ميقاتي إلى الفاتيكان للقاء البابا وعون إلى قطر في محاولة لكسر العزلة الخليجية

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: توجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الفاتيكان حيث يلتقي البابا فرنسيس صباح الخميس، فيما يتوجّه رئيس الجمهورية ميشال عون إلى قطر للمشاركة في الحدث الرياضي. وسيستمع الرئيس ميقاتي إلى هواجس الفاتيكان حول الوجود المسيحي في لبنان في ضوء الهجرة الكبيرة الناجمة عن الأزمات المتلاحقة وفقدان الثقة بمستقبل البلد، فيما سيستفيد الرئيس عون من فرصة وجوده في قطر لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين القطريين وعدد من المسؤولين المدعوين.

وتكتسب الزيارتان أهمية معنوية ودلالات رمزية في محاولة للخروج من المأزق ولكسر العزلة التي يعيشها لبنان الرسمي وخصوصاً بعد الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة مع دول الخليج، على أن تكون التسوية السياسية التي تمّ التداول بها في لقاء الرؤساء الثلاثة بعد عرض الاستقلال قد نضجت ولم تتعثر كما سابقاتها، وهي بحسب مصادر مطلعة تقضي بحضور نواب التيار الوطني الحر الجلسة التشريعية بدل مقاطعتها كما فعلوا سابقاً مع نواب القوات اللبنانية، على أن يتم في هذه الجلسة التصويت على إحالة ملف رئيس الحكومة السابق حسان دياب والوزراء السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل وغازي زعيتر إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء على أن يعود وزراء الثنائي الشيعي للمشاركة في جلسات مجلس الوزراء، ويليها إعلان وزير الإعلام جورج قرداحي استقالته كمدخل لترطيب الأجواء مع دول الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية.
وكان الرئيس عون رأى أنه “من الناحية السياسية، هناك أزمات منها ما هو مصطنع من حيث الصراع السياسي على الأرض، الذي كان يمكن تفاديه وسمح بتدخل دولي في الشؤون اللبنانية، ومنها ما هو طبيعي”. وشدّد على أنه “كان مصراً منذ البداية على وجوب قيام تدقيق مالي جنائي لأنه سيكون بداية جديدة، سيكشف المتسبّبين عن هدر الأموال، وهذا واجبي وكلّفني الكثير من الوقت والجهد وكان هناك الكثير من المقاومة ومن يعمل على وضع العراقيل”.

ولفت عون في خلال استقباله في قصر بعبدا وفد جمعية أندية الليونز الدولية المنطقة 351 لبنان الأردن فلسطين، إلى “أن المفاوضات جارية مع صندوق النقد الدولي لتقديم الخطة الاقتصادية التي يمكن على أساسها الحصول على قروض طويلة الأمد، بعد أن كان كل الكلام يقال في الهواء حول حقيقة الأوضاع المالية وفق التقارير التي كانت ترد من أعلى المرجعيات المسؤولة في هذا المجال”. وتوقّف عند ما سمّاها “الحملات المنظمة القائمة على الأكاذيب وتحوير الحقائق والتي تهدف إلى اغتيال سياسي”، مشيراً إلى “عزمه على محاولة إحداث التغييرات اللازمة مهما كانت التحديات، وعلى أن التحقيق الجنائي المالي هو بادرة هذا التغيير المنشود، خصوصاً لناحية مراقبة المسؤولين عن الأموال العامة في مختلف المؤسسات الرسمية”.

ورأى أن”الأوضاع السيئة التي يعيشها لبنان هي نتيجة تراكم المشكلات والتي زادتها حدة الصعوبات الجديدة التي حلّت، فالدين بلغ نحو 200 مليار دولار، والحرب في سوريا أغلقت المنافذ إلى أسواق الدول العربية، ونزح من سوريا أكثر من مليون ونصف سوري، تسبّبت بخسائر سنوية قدرت بنحو 3 مليار دولار سنوياً وفق تقديرات صندوق النقد الدولي، وعانى لبنان من التظاهرات، ووباء كورونا وانفجار المرفأ المأساوي”.
إلى ذلك، وبعد تسليم روسيا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب صور الأقمار الصناعية لمرفأ بيروت قبل وبعد الانفجار، التقى الرئيس عون السفير الروسي في بيروت الكسندر روداكوف، الذي سلّمه رسالة خطية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تضمنت التهنئة بعيد الاستقلال، وتأكيداً على علاقات الصداقة بين لبنان وروسيا، معرباً عن اطمئنانه إلى مستقبلها “كي نتمكن بفضل جهودنا المشتركة من ضمان مواصلة تطوير هذه العلاقات لما فيه مصلحة شعبينا ومن أجل تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”. وأكد الرئيس بوتين التزام بلاده الدائم “بدعم سيادة ووحدة لبنان، وبعدم جواز أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية”.
وحمّل عون السفير روداكوف تحياته إلى الرئيس بوتين، وشكره على التجاوب السريع الذي ابداه بتسليم لبنان الصور الجوية التي التقطتها الأقمار الصناعية الروسية، لافتاً إلى أنها ستوضع بتصرف التحقيق العدلي، على أمل أن تساعد في معرفة وقائع جديدة عن هذه الجريمة.

وعلى الصعيد المالي، شدّد رئيس الجمهورية في خلال اجتماع في قصر بعبدا حضره وزير المال يوسف الخليل، وحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، والوزير السابق سليم جريصاتي على التعاون مع شركة “ألفاريز أند مارسال” لبدء مهام التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان وتنفيذ العقد بينها وبين الدولة اللبنانية كي تباشر مهامها وتصدر التقرير الأوّلي نهاية 12 أسبوعاً كحدّ أقصى وفق منطوق العقد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية