هل‭ ‬حان‭ ‬وقت‭ ‬انتقاد‭ ‬غوارديولا‭ ‬ومورينيو؟

حجم الخط
0

قبل‭ ‬نحو‭ ‬عامين‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬الكروي‭ ‬يحوم‭ ‬حول‭ ‬شخصيتين‭ ‬مثيرتين،‭ ‬ليس‭ ‬للاعجاب‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬للجدل‭ ‬أيضاً،‭ ‬فعندما‭ ‬كان‭ ‬يتلاقى‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬وبرشلونة‭ ‬في‭ ‬كلاسيكو‭ ‬الدوري‭ ‬أو‭ ‬الكأس‭ ‬او‭ ‬دوري‭ ‬الابطال،‭ ‬فان‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬كان‭ ‬ينقسم‭ ‬الى‭ ‬قسمين،‭ ‬فقلة‭ ‬جداً‭ ‬كانت‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬الفاصل‭ ‬بينهما،‭ ‬فاما‭ ‬تكون‭ ‬مجنون‭ ‬‮«‬السبيشال‭ ‬وان‮»‬‭ ‬او‭ ‬متيماً‭ ‬بالفلتة‭ ‬الاسباني،‭ ‬فالأول‭ ‬ثعلب‭ ‬وداهية‭ ‬ومشاكس‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬النرفزة،‭ ‬والثاني‭ ‬مفكر‭ ‬ودقيق‭ ‬ومهووس‭ ‬بكل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الجنون،‭ ‬وكلاهما‭ ‬يعتبر‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وكلاهما‭ ‬أيضاً‭ ‬تصدر‭ ‬العناوين‭ ‬الرياضية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭. ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬مستحيلا‭ ‬انتقاد‭ ‬المدربين‭ ‬عندما‭ ‬كانا‭ ‬مدربين‭ ‬للبارسا‭ ‬والريال،‭ ‬لان‭ ‬أنصارهما‭ ‬لن‭ ‬يستوعبا‭ ‬او‭ ‬يصدقا‭ ‬ان‭ ‬لديهما‭ ‬هفوات‭ ‬او‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭.‬

قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة،‭ ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬احراز‭ ‬بايرن‭ ‬ميونيخ‭ ‬انتصارات‭ ‬ساحقة‭ ‬ونتائج‭ ‬كبيرة‭ ‬أطلق‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬للنادي‭ ‬البافاري‭ ‬فرانز‭ ‬بيكنباور‭ ‬تصريحا‭ ‬غريبا‭ ‬ينتقد‭ ‬فيه‭ ‬أسلوب‭ ‬لعب‭ ‬فريقه‭ ‬تحت‭ ‬ادارة‭ ‬المدرب‭ ‬الاسباني،‭ ‬مطالباً‭ ‬بـ»ألا‭ ‬يصبح‭ ‬البايرن‭ ‬برشلونة‭ ‬ثانيا‮»‬‭. ‬ربما‭ ‬قلة‭ ‬استوعبت‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬أعطت‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬اهتماماً،‭ ‬فالبايرن‭ ‬بات‭ ‬مرعبا‭ ‬وخياليا‭ ‬بأسلوب‭ ‬شيق،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬الهزيمة‭ ‬التاريخية‭ ‬والساحقة‭ ‬امام‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬استوعب‭ ‬كثيرون‭ ‬مغزى‭ ‬هذا‭ ‬الانتقاد،‭ ‬فاذا‭  ‬قارنا‭ ‬ماذا‭ ‬فعل‭ ‬غوارديولا‭ ‬بالبايرن،‭ ‬فهو‭ ‬تدريجيا‭ ‬نقله‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬قوي‭ ‬صلب‭ ‬صاحب‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬وبارع‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬المرتدة،‭ ‬الى‭ ‬فريق‭ ‬صاحب‭ ‬استحواذ‭ ‬عال،‭ ‬يملك‭ ‬السيطرة‭ ‬والاحتكار‭ ‬في‭ ‬مجريات‭ ‬المباريات،‭ ‬أي‭ ‬بكلمة‭ ‬أخرى‭ ‬نزع‭ ‬منه‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬ميزه‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬خلال‭ ‬احرازه‭ ‬الثلاثية‭ ‬وزرع‭ ‬فيه‭ ‬تيكي‭ ‬تاكا‭ ‬عالم‭ ‬‮«‬لاماسيا‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬بايرن‭ ‬هاينكس‭ ‬الى‭ ‬بارسا‭ ‬بيب،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ميسي،‭ ‬وهذا‭ ‬الخطأ‭ ‬الفادح‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬فيه‭ ‬غوارديولا،‭ ‬فهو‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬بطل‭ ‬أحرز‭ ‬كل‭ ‬الالقاب‭ ‬الممكنة‭ ‬في‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية،‭ ‬أي‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬ايجابية‭ ‬ميزت‭ ‬لاعبيه‭ ‬وتناسبت‭ ‬مع‭ ‬قدراتهم‭ ‬وفهمهم‭ ‬ونهجهم،‭ ‬مثلما‭ ‬تناسبت‭ ‬تيكي‭ ‬تاكا‭ ‬مع‭ ‬نهج‭ ‬ميسي‭ ‬وأنيستا‭ ‬وتشافي‭ ‬وبوسكيتس،‭ ‬فمثلاً‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬ان‭ ‬نتوقع‭ ‬من‭ ‬هاينكس‭ ‬لو‭ ‬درب‭ ‬برشلونة‭ ‬ان‭ ‬يطبق‭ ‬نهج‭ ‬البايرن‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬والصلابة‭ ‬والهجمات‭ ‬المرتدة،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬ان‭ ‬يستمر‭ ‬البايرن‭ ‬في‭ ‬نجاحاته‭ ‬بأسلوب‭ ‬السيطرة‭ ‬والاستحواذ‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬الأدوات‭ ‬عندما‭ ‬يواجه‭ ‬فرقا‭ ‬مخيفة‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬المرتدة‭ ‬وتملك‭ ‬دفاعات‭ ‬صلبة‭ ‬وقوية‭ ‬وخبيرة‭ ‬مثل‭ ‬الريال‭.‬

أما‭ ‬مورينيو،‭ ‬فهو‭ ‬بروعته‭ ‬يبقى‭ ‬غريب‭ ‬الاطوار‭ ‬وكثير‭ ‬التناقض،‭ ‬فتارة‭ ‬ينتقد‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬يلعب‭ ‬بدفاع‭ ‬مستميت‭ ‬امام‭ ‬فرقه‭ ‬من‭ ‬مغموري‭ ‬البريميرليغ‭ ‬فيصف‭ ‬اسلوبهم‭ ‬بـ»نهج‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬يصبح‭ ‬تكتيكا‭ ‬رائعا‭ ‬عندما‭ ‬يطبقه‭ ‬وينجح،‭ ‬مثلما‭ ‬اعتبر‭ ‬انه‭ ‬انتصر‭ ‬على‭ ‬بطل‭ ‬انكلترا‭ (‬ليفربول‭ ‬او‭ ‬مانشستر‭ ‬سيتي‭) ‬ذهابا‭ ‬وايابا‭ ‬وهذا‭ ‬يجعل‭ ‬فريقه‭ ‬بطلا‭ ‬معنوياً،‭ ‬علما‭ ‬انه‭ ‬خسر‭ ‬ذهابا‭ ‬وايابا‭ ‬امام‭ ‬سندرلاند‭ ‬صاحب‭ ‬القاع‭ ‬لأسابيع‭ ‬طويلة،‭ ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬يجعله‭ ‬الأضعف؟‭ ‬هذه‭ ‬هو‭ ‬عالم‭ ‬مورينيو‭ ‬الغريب‭.   ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية