هل تسبب الهواتف النقالة السرطان؟ وماذا يحدث في مصانع «سامسونغ»؟

حجم الخط
0

لندن – محمد عايش: فاجأت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية العالم باعلانها رسمياً الاعتذار لعمالها وموظفيها بسبب انتشار مرض السرطان في أوساطهم، لتفتح بذلك أبواب التساؤل من جديد عما اذا كانت الموجات الناتجة عن الأجهزة الالكترونية الحديثة، وتحديداً الهواتف النقالة تسبب السرطان أم لا.
وتمتلك شركة «سامسونغ» في كوريا الجنوبية أكبر امبراطورية لتصنيع الالكترونيات في العالم، في الوقت الذي تتجنب فيه منافستها الأمريكية «أبل» التصنيع داخل الولايات المتحدة، حيث يجري تصنيع هواتف «آيفون» في مصانع ضخمة بالصين، ويقوم عمال صينيون في النهاية بأخذ المخاطرة وتصنيع منتجات شركة «أبل» الأمريكية.
وبالاعتذار الذي جاء في بيان رسمي يتأكد أن المواد الكيميائية التي يتم استخدامها في منتجات شركة «سامسونغ» هي التي سببت نسبة السرطان المرتفعة في صفوف عمالها، كما تعهدت الشركة بتعويض هؤلاء العمال من ضحايا المرض الخبييث، لكنها تجاهلت طمأنة المستخدمين والمستهلكين حول العالم بشأن منتجاتها وما اذا كانت مسرطنة أيضاً بالنسبة للمستخدمين أم لا، إلا أن البيان أعاد التساؤل على جميع الأحوال بشأن الأضرار الصحية التي يمكن أن تنتج عن الذبذبات التي يبعث بها الهاتف النقال والاستخدام الطويل والمفرط له من قبل غالبية الناس.
«الصحة العالمية» تحذر
ويبدو أن المؤشرات على أن الهواتف النقالة تسبب أمراض السرطان تتزايد، حيث خلص تقرير طبي صدر عن منظمة الصحة العالمية قبل فترة الى إدراج الهاتف النقال في قائمة «مُسببات السرطان» جنباً إلى جنب الرصاص وعوادم السيارات ومركب الكلوروفورم، وتوصلت المنظمة لهذه النتيجة بعد بحث شارك فيه 31 عالماً من 14 دولة.
وبحسب منظمة الصحة فان أجهزة الهواتف النقالة تُنتج موجات أقرب لتلك التي يُصدرها جهاز الميكروويف، حيث يقول بعض العلماء أن الموبايل «يطبخ» أدمغتنا تماماً كما يفعل الميكروويف في الطعام!
وتزداد هذه التأثيرات خطورةً مع الأطفال لأن جمجمة الطفل وفروة رأسه أقل سمكاً من البالغين، فضلاً عن أن معدل انقسام خلاياه يكون أسرع، لذا يكون تأثير الإشعاعات الصادرة من الهاتف النقال أكبر بكثير على الأطفال.
كما قامت المنظمة الأوروبية للبيئة بإطلاق مجموعة دراسات للبحث في تأثيرات أجهزة الهاتف النقال على صحة الانسان لتنتهي الى التحذير من أخطار هذه الأجهزة على الصحة العامة لدرجة أنها اعتبرتها كالتدخين.
المعهد الوطني للسرطان
ونشر المعهد الوطني للسرطان تقريراً عن مخاطر الهواتف النقالة قال فيه إنها تنتج موجات لاسلكية، وهي أحد أشكال الاشعاع الكهرومغناطيسي غير الآمن.
وقال أن كمية الموجات الكهرومغناطيسية الضارة التي تنتج عن الهاتف النقال تختلف تبعاً لعدة عوامل، من بينها التكنولوجيا المستخدمة في الهاتف ذاته، والمسافة بين المستخدم والهاتف، ونوعية الاستخدام، والمسافة بين الهاتف ذاته وبين برج البث الذي يلتقط منه الهاتف اشارة التغطية.
ورغم المخاطر التي يتحدث عنها المعهد إلا أنه يقول بأنه لم يثبت حتى الان وجود ارتباط وثيق بين استخدام الهاتف النقال وبين الاصابة بأمراض السرطان، بما في ذلك سرطان الدماغ أو غيره، وأشار المعهد في تقريره الى ضرورة إجراء المزيد من البحوث للتأكد مما اذا كانت هذه الموجات تسبب بالفعل الاصابة بالسرطان أم لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية