نتنياهو يخص نفسه بقرار اقتحام الأقصى من عدمه خلال رمضان

حجم الخط
0

القدس: خصَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه باتخاذ قرار اقتحام الشرطة المسجد الأقصى من عدمه خلال شهر رمضان المبارك الذي يبدأ الاثنين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، مساء الأحد، إنه في خطوة استثنائية، يعتزم نتنياهو في الوقت الحالي تولي مسؤولية اتخاذ القرار في مسألة اقتحام الشرطة المسجد الأقصى من عدمه في شهر رمضان.

وأوضحت أن نتنياهو صادق على مقترح جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش، بأن قرار اقتحام الشرطة المسجد الأقصى لا يمكن أن يتُخذ إلا بموافقة نتنياهو نفسه.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، دعا “الشاباك” والجيش نتنياهو إلى أن يتخذ بنفسه، وعلى غير المعتاد، القرار بشأن ما إذا كان سيتم اقتحام ساحات المسجد الأقصى؛ لأن هذا حدث قد يؤدي إلى عواقب كثيرة محتملة، بحسب الهيئة.

ورأت أن هذه الخطوة تعبر عن عدم ثقة “الشاباك” والجيش بالشرطة والمشرف عليها، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وقبل أيام، رفض نتنياهو توصية من بن غفير بعدم السماح لسكان الضفة الغربية المحتلة بدخول الحرم القدسي على الإطلاق خلال رمضان، مع السماح لسكان إسرائيل الفلسطينيين بالدخول من سن 70 فما فوق.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على تهويد القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، ويتمسكون بالمدينة عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة في 1967 ولا بضمها إليها في 1981.

ويحل شهر رمضان هذا العام في ظل حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023؛ مما خلَّف عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتُصر إسرائيل على مواصلة الحرب، على الرغم من مثولها، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.

نتنياهو يرفض انتقاد بايدن ويقول إن أغلبية الإسرائيليين يدعمونه

من جهة ثانية، رفض نتنياهو توبيخ الرئيس الأمريكي جو بايدن للهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل في قطاع غزة، وقال إن الأغلبية العظمى من الإسرائيليين تدعمه. 

وردا على تصريحات بايدن، قال نتنياهو “إذا كان يعني أنني انتهج سياسات خاصة ضد الأغلبية وضد رغبة أغلبية الإسرائيليين، وأن هذا يضر مصالح إسرائيل، فإنه مخطئ في الأمرين”. 

وتحدث نتنياهو إلى صحيفة بيلد الألمانية و”فيلت تي في” وصحيفة “بوليتيكو”، المملوكة لشركة “اكسل سبرنجر” الإعلامية ومقرها برلين، في مقره الرسمي في القدس. وجاءت المقابلة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، الحليفين التاريخيين. كان الرئيس الأمريكي قد صرح إن نتنياهو يلحق الضرر باسرائيل بعدم بذل المزيد من الجهد لتجنب مقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة، في ظل اتساع هوة الخلاف بين الزعيمين. 

وقال بايدن مساء أمس السبت في مقابلة مع جوناثان كيبهارت من قناة “إم إس إن بي سي” إنه يعتقد أن نتنياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها بطريقة إدارته للحرب في غزة. 

وأعرب الرئيس الأمريكي عن دعمه لحق إسرائيل في ملاحقة حماس بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنه قال إن نتنياهو “يجب أن يولي المزيد من الاهتمام بالأرواح البريئة التي تفقد نتيجة للإجراءات المتخذة”. 

وقال بايدن عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة: “إنه يتعارض مع ما تمثله إسرائيل. وأعتقد أنه خطأ كبير”، مضيفا أن الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لمدينة رفح في غزة، التي يعيش بها أكثر من 1.3مليون فلسطيني، هو “خط أحمر” بالنسبة له، لكنه قال إنه لن يتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة مثل صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية التي تحمي المدنيين الإسرائيليين من الهجمات الصاروخية في المنطقة. 

وقال نتنياهو اليوم الأحد إن سياسته تحظى بدعم “أغلبية ساحقة” من الإسرائيليين. 

وتابع “إنهم يدعمون العمل الذي نقوم به لتدمير الكتائب الإرهابية المتبقية لحماس”، في إشارة إلى خطط شن هجوم بري على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة. وأضاف بايدن إنه على استعداد لعرض موقفه مباشرة على الكنيست الإسرائيلي، بما في ذلك القيام برحلة أخرى إلى إسرائيل. 

وجاءت تصريحات بايدن بعد أن انتقد إسرائيل في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الخميس الماضي. ويواجه الرئيس الأمريكي، الذي يسعى لولاية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، اضطرابات متزايدة داخل حزبه، الديمقراطي، فيما يتعلق بطريقة تعامله مع الحرب التي دخلت الآن شهرها السادس. 

وقال في كلمته التي قوبلت بتصفيق الديمقراطيين:”يجب على إسرائيل أن تسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وتضمن عدم تعرض العاملين في المجال الإنساني لإطلاق النيران”، مضيفا أن “حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون أولوية”. 

وقال بايدن “لا يمكن أن نقتل 30 ألف فلسطيني آخرين”، معتمدا الرقم الذي أصدرته وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة. وقال إن إسرائيل تفقد الدعم على مستوى العالم. 

ويتعرض بايدن لضغوط من كثيرين لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار. 

وقبل أسبوع، وصفت نائبة الرئيس كامالا هاريس صراحة أوضاع الناس في قطاع غزة بأنها “غير إنسانية” وتمثل “كارثة إنسانية”. 

ونظرا للوضع المزري، بدأ الجيش الأمريكي بإنزال المواد الغذائية والمساعدات على غزة من الجو. 

وتعمل الولايات المتحدة أيضا، جنبا إلى جنب مع شركاء دوليين، على إنشاء رصيف مؤقت قبالة ساحل غزة حتى تتمكن السفن الكبيرة من توصيل إمدادات الإغاثة عن طريق البحر.

(وكالات)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية