هل يخرج هيرتسوغ ويصف طرد إسرائيل من الألعاب الأولمبية بـ “الخطوة اللاسامية”؟

حجم الخط
0

 نقطة البداية في هذا المقال هي أن المجتمع الإسرائيلي مريض، مريض جداً. حكومته صعدت على مسار تصادم مع الرئيس الأمريكي في ذروة حرب متعددة الجبهات. جواز السفر الإسرائيلي أصبح وصمة عار. الكنيست تسرق الأموال العامة. الشرطة تتصرف مثل مليشيا في عالم سفلي. ما الذي يجب أن يحدث كي يفهم موشيه بأن فيروساً عنيفاً دخل إلى جسده ويدمر جهازه المناعي؟ ما الذي سيقنعه بتغيير الطاقم الطبي والعلاج؟

كان هناك من اعتقدوا أن فشل 7 أكتوبر سيفتح عيونه؛ أو خيانة المخطوفين؛ أو أن عار تقديمنا للمحاكمة بتهمة الإبادة الجماعية سيخرجنا من المقاهي؛ وأن العقوبات وحظر السلاح ستقض مضاجعه. لكن يظهر الطبيب المخادع دائماً وينقط في أذن نقاط “النصر المطلق” إضافة إلى السم ضد العرب واليساريين ورئيس ديمقراطي، والعودة إلى “معاً سننتصر” والسير إلى البؤرة الاستيطانية القادمة. لقد حان الوقت لتجربة ترياق لهذا السم القاتل. لقد حقق النجاح في القضاء على مرض تفوق البيض، القصد هو المقاطعة الرياضية على جنوب إفريقيا. إن طردها من الألعاب الأولمبية في 1962 وفرض عقوبات اقتصادية وثقافية عليها، سرعت نهاية نظام الأبرتهايد. بالمناسبة، كانت إسرائيل الدولة الوحيدة التي تجاوزت العقوبات، والدولة الأخيرة التي قطعت علاقاتها مع نظام البيض. للمفارقة، بعد ثلاثة عقود جنوب، إفريقيا هي التي تقدم دعوى ضد إسرائيل بسبب خرق حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب.

المتحدثون بلسان السلطة، على رأسهم منقذ الأوروفيجين الرئيس إسحق هرتسوغ، سيحاولون إقناع الجمهور بأن طرد إسرائيل من الألعاب الأولمبية ينبع من اللاسامية. سيقولون إنه لا صلة لهذا القرار بالاحتلال وخرق حقوق الإنسان. ولكن الجمهور الواسع الذي يحب الرياضة، الذي يرى أن بايدن يكره إسرائيل، لن يشتري هذه البضاعة المستعملة في هذه المرة. ربما من يشاهدون قنوات الرياضة “سيبعدون عن الأنظار” المتحايل وعصابته قبل أن يأخذوا منهم أيضاً بث المونديال.

لا أقترح معاقبة الرياضيين الإسرائيليين الذين يطمحون إلى باريس. يجب التعامل مع البعثة الإسرائيلية مثل التعامل مع بعثة دولة غازية حديثة أخرى. في نقاشات رؤساء اللجنة الأولمبية قبل بضعة أيام في استئناف روسيا حول العقوبات التي فرضت عليها عقب غزو أوكرانيا، طلب الممثلون الروس منع بعثة إسرائيلية أيضاً من السير في احتفال الافتتاح وحظر الرياضيين الإسرائيليين من وضع رمز دولتهم. وقال أعضاء اللجنة، ضمن أمور أخرى، إنه خلافاً لروسيا التي تحاول إجبار الرياضيين الأوكرانيين في المناطق المحتلة على تمثيلها، فإسرائيل لا تطالب الرياضيين الفلسطينيين في المناطق المحتلة على حمل علمها. هذا صحيح وثابت. حكومات إسرائيل لم يخطر ببالها دعوة رياضيين فلسطينيين لتمثيلها. إضافة إلى ذلك، فالرياضي من “المناطق” [الضفة الغربية] الذي يريد المشاركة في البعثة الفلسطينية للألعاب الأولمبية أو في أي حدث رياضي، مطلوب منه المرور في طريق طويلة للحصول على مصادقة إسرائيل. بالمناسبة، كشف تحقيق جديد لوحدة البحث في الكنيست عن اضطهاد المجتمع العربي في إسرائيل في مجال الاستثمار في الرياضة.

إزالة علم إسرائيل من الألعاب الأولمبية في باريس ستؤلم الكثير من اليهود في إسرائيل، لكن يجب أحياناً بتر العضو المصاب لإنقاذ المريض. استبدال الحكم خطوة تنقذ الحياة. نأمل أن يتمكن الرياضيون الإسرائيليون من حمل علم إسرائيل، إسرائيل جديدة، في الألعاب الأولمبية القادمة.

 عكيفا الدار

 هآرتس 27/3/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية