وحدنا في الحرب على ايران

حجم الخط
7

حتى لو دخلت في هذه الساعة طائرات امريكية للهجوم على منشآت ايران الذرية، وحتى لو بحثت في هذه الساعة صواريخ توما هوك امريكية عن مخازن السلاح الكيميائي في سوريا، فانه ينبغي ألا ننكر أننا وحدنا (تقريبا) في هذه الحرب.
إن امريكا تخرج للحرب من اجل مصالحها فقط. وفي الجو الحالي في الولايات المتحدة وقد انسحبت من حروبها الحالية، لن تخرج واشنطن للحرب من اجل القدس. سيقولون في بلاط الحكم الاسرائيلي إنه لا يوجد في ظاهر الامر تناقض أكبر من هذا وهو ان العالم السني في هذه الايام أقرب ما يكون الى دولة اسرائيل. والعالم السني يرتجف خوفا من العالم الشيعي الذي تمثله ايران، والسعودية والاردن ودول الخليج (ربما ما عدا قطر) بل مصر، ترى ايران وتوابعها أعداءً من جميع النواحي، مثل دولة اسرائيل. وكانت هذه البلدان ستنضم في فرح الى هجوم على ايران لو كان ذلك ممكنا.
لكن الامريكيين لا يخفون نواياهم بشأن ايران وبشأن سوريا ايضا كما يبدو. فهم ما زالوا بعيدين جدا عن غمس أصابعهم في الوحل الذري والكيميائي. قال الرئيس اوباما في الحقيقة على الملأ في اسرائيل وبلغة عبرية فصيحة، ‘لستم وحدكم’، لكن الامريكيين يبحثون عن كل حجة للامتناع عن تعريض ناسهم للخطر في الطريق الى طهران. ويقول الامريكيون لأنفسهم: إجتزنا الحرب الباردة والتهديد الذري السوفييتي الذي كان يملك عشرات وربما مئات المنشآت الذرية، وليس عندنا ما نخشاه من الذرة الايرانية. واجتزنا ستالين واجتزنا خروتشوف (حتى في ازمة صواريخ صعبة في كوبا)، وسنجتاز بسلام ايضا احمدي نجاد. وهذا بالضبط ما لا يعتقده الاسرائيليون.
ليست اسرائيل واسعة كالولايات المتحدة وهي ليست قوة لا تشبهها قوة في العالم. وتستطيع اسرائيل ان تُقدر بصورة صحيحة الخوف من نشاط ذري ما، بعد أن زعمت ‘مصادر اجنبية’ أنها تملك منشآت ذرية. وتعرف اسرائيل ايضا كيف يستطيع الايرانيون تضليل العالم كله، فقد فعلت اسرائيل نفسها ذلك وهي تستطيع ان تعلم الايرانيين جميع الحيل والخدع.
ليس من العارض ان الامريكيين يحاولون تأجيل النهاية بالجدل في البرامج الزمنية. والفرق في البرامج الزمنية في الشأن الايراني كبير جدا وهو يجتاز جميع الخطوط الحمراء التي خطها بنيامين نتنياهو في حينه بفخر كبير أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة. ويبحث الامريكيون في الشأن السوري تحت الارض عن ذرائع لعدم الاعتراف باستعمال السلطات السورية للسلاح الكيميائي. ويعلم الامريكيون جيدا ان الاعتراف باستعمال السلاح الكيميائي في سوريا يعني، كما يبدو حربا، أو ‘يوم معركة’ طويلة على الأقل تنقلب فيها سوريا ولا تعود لتكون كما كانت. وقد وعدت امريكا اسرائيل في الحقيقة بأن ‘جميع الخيارات على الطاولة’ لكنها تحاول تنظيف الطاولة دائما.
لهذا فان الصورة التي تظهر كما يبدو في المستقبل وفي الزمن القريب على الأقل هي ان اسرائيل والجيش الاسرائيلي العظيم في هذه الجبهة في مواجهة ايران وسوريا وحدهما تقريبا. والامريكيون الذين يتفهمون مخاوف اسرائيل يمهدون طريق الأشواك الى طهران ودمشق بصفقات مبيعات ضخمة ستنفذ بعد ‘الطوفان’ فقط كما يبدو.

ايتان هابر
يديعوت 25/4/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ياسين حريري:

    الفخ . تجد اسرائيل نفسها امام واحد من امرين مع تطور الظروف المحيطة بها .اما القيام بمواجهة استباقية عاصفة كقديم عادتها لترتيب و تقنية مفاعيل هذه الظروف لتمنع ابعاد نتائجها عنها او ان تنتظر حتى يصبح الفلتان المسلح من الصعب بمكان السيطرة عليه .ومع تغير الظروف وانها لم تعد تتعامل مع دكتاتوريات همها استمرار النظام وبالتالى قرار تدخلها يسيطر عليه القلق للنتائج غير المضمونة ويترجمه السيد هابر وصحفيون اسرائيليون كثر وكعادتها اسرائيل عند لزوم القيام بالاعمال القذرة او غير المضمونة العاقبة تسعى جاهدة لدفع امريكيا للقيام بها وهذا ما تسعى اليه حاليا بارغام امريكا على التدخل بحشرها بالتزام لفظي كان قد قاله رئيسها عن السلاح الكيماوي ولتنهي لها الوضع بسوريا بما يتناسب مع امنها . هذا الامن الذي كان ضحية تهور نتنياهو في مواقفه العنترية .

  2. يقول خالد المالكي:

    لستم وحدكم نحن معكم ضد الصفويين

    1. يقول صلاح الدين رزيق/الجزائر:

      العالم السني لايرتجف خوفا من العالم الشيعي لان هذا الخوف هو مجرد وهم نشرته اسرائيل والغرب في ذهن شيوخ الخليج العاجزين وايران المسلمة ليست وحدها لان جميع المسلمين والعرب الاحرار معها

  3. يقول Dr. abufahd UK:

    نعم إن امريكا تخرج للحرب من اجل مصالحها و مصالح اسرائيل من قبلها. لقد كانت قمة السحاب اليهودي بنهاية حرب 1967 عندما تضخمت مساحة اسرائيل عدة مرات ومنذ ذلك الحين بدأ التراجع والتقلص من حرب 1973 الى وصول صواريخ سكود لتل أبيب فى حرب العراق الى هزائم السلام للجليل والحديد المصهور و عواميد السحاب و حزب الله و حماس لذا فإن التشدق بالوقوف وحدكم فى الحرب القادمة فهي بدعة من بدع النتن ياهو و حواريه حلمكم الأكبر الذى تسيرون عليه منذ إنشاء كيانكم هو نفس المبدأ الذى عاشت عليه الإمبراطورية البريطانية مئات السنين وهو فرق تسد وتمنياتكم بأن العالم السني يرتجف خوفا من العالم الشيعي الذي تمثله ايران ستزول إذا ما تجرأتم على التحرك ضدها حيث أن الشعوب الإسلامية ستبدأ بالتحرك لنجدة دولة إسلامية بغض النظر عن كونها سنية أو شيعية وكل من يقف فى طريق هذة الشعوب من مماليك الحكام سيتم سحقة وسحله فى ميادين العواصم حتي فى الأمثال يقال أنا و أخي المسلم على إبن عمنا كل خزعبلاتكم و جعجعاتكم اللفظية بشأن النووي الإيراني والكيماوي السوري مجرد كلمات جوفاء تتيح لكم اللعب فى عقول بعض العرب المنبطحين الملف السوري كان يجب طي صفحته منذ أكثر من عامين لو أنه وجد رجل واحد فى كل العالم العربي أو عاقل واحد فى سوريا ليقضي على هذا السفاح وليس الأسد ولكن كما يقال كما تكونوا يولا عليكم و حتي يومنا هذا لا يزال فى كل العالم العربي فقط أشباه الرجال و أشباه الأسود ولكن هذا لا يمنعنا من التفائل بأن يوم الخلاص هو أقرب مما يتصور الصهاينة و حواريهم الأمريكيين

  4. يقول عبدالهادي:

    للاسغف عدونا اصبح ايران ونسينا العدو الاساسي اسرائيل شكرا ايران لكي فبعد ان نسوا العرب القضية لم تنسيها انتي والموت لاسرائيل ولحلفائها

  5. يقول Amar:

    لقد تآمروا على العراق سابقا رغم أن صدام كان “عربيا سنيا ” وبعدما ورطوه في حرب ضروس ضد إيران في 80 . الآن أمريكا و حليفتها اسرائيل سيورطون مشايخ الخليج في حرب كبرى ضد إيران مرة أخرى، لن ينجو أحد من تداعياتها الكارثية و خصوصا الأعراب نظرا لقربهم الجعرافي و تواجد القواعد الأطلسية على أراضيهم. نتمنى أن يحتكموا (مشيخات الخليج) لصوت الحكمة و العقل لتفادي هذه الحرب القذرة. لا تكرروا أخطاء الماضي القريب و إلى ستكونوا من أول الخاسرين.

  6. يقول Ali Alshammari-Iraq:

    باذن الله الواحد القهااااار ستعود فلسطين حرة ابية الى اصحابها الشرعيين وسيطرد الصهاينة الى ديارهم اللتي جاؤا منها وسيعود شعب فلسطين الى ارضه ودياره وترابها ,,,!! وهذا وعد الله وسيتحقق قريبا على يد الجمهورية الاسلامية وكل الاحرار في العالم سواءا شيعه او سنة او مسيحيين .. وقد وعدنا الله و..والله لا يخلف وعده …وسوف نصلي في القدس الشريف بعد القضاء على الصهاينة والامريكان وحلفائهم من ارهابيين وخونة ومنافقين واعراب باذن الله

إشترك في قائمتنا البريدية