نهائي “لوسيل”.. ملحمة كروية برهانات متعددة!

حجم الخط
0

أياً كان الفريق الذي سيرفع لاعبوه اليوم الأحد في ملعب “لوسيل” الكأس الذهبية كأبطال للعالم، فإننا سنكون أمام لحظة تاريخية. فعلاوة على أن كلاً من المنتخبين الفرنسي والأرجنتيني يسعى إلى التتويج بموندياله الثالث، إلا أن فوزَ “الديوك” سيجعلهم أولَ منتخب يُحافظ على لقبه المونديالي منذ ستة عقود، بينما سيضع احراز “الألبيسليستي” للقب حداً لصيام استمر 36 عاماً.
مباراة اليوم أمام المنتخب الفرنسي، تبدو الأهم على الإطلاق في مشوار قائد المنتخب الأرجنتيني الأسطورة ليونيل ميسي، الذي يسعى إلى أن يتوج في موندياله الخامس والأخير باللقب الرئيسي الوحيد المفقود في مسيرته الكروية الهائلة، بعد أن نجح أخيراً العام الماضي بالظفر بكوبا أميريكا، ليصعد بذلك إلى ذروة الأسطورة الآخر الراحل دييغو مارادونا، الذي منح البلاد، التي تتناغم فيها كرة القدم مع الدين، آخر ألقابه المونديالية في مكسيكو عام 1986. ويحظى “البولغا” بتعاطف وتشجيع جماهيري كبيرين حول العالم، حيث يتمنى الكثيرون رؤيته وهو يودع قميص “الألبيسليستي” متوجاً بالكأس الذهبية الأغلى، كنوع من عرفان كرة القدم له بالجميل لما قدمه من ابداع واعجاز لمحبي الساحرة المستديرة. فالفشل في ثاني نهائي مونديالي بعد 2014 في البرازيل، سيشكل كابوساً لميسي.
وصول المنتخب الفرنسي إلى هذه المباراة النهائية اليوم لمونديال قطر، وهي المرة الرابعة له خلال المونديالات السبعة الأخيرة، أثبت أن الكرة الفرنسية هي الأقوى عالمياً في العقود الثلاثة الأخيرة. فرغم الإصابات التي حرمت المنتخب من بعض كوادر الفريق، أظهر الديوك بقيادة المدرب المخضرم ديدييه ديشان أنهم يمتلكون فعلاً شخصية البطل. نعم أظهر المنتخب بعض نقاط الضعف، على مستوى الخط الدفاعي، حيث استقبل مرمى حارسه هوغو لوريس خمسة أهداف في ست مباريات. وتعد الجهة اليسرى إحدى نقاط ضعفه الدفاعية لأن نجمه كيليان مبابي لا يدافع، لكن المدرب ديشان يمتلك الحلول البديلة من حيث الأسماء والتكتيك، حيث لدى فريقه قدرة كبيرة على التكيف مع أي مباراة وأي خصم، ولديه العديد من المواهب الفردية المتنوعة في جميع الخطوط.
لكن خصمه الأرجنتيني بقيادة سكالوني يبدو هو الآخر متماسكاً، ويتميز كذلك، بالقدرة على التكيف التكتيكي مع جميع أنماط اللعب، حيث شاهدناه يلعب بخطة 4–3–3 ضد أستراليا في دور الـ16، و3–5–2 ضد هولندا في ربع النهائي، و4-4-2 ضد كرواتيا في نصف النهائي. علاوة على ذلك، لدى المدرب الأرجنتيني الأسطورة ليونيل ميسي، الذي يعتمد عليه الفريق بشكل تام في التنشيط الهجومي، والذي سجل له حتى الآن خمسة أهداف، وقدم ثلاث تمريرات حاسمة. كما أن لاعبين كلياندرو باريديس أو رودريغو دي بول أو حتى نيكولاس أوتاميندي لا يترددون في الدخول في احتكاكات جسدية، والدخول في نوع من محاولة تكسير وتيرة المباراة، حسب الظروف.
هذه المباراة التي لا تبدو سهلة لأي من الفريقين، ستكون فرصة لمواجهة خاصة ذات رهان فردي، بين ليونيل ميسي، وكيليان مبابي. فقد تكون حاسمة في السباق على الكرة الذهبية، لأن اللاعبين يقدمان حتى الآن موسما رائعا مع ناديهما باريس سان جيرمان، ومونديالا رائعاً من حيث عدد الأهداف والتأثير، حيث يتصدران قائمة الهدافين حتى الآن بخمسة أهداف لكل مهما متقدمين على أوليفييه جيرو وجوليان آلفاريز بأربعة أهداف لكل منهما. فالأمر المؤكد هو أن أحد هذين اللاعبين الكبيرين سيكون اليوم على موعد مع كتابة التاريخ. ففوز الأرجنتين، سيمنح ميسي، البالغ من العمر 35 عاماً، اللقب الوحيد المفقود من قائمته الضخمة، بينما سيكون مبابي، البالغ من العمر 23 عاماً، في حالة انتصار المنتخب الفرنسي، أصغر لاعب يتوج بكأس العالم مرتين، بعد الأسطورة البرازيلية بيليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية