هل يعيد التاريخ نفسه في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا؟

عادل منصور
حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: لم يعد يفصلنا سوى 48 ساعة، لمعرفة طرفي المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا نسخة 2023-2024، بعدما تأجل الحسم في مباراتي ذهاب نصف النهائي، بتعادل الكبيرين بايرن ميونيخ وريال مدريد، في مباراة كلاسيكو القارة العجوز، التي انتهت بهدفين لمثلهما على ملعب «آليانز آرينا»، وفي اليوم التالي، واصل الحصان الأسود لهذه النسخة بوروسيا دورتموند، مفاجآته المدوية ونتائجه المدهشة على المستوى القاري، بانتصار مقنع على باريس سان جيرمان بهدف نظيف في أمسية «سيغنال أيدونا بارك»، التي خالفت كل التوقعات، كمباراة كان يُنظر لها على نطاق واسع، على أنها أقل من الحدث، وفي رواية أخرى نزهة سهلة لكيليان مبابي ورفاقه، لكن على أرض الواقع، كانت ملحمة متكافئة ومليئة بكل أنواع الإثارة والتشويق، وبدون مبالغة، تُنذر بأننا سنكون على موعد مع موقعة قابلة لكل الاحتمالات في «حديقة الأمراء»، كما هو الحال بالنسبة لكلاسيكو «سانتياغو بيرنابيو»، لكن قبل أن تحكم الساحرة المستديرة بأحكامها وتخبرنا بطرفي نهائي «ويمبلي»، دعونا نستعرض معا في موضوعنا الأسبوعي أبرز رسائل مواجهتي الإياب، وما إذا كان التاريخ على وشك أن يُعيد نفسه مرة أخرى.

شبح بافاريا

بالعودة إلى ليلة المواجهة التاريخية رقم 27 بين البايرن والريال، كان البعض منا، يعتقد أنها في الغالب ستكون مواجهة في المتناول بالنسبة لعصابة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وذلك بسبب تدهور أوضاع الكبير البافاري تحت قيادة توماس توخيل، خاصة على المستوى المحلي، بالخروج المبكر من كأس ألمانيا من فريق مغمور، ثم بخسارة لقب البوندسليغا للمرة الأولى منذ 11 عاما، لكن بمجرد أن أطلق الحكم صافرة بداية المعركة، أيقن المتابع البسيط قبل عتاولة النقد والتحليل، أنها قصة مختلفة تماما عن التوقعات والتحليلات التي استندت على لغة الأرقام والإحصائيات وأوضاع كلا الفريقين قبل بدايتها، وتجلى ذلك في الفارق الكبير بين نسخة عملاق البوندسليغا أمام ضيفه الإسباني الثقيل وبين نسخته البائسة في مباريات الدوري المحلي، بمحاولات جريئة لاستعادة تلك الشخصية المهيبة المعروفة عن الفريق في الكأس ذات الأذنين، على غرار ما فعله أمام ضحيته المفضلة آرسنال، بإزاحته من الدور ربع النهائي، بتعادل في قلب «الإمارات» بهدفين لمثلهما، وفوز بهدف جوشوا كيميتش الوحيد في الإياب، وحدث ذلك على عكس أغلب التوقعات التي كانت تصب في مصلحة مدفعجية شمال لندن، نظرا الى المستويات الكبيرة والعروض الهوليوودية التي يقدمها فريق المدرب ميكيل آرتيتا في صراعه مع أستاذه بيب غوارديولا من أجل تحقيق لقب البريميرليغ الغائب عن خزائن النادي منذ عقدين من الزمن، مقارنة بما نعرفه جميعا عن البايرن على الصعيد المحلي، ولعلنا شاهدنا تفوق وأفضلية البايرن منذ الدقيقة الأولى، التي كانت كفيلة بأخذ المباراة إلى مسار مختلف، لولا ما وُصف باستهتار ورعونة الجناح المهاجم ليروي ساني، في استغلال هدية هداف الفريق هاري كاين، التي على إثرها وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس الأوكراني الشاب أندري لونين، لكن في الأخير أهدرها بغرابة شديدة، ومع ذلك، دامت السيطرة لأصحاب الأرض لأكثر من 20 دقيقة، وبالكاد رأينا خلالها الحارس مانويل نوير، ولو أنه من باب الإنصاف، يمكن وصفها بالسيطرة الاستعراضية، التي لم تشكل أدنى خطورة على حامي عرين الضيوف، إلى أن سارت الأمور كما أرادها الميستر كارليتو، بدخول المباراة بشكل تدريجي، ومن ثم مباغتة المنافس من لا شيء أو من العدم أو بهيبة البطل أو قل ما شئت في هذا الصدد، بتلك الطريقة التي قهر بها البايرن ومشجعيه، بأخذ زمام المبادرة والأسبقية التهديفية على عكس أحداث سير المباراة، وبلعبة قد تبدو من الوهلة الأولى أنها بضربة حظ أو سذاجة مبالغ فيها من قبل المنافس، لكن في حقيقة الأمر، الهدف جاء من لمحة عبقرية عكست الفوارق الفردية بين الفريقين، بتلك التمريرة السينمائية التي أرسلها توني كروس في ظهر المدافعين، بعد إشارة تنبض بالخبرة وكل أنواع الخبث الكروي لزميله البرازيلي فينيسيوس جونيور، ليتحرك في ظهر المدافع المنحوس مين جاي كيم، الذي اكتفى بمحاولة شرفية بعد انفراد فينيسيوس بمانويل نوير ونجاحه في هز الشباك في غفلة تامة من لاعبي الوسط والدفاع، مثلما أشار توخيل في حديثه مع الصحافيين قبل المباراة، حول صعوبة التنبؤ بأهداف الريال أو حتى توقعها قبل 10 ثوان فقط من الصدمة.
وقال توخيل نقلا عن موقع «Goal» العالمي: «شاهدت مباريات ريال مدريد الأخيرة مع محلل الأداء الخاص بي من أجل معرفة طريقة تسجيلهم للأهداف، عندما تتابع الفرص والأهداف وتعود 10 ثوان إلى الخلف لمراجعة اللقطة، تجد أن فرص تسجيلهم لم تكن متوقعة أبدا»، وهو تقريبا ما حدث في لقطة الهدف الأول، التي بدأت بتمريرات خادعة بعرض الملعب بين فيدريكو فالفيردي وتوني كروس، قبل أن يستيقظ توخيل وفريقه على كابوس انطلاقة فينيسيوس وتسجيله للهدف الأول، وما تبعه من معاناة لمجرد الاقتراب من المناطق المحظورة في الدفاع الأبيض أو حتى إرسال كرات عرضية، رغم وجود جمال موسيالا في مركز الجناح الأيمن وليروي ساني في الجانب الآخر، وأيضا توماس مولر كلاعب حر في الثلث الأخير من الملعب، لينتهي الشوط الأول كما أراد العم أنشيلوتي بتقدم فريقه بهدف أقل ما يُقال عنه «غير معبر» عن أحداث الشوط الأول برمته، لكنه لم يكن يعلم أن مدرب أبطال أوروبا 2021، كان يُحضر له مفاجأة خارج التوقعات، رافعا شعار «لا يفل الحديد إلا الحديد»، وفي رواية أخرى أذاق المدرب الإيطالي من مرارة نفس الكأس، بترك الضيوف يصولون ويجولون بأريحية تامة في أول 5 دقائق من أحداث الشوط الثاني، ثم بضربهم بنفس طريقتهم المفضلة، بتسجيل هدف غير متوقع عن طريق نجم الشوط الثاني ليروي ساني، وبعدها بخمس دقائق تحصل جمال موسيالا على ركلة الجزاء التي تقدم بها هاري كاين للبافاري في الدقيقة 57، وكانت فاصلة في أحداث المباراة، كونها تسببت بشكل أو بآخر في تراخي البايرن، أو ربما جعلت اللاعبين يشعرون أو يعتقدون أنهم أحكموا قبضتهم على المباراة، وهذا الأمر في حد ذاته، سمح لأنشيلوتي وفريقه بالعودة في أوقاتهم المفضلة، ومن سوء الطالع بالنسبة لممثل البوندسليغا، أن الهدف الثاني، جاء من هفوة ساذجة أخرى من قبل المدافع الكوري الجنوبي، الذي اتخذ أسوأ قراره في حواره المشترك مع رودريغو غوس داخل مربع العمليات، بإعاقة واضحة وضوح الشمس باليد، على إثرها احتسب الحكم ركلة الجزاء التي سجل منها فينيسيوس هدف تأمين التعادل قبل إياب «سانتياغو بيرنابيو».
لكن يبقى اللغز المحير، أنه باعتراف أغلب النقاد والمتابعين، قام المدرب توخيل بإدارة الشوط الثاني بطريقة جيدة، وربما لولا تأخره في الدفع بسيرجي غنابري وألفونسو ديفيز، لسار على نهج المان سيتي الموسم الماضي، حين كشف الفيلسوف بيب غوارديولا، الطريقة الوحيدة لإقصاء نادي القرن الماضي والحالي، والتي ترتكز في الأساس على فكرة «الاجتياح الشامل»، بالتعامل مع كل فرصة أمام مرمى الحارس وكأنها حياة أو موت، لقطع الطريق أمام أي عودة محتملة للريال، كما حدث في مباراة رباعية الموسم الماضي، لكن على ما يبدو أن توخيل، كان راضيا وسعيدا بفارق الهدف مع اللوس بلانكوس، ربما لقناعته الشخصية بأن المنافس رفع الراية البيضاء أو استسلم للأمر الواقع أمام الضغط الجماهيري الهائل، لكن من المؤكد، أنه عض أصابع الندم لعدم استغلال فترات التفوق النادرة على الريال لقتل المباراة بفارق أكثر من الهدف، في المقابل، هناك شبه إجماع على أن أنشيلوتي لم يكن موفقا في إدارته للشوط الثاني، خاصة تغييراته التي لم تحدث فارقا كبيرا على الأداء وشكل المنظومة الجماعية، بما في ذلك قرار الدفع بلوكا مودريتش على حساب النجم الإنكليزي جود بيلينغهام، الذي تحول في الآونة الأخيرة إلى علامة استفهام، بما يُمكن وصفه بالاختفاء في المباراة القارية الكبرى الثالثة على التوالي، والحديث عن مردوده الباهت في مباراتي الذهاب والإياب أمام المان سيتي في ربع النهائي، إلى جانب الـ75 دقيقة المخيبة للآمال أمام البايرن، التي جعلت المدرب يعترف بشكل واضح وصريح، بأن نجم الفريق الأول على المستوى المحلي، لم يكن في أفضل حالاته في هذه المباراة، متمنيا أن يستعيد مستواه المعروف عنه بعد تعافيه من الإصابة الطفيفة في إياب «سانتياغو بيرنابيو»، لكن في كل الأحوال، كانت مواجهة جديدة كاشفة على أن الريال ليس فريق النجم الواحد الذي ينتظر هدايا بيلينغهام، بل فريق يملك ما يكفي من الجودة في كل المراكز، وقبل هذا وذاك، يحقق المطلوب منه سواء كان الطرف الأفضل أو الأضعف في المباراة، وهذا بالكاد أكثر ما يُثير ذعر خصومه في البطولة، إلا إذا أثبت توخيل علو كعبه على كبير القارة في سهرة الأربعاء، ونجح في كسر القاعدة التي تقول إن الريال نادرا ما يتم إقصائية على ملعبه ووسط جماهيره كلما تجنب الهزيمة في مباراة الذهاب خارج قواعده، إلى جانب سلسلة النتائج السلبية التي حققها البايرن أمام الريال في السنوات القليلة الماضية، والتي وصلت لحد الفشل في تحقيق أي فوز في 7 مباريات على التوالي (قبل هذا التعادل)، منها 3 هزائم في قلب «آليانز آرينا»، فهل يا ترى سيعيد التاريخ نفسه ويواصل الريال تفوقه على بايرن ميونيخ للمرة الرابعة التوالي في مراحل خروج المغلوب؟ أم أن توخيل يخطط لتكرار ما فعله في العام 2021 حين قاد البلوز تشلسي للإطاحة بالملكي من نفس المرحلة؟ هذا ما سنعرفه مساء الأربعاء المقبل.

ضريبة الريمونتادا

بعد الريمونتادا العظيمة، التي حققها لويس إنريكي وكتيبته على حساب فريقه القديم برشلونة في ربع النهائي، اعتقد الجمهور الباريسي، أن الفريق سيكون أمام مهمة شبه محسومة أمام أسود الفيستيفاليا، لكن كما أشرنا في المقدمة، تفاجأ عالم كرة القدم، بالقوة الهائلة التي كان عليها الفريق الألماني، دليلا على صحة ما نسمعه دوما من المدربين واللاعبين، أنه كلما اقتربت من المباراة النهائية تتضاعف المنافسة، بصرف النظر عن اسم المنافس أو تاريخه أو أي شيء آخر، ويُحسب للمدرب إيدين تيرزيتش، نجاحه في تحضير لاعبيه نفسيا وذهنيا لهذه المعركة، إلى جانب قراءته الموفقة لأفكار نظيره في الفريق الباريسي، مقارنة بتحضيره لمباراتي دور المجموعات، حين استهل البطولة بالسقوط في «حديقة الأمراء» بثنائية كيليان مبابي وأشرف حكيمي، واكتفى بالتعادل بهدف لمثله في الجولة الختامية للدور الأول، وشاهدنا كيف نجح أصحاب الحائط الأصفر في الحد من خطورة المدمر مبابي، بوضعه في ما هو أشبه بالقفص البشري، من خلال تضييق المساحات أمامه في مركز المهاجم الوهمي رقم 9.5، متمثلة في كماشة المخضرم ماتس هوميلز ونيكو شلوتيربيك، مع دعم من ثنائي الوسط إيمري تشان ومارسيل سابيتزر، لحرمان مبابي من المساحة التي يبحث عنها سواء في العمق أو في أقصى الطرف الأيسر، وهذا يفسر الحالة التي كان عليها في أغلب أوقات الشوط الأول، قبل أن يضطر لويس إنريكي على إعادة نجمه الأول إلى مركزه المفضل، الذي سمح له بتهديد الحارس غريغور كوبل، بتلك الفرصة النادرة، التي بدأت بتسديدة (R2) أطلقها كيليان من الجهة اليسرى، ارتدت من القائم الأيسر لأشرف حكيمي، ليسدد بيسراه كرة أخرى ارتدت من القائم الأيمن، وفي الأخير انتهت بعرضية سهلة أمام فابيان رويز، لكنه لم يستغلها على أكمل وجه، بنفس الطريقة التي أضاع بها هدية فيتينيا، وغيرها من الفرص السهلة التي كشفت آفة النادي الباريسي، بتسرع لاعبيه في اللمسة الأخيرة أمام المرمى في الأوقات الصعبة، فيما يرى بعض النقاد والمتابعين، أن أزمة باريس في هذه المباراة، كانت في مبالغته في احترام المنافس، وتركيزه على تعطيل مفاتيح لعبه، أكثر من التركيز على نقاط قوته والفوارق الفردية للاعبيه، التي من المفترض أن تعطي الفريق ولو أفضلية على منافسه الذي يعاني الأمرين في دوريه المحلي، لكن هذا التفوق على مستوى جودة وكفاءة الأفراد، لم يترجم بشكل جماعي داخل المستطيل الأخضر، على عكس البوروسيا الذي قدم ملحمة جماعية على أعلى مستوى، بدعم من بعض الأفراد الذين كانوا في أفضل حالاتهم، والحديث عن رجل المباراة الأول جايدون سانشو، الذي أثبت مرة أخرى، أنه كان ضحية للبيئة غير الصحية داخل غرفة خلع الملابس مانشستر يونايتد، فيكفي نجاحه في تنفيذ ما مجموعه 12 مراوغة صحيحة من أصل 17، أغلبها في الثلث الأخير من الملعب، مقدما المعنى الحرفي لمصطلح «المتعة البصرية»، بتفوق كاسح في المواجهات المباشرة، لدرجة أنه كان يفعل في الكرة ما يحلو له، بالجمع بين الأسلوب الفردي اللاتيني الأنيق، الذي يرتكز على إمتاع الجماهير بالمرواغات التي تحظى بمشاهدات مليونية في «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي، وبين أعلى معايير التكتيك والعمل الجماعي الذي يصب في مصلحة الفريق، بتلك الهدايا الثمينة التي لم تُستغل على أكمل وجه، وبالمثل بصم كريم أدييمي، على واحدة من أفضل عروضه منذ صعوده على الساحة قبل ثلاثة أعوام، بعد فترة من الاختفاء والابتعاد عن ومضات التألق، وشاهدنا نجاحه في تشكيل جبهة نارية، بأدوار هجومية ودفاعية كما يقول الكتاب، ساهمت في حالة التشتت التي كان عليها الدفاع الباريسي، بتطويع سرعته ورباطة جأشه لخدمة الفريق، من خلال غاراته في الثلث الأخير من الملعب وتعاونه مع إيان ماتسن لقطع الطريق أمام مبابي أو باركولا قبل استبداله بكولو مواني في منتصف الشوط الثاني.
بوجه عام، استمتع عشاق كرة القدم الجميلة، بوجبة كروية من النوع الدسم، فقط كانت تنقصها زيادة حصيلة الأهداف، لا سيما بعد الكم الهائل من الفرص التي أتيحت لكلا الفريقين، بما مجموعه 4 محاولات محققة بنسبة 100% لكل فريق، الفارق الوحيد أن الفريق الألماني كان أكثر هدوءا وتركيزا في اللقطة الوحيدة المضيئة في المباراة التي بدأت بتمريرة طولية من زمن آخر عن طريق كريم أدييمي، انتهت بتسلم عالمي من قبل نيكلاس فولكروغ، على إثره وجد الفرصة مواتية لهز شباك الحارس جيجي دوناروما، بانطلاقة عنترية في الثلث الأخير من الملعب، ختمها بتسديدة أرضية زاحفة كادت تمزق شباك الحارس الإيطالي، في الوقت الذي وجد فيه لوكاس هيرنانديز، صعوبة بالغة في إيقاف الألماني البالغ من العمر 31 عاما، كونه في المقام الأول لاعب أعسر ولا يقدر على استخدام قدمه اليمنى في عمل «التاكلينغ» قبل أن تخرج الكرة من قدم المهاجم نحو المرمى، وما زاد الطين بلة، أن هذه اللعبة تسببت في خروج هيرنانديز، وبعد ذلك تبين أنه تعرض لانتكاسة العام، بعدما أظهرت الفحوصات الطبية الأولية أن الإصابة عبارة عن قطع في الرباط الصليبي، هذا ولم نتحدث عن اللقطة الأخرى في المباراة التي أثارت جدلا على نطاق واسع، والإشارة إلى سقوط صاحب الهدف داخل منطقة الجزاء في منتصف الشوط الثاني، بعد دفعه باليد من قبل المدافع مينديز، ولعلنا تابعنا ردود الأفعال في وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما بين آراء معارضة لقرار الحكم الذي تجاهل مطالب نيكلاس فولكروغ، بالحصول على ركلة جزاء، وأخرى ترى أن اللعبة لا تستحق ركلة جزاء ولا هذه الضجة الكبيرة، وبصرف النظر عن صحة قرار الحكم من عدمه، أصبح بوروسيا دورتموند، الطرف الأوفر حظا لافتكاك بطاقة الترشح لنهائي «ويمبلي»، إلا إذا نجح لويس إنريكي في تجاوز ما تُعرف بلعنة الريمونتادا، التي كانت سببا في إفساد احتفالاته بـ«ريمونتادا» 2017 الشهيرة، بالخروج في الدور التالي أمام يوفنتوس، فهل يا ترى سيواجه نفس المصير بعد ريمونتادا باريس والبارسا الأخيرة؟ هذا سيتوقف على مدى استجابته للدروس المستفادة في ملحمة «سيغنال أيدونا بارك»، أولها وأهمها على الإطلاق التعامل بشكل أفضل وأكثر هدوءا في اللمسة الأخيرة أمام المرمى، كما فعل عثمان ديمبيلي في الكرة العجيبة التي سددها فوق العارضة وهو على بعد أمتار قليلة من مرمى حارس أصحاب الأرض، وأيضا رأسية فابيان رويز، التي لو تكررت معه 10 مرات، بالتأكيد لن يتعامل مع الكرة مرة أخرى بنفس السوء والاستهتار، وبدرجة أقل للبوروسيا الذي كان بإمكانه الخروج بنتيجة أفضل، لولا تسرع مهاجمه الألماني الثلاثيني، الذي أبى أن يخرج من المباراة بثنائية وربما هاتريك تاريخي، بإهداره لفرص أقل ما يُقال عنها أكثر سهولة من العمل الكبير الذي قام به في لقطة الهدف، منهم فرصة على بعد خطوة واحدة من منطة الست ياردات للحارس دوناروما، أطاح بها فوق العارضة، وكل ما سبق، يعني بالضرورة أننا سنكون على موعد مع مباراة إياب مفتوحة على مصراعيها، وقد تشهد غزارة تهديفية من كلا الطرفين، إذا تم التعامل مع الفرص بشكل أفضل من مباراة الذهاب، فهل سيواصل بوروسيا دورتموند مفاجآته المدوية وينجح في إقصاء باريس سان جيرمان ومدربه لويس إنريكي، كما فعلها يوفنتوس مع برشلونة بعد ريمونتادا 2017؟ أم ستنتهي مغامرة أسود الفيستيفاليا الجريئة في «حديقة الأمراء» بعد 48 ساعة من الآن؟ دعونا ننتظر ما سيحدث في آخر ليالي الأبطال قبل الوصول إلى محطة «ويمبلي» الأخيرة، ومن يدري قد يكون نهائياً بالصبغة الألمانية الخالصة ونسخة بالكربون لنهائي 2013 بين البايرن وبوروسيا دورتموند.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية