان الفیتو الامریکی الاسرائیلی هو الذی یسوقه و دولته . و کذلک بقیة الدول العربیة . کل الحکماء عملاء . مجرد بیادق ینفذون ما یصلهم من أوامر من واشنطن.

  4. يقول علي عمر قاسم:

    2- هذا الكلام لايخدع اي عربي ولااعلم لماذا يدافع هيكل في جميع مقابلاتة عن النظام الايراني ويهاجم النظام الاسبق في العراق هل هو عداء تاريخي للبعث الايعلم ماذا يفعل الفرس في العراق العربي مع الاسف لقد ترك العرب العراق

  5. يقول منير:

    المقاومه لم تكن هدف ولن تكون هدف انما هي وسيله للمحافظه علا انجازات….اما استغلال كلمه المقاومه بهذه الطريقه الوقحه افقدتها روحها…اي مقاومه هذه اتي تسمح بتشريد حوالي مليون انسان و قتل ما يقارب اكتر من ١٠٠٠٠٠ انسان….يا استاذ خذوا بضاعتكم الفاسده النتنه و سوقوها بعيدا عنا……الله علا كل ظالم و كل من ساند حاكم مجرم ظالم ….قال مقاومه قال…..

  6. يقول حسين أ حسين:

    الاطراف المعادية لايران هي نفسها منذ 34 عاما ولم تستطع ان تغير ما في نفوس العرب تجاه ايران باكثر من نسبة صغيرة بالمقارنة ما احدثته الممارسة الخاطئة لايران و حزب الله ضد الشعب السوري و التمادي بذلك. كان على ايران ان تقف مع الشعب و ضد الظلم مهما كان مبرره. لقد دخلت ايران بتأييدها للطغيان ضد الشعب معركة خاسرة و غير اخلاقية ولا يصلحها الا مراجعة شاملة و اعتذار لا ستعادة بعض مصداقيتها

  7. يقول Fares:

    العربان لو كان فيهم خيركان حرروا فلسطين ولاكن هم من يحمي اسرائيل ويعادون من يعاديها ويصادقون من يصادقها ولو كانت ايران لديها اعلاقات مع اسرائيل كان كل هولاء العربان لم يذكروا لا سني ولا شيعي بل اختنا الكبرى ايران طالما تهتمي وتعتني باختنا الصغرى العزيزة على قلوبنا اسرائيل وسوف يستمروا العربان لعدائهم لايران طالما يقفون الى جانب المقاومة العربية الحل هو توطيد العلاقات مع اسرائيل والله ياخي الحسني لن تسمع بعد ذلك اي كلمة هذا شيعي وهذا السني واول المصفقين من الفرح لتقاربكم مع الصهاينة هم هولاء المعلقين .

  8. يقول Fares:

    العربان لو كان فيهم خيركان حرروا فلسطين ولاكن هم من يحمي اسرائيل ويعادون من يعاديها ويصادقون من يصادقها ولو كانت ايران لديها اعلاقات مع اسرائيل كان كل هولاء العربان لم يذكروا لا سني ولا شيعي بل اختنا الكبرى ايران طالما تهتمي وتعتني باختنا الصغرى العزيزة على قلوبنا اسرائيل وسوف يستمروا العربان لعدائهم لايران طالما تقف الى جانب المقاومة العربية الحل هو توطيد العلاقات مع اسرائيل والله ياخي الحسني لن تسمع بعد ذلك اي كلمة هذا شيعي وهذا السني واول المصفقين من الفرح لتقاربكم مع الصهاينة هم هولاء المعلقين .
    .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية