نحن سهارى هذا العالم

حجم الخط
0

نحنُ سهارى هذا العالم
عشاقُ الريح
عشاقُ الصفصافاتِ الهيمانةِ في الريح
جـئنا من بغدادَ مجروحةً وجميلة
نفتحُ أبوابَ العالمِ للأمطار
جئنا من البصرةِ طفلةَ البحر
يَحملُها الضحى على كتفيه
من الكوفةِ تلعبُ تحتَ قمصانِـها النجوم
من الموصلِ حزينة ً
كوجوهـنا المصلوبةِ تحت الشمس
جئنا من لا مكانَ ومن كلِّ مكان
نحنُ العشاقَ الأقحاحَ
المجروحينَ بصوت المغني الذي ماتَ
من كثرة الحبّ
المكسورينَ بحنين النوقِ وظلالِ النوق
في وديان الله الممتدةِ دون نـهاية
حيثُ تلوحُ لنا منارةُ الموصلِ من بعيد
نوراً يخفقُ بالأمطارِ وصخبِ الأمطار
***
نحنُ العشاقَ المأخوذينَ بـهذي الريح
وجروحِ الصفصافاتِ الهيمانةِ في الريح
قمنا لصلاة لابد منها
نصعد في سجدةٍ لا تنتهي
من كربلاءَ نصعدُ إلى كربلاء
رغم العواصفِ والجوارح والجروح
وحين يُصيـبُنا العمى
تأخذُ بيدنا السماوةُ إلى دارتـِها الخضراء
حيثُ المشرقُ والمغربُ يغرقُ، لكثرةِ رقّتهِ،
في قطرة ماء
***
وفي بساتينَ الديوانيةِ يسهرُ فينا الليل
تقتلُنا الوردةُ ويحملُنا العصفور
يقتلُنا جرحُ الوردةِ حين يفرفطها الحبُّ
وَيُعتعتُنا العصفورُ سُكارى في ظل البستان
سُكارى من قُبلةِ الندى وَشَهقاتِ الجوري
نرقصُ حتى الفجرِ على مزمارِ الرمانِ
ونغماتِ الرمان
نرقص حتى يستيقظ فينا الوردُ الأحمرُ
والطينُ الحرُّ وعشقُ الإنسان
***
نحنُ العشاقَ المجروحينَ بحنينِ النوقِ
وظلالِ النوق
كثيرونَ كثرةَ الليلِ ونجومِ الليل …
فرسانُ الحبِّ المقتولين من لذّةِ حَبِّ التوتِ
وجروحِ التوت،
نُغني للشمس تُشرقُ على كوزِ الماءِ
وخبزِ الضيوف:
كوني يا شمسُ هادئةً
حين تُضيئينَ دِلالَ القهوةِ
ونارَ القهوةِ
وفناجينَ القهوةِ حين تطيـرُ حولَ الخيامِ،
حولَ الفجرِ ومياهِ الفجرِ
حيثُ تستحمُ النساءُ وتطيـر
وتطيرُ العصافيرُ حولَ النساءِ التي تطير
***
نحنُ العشاقَ الهيمانين في ليل العالم
كتبنا قصائدَنا على الريح
على أبوابِ السماواتِ المفتوحةِ للريح
في تباريحِنا تـَهبُّ الطيورُ
والجوارحُ التي تلاحقُ الطيور
نحنُ العشاقَ المأخوذينَ دونَ هداية
دونَ بدايةٍ أو نـهاية
نحن سَهارى هذا العالم…

*شاعر من العراق
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية