ميدل إيست آي: شكرا للناخبين المسلمين لحقنهم مبادئ وأخلاقا في الديمقراطية البريطانية.. وتوجيه رسالة لنظام الحزبين المتعفن

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن ـ “القدس العربي”:

نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالا للمعلق بيتر أوبورن شكر فيه الناخبين المسلمين في بريطانيا لحقِنهم مبادئ وأخلاقا في الديمقراطية البريطانية. وقال إن المسلمين تحولوا من كونهم “أعداء من الداخل” كما يحب الإعلام البريطاني الترويج، إلى وطنيين يستحقون الثناء لرفضهم النظام المتعفن القائم على حزبين.

وقال إن  الإعلام الرئيسي في بريطانيا والنخبة السياسية ظلوا وعلى مدى سنين يصورون المسلمين بأنهم “أعداء من الداخل” يرفضون المشاركة في الديمقراطية البريطانية ولديهم أجندة انفصالية. وكانت الفرضية دائما غير صحيحة وثبت في الأسبوع الماضي أنها خطأ.

وقال إن المسلمين البريطانيين تدخلوا وبشكل حاسم في انتخابات أيار/مايو وتخلوا عن حزب العمال، وصوتوا بدلا من ذلك لأحزاب مستقلة تدعم وقف إطلاق النار وشجبت جرائم إسرائيل في غزة.

وبعملهم هذا، فقد أرسلوا رسالة إلى زعيم العمال، كير ستارمر الذي قد يكلف انسياقه وراء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، حزبه خسارة كثير من المقاعد في الانتخابات العامة التي تلوح بالأفق.

وأضاف الكاتب ربما اعتقدت أن موقف المسلمين ومشاركتهم القوية في الإنتخابات ومشاركتهم المبدئية في السياسة البريطانية تستحق الثناء.

الإعلام الرئيسي في بريطانيا والنخبة السياسية ظلوا وعلى مدى سنين يصورون المسلمين بأنهم “أعداء من الداخل” يرفضون المشاركة في الديمقراطية البريطانية ولديهم أجندة انفصالية. وكانت الفرضية دائما غير صحيحة وثبت في الأسبوع الماضي أنها خطأ.

ولو كان هذا هو الحال، فإنك مخطئ بهذا التفكير، فمنذ نهاية الأسبوع، جيَّش أعداؤهم في السياسة الرئيسية والإعلام الشعبوي جهودهم للهجوم على المسلمين وأن هؤلاء يمثلون تهديدا مميتا على الديمقراطية البريطانية وأنهم دعاة طائفية.

خذ مثلا عنوان صحيفة “ديلي ميل” “انتخاب عشرات من المؤيدين لغزة”. ووصف كريس دويل، رئيس مجلس التفاهم العربي- البريطاني العنوان بأنه “أسوأ وأخطر عنوان على الصفحة الأولى ينشر أبدا في نشرية بريطانية”.

ويعلق أوبورون أنه يعرف كيف توصل كريس دويل إلى رأيه..فما فشلت “ديلي ميل” ذكره في عنوانها أن أكثر من 34,700 فلسطينيا ذبحوا خلال الأشهر السبعة الماضية، حسب وزارة الصحة في غزة. وفي كل الإحتمالات، وبعدد كبير من الجثث لا تزال تحت الأنقاض، فالعدد أكبر، بالإضافة إلى 15,000 طفلا هم ضحايا هذه الحرب. وبالنظر للمعدل في غزة ومقارنته مع حرب استنزاف مماثلة في بريطانيا، فسيكون عدد الضحايا البريطانيين أكثر من مليون والجرحى بالملايين.

 وفي ظروف رهيبة كهذه، فمن الطبيعي أن ينتفض المسلمون البريطانيون ضد كير ستارمر ورئيس الوزراء ريشي سوناك وائتلاف الحزبين الداعم لرئيس الوزراء نتنياهو وتحالفه من المتطرفين.

ويقول الكاتب علينا تذكر أن الإئتلاف العمالي- المحافظ الداعم للحرب في غزة يدعم استمرار إمداد إسرائيل بالسلاح ويرفض الحديث عن جرائم الحرب الإسرائيلية ويقطع الدعم عن “أونروا”، ويرفض تحقيق محكمة العدل الدولية في إبادة جماعية ممكنة ارتكبتها إسرائيل.

ويؤكد على أنه بالطبع لا يشعر المسلمون وحدهم بالرعب من الموقف الذي اتخذه زعيما الحزبين الرئيسين بل وأعداد لا تحصى من البريطانيين، بمن فيهم اليهود.

ويقول أوبورن إنه في هذه اللحظة الرهيبة من تاريخ الشرق الأوسط، فلا حرج أن تكون “ناشطا مؤيدا لغزة” لو استخدمنا عبارة “ديلي ميل” الخرقاء. وفي الحقيقة فهذا هو التعبير مرادف بالتأكيد للأدب الإنساني والمعارضة المبدئية للذبح العشوائي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي. و لكن بالنسبة لـ”ديلي ميل”، فهذا النشاط، هو “شرير”، وهو ما توافق عليه معظم الصحافة البريطانية. فقد أعطت “بي بي سي” مقابلتها المهمة بعد الإنتخابات صباح الأحد إلى سويلا بريفرمان، وزيرة الداخلية السابقة والتي طردت من منصبها بعد وصفها المظاهرات المؤيدة لفلسطين بـ “مسيرات الكراهية”.

ويؤكد الكاتب أن هذا موقف واضح من الساسة، وأعطلا مثالا رد فعل حزب العمال السريع على تخلي الناخب المسلم عنه في الأسبوع الماضي. أخبر مصدر في الحزب “بي بي سي” في الأسبوع الماضي أن مرشح حزب المحافظين المنافس، في منطقة “ويست ميدلاندز”، أندي ستريت كان في طريقه للفوز قائلا: “الشرق الأوسط ليس بعيدا عن ويست ميدلاندز” ووصف حماس بأنها “الشر الحقيقي”. وقد سارعت قيادة الحزب للتخلي عن تصريحاته والتلمحيات التي لا تقوم على دليل بأن الناخبين الغاضبين على موقف الحزب من غزة هم من المتعاطفين مع حماس. لكن هذا التعليق الذي جاء خارج السياق الرسمي، هو تكرار لإحاطة عمالية أخرى أشارت للمسلمين الذي يتركون حزب العمال بأنهم مثل عملية “التخلص من البراغيث” وهو تعبير قبيح وعنصري.

ربما كان مفهوما تماما لو انقلب المسلمون على النظام الديمقراطي الذي عاملهم بازدراء واحتقار. وأكد أن ما يدعو للسرور، أنهم لم يفعلوا هذا، ولم يرفضوا الديمقراطية البريطانية، وبدلا من ذلك أداروا ظهورهم لنظام الحزبين المتعفن

وشدد الكاتب على أنه لا يجب النسيان أن هناك إسلاموفوبيا مستشرية في  حزب ستارمر، وأكد على هذا الواقع علي ميلاني، المرشح العمالي الذي نافس رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون في دائرة أوكسبريدج عام 2019. وكشف تحقيق قريب لقناة الجزيرة “ملفات العمال” عن ملف سري استخدم لحرمان حوالي 5,000 عضو مسلم في الحزب في نيوهام- شرق لندن المتنوعة عرقيا.

وأكد تحقيق المحامي مارتن فورد، تعلى وجود العنصرية داخل حزب العمال، وأن الإسلاموفوبيا مشكلة خطيرة في الحزب، لكنها ليست بحجم المشكلة في حزب المحافظين.

وذكر الكاتب بيتر أوبورون بسلسلة من التحقيقات لموقع “ميدل إيست آي” نفسه عن حزب المحافظين الذي يشَهِر وبشكل دائم بالمسلمين البريطانيين ويعمل دائما بالتنسيق مع الإعلام الشعبوي المعادي للمسلمين. وهو ما يثير سؤالا ملحا: كيف يمكن للمسلمين التصويت في وقت انقلب الحزبان الرئيسان ضدهم وبقوة؟

 وبحسب الكاتب فربما كان مفهوما تماما لو انقلب المسلمون على النظام الديمقراطي الذي عاملهم بازدراء واحتقار. وأكد أن ما يدعو للسرور، أنهم لم يفعلوا هذا، ولم يرفضوا الديمقراطية البريطانية، وبدلا من ذلك أداروا ظهورهم لنظام الحزبين المتعفن الذي اختار احتقارهم بدلا من منحهم صوتا. وبالمحصلة صوت المسلمون بطريقة وطنية،  فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، طالب معظم الناخبين البريطانيين، باستثناء الطبقة السياسية والإعلام، بوقف إطلاق النار في غزة.

ويخصل الكاتب للقول أنع في الأسبوع الماضي، قدم المسلمون لغير المسلمين البريطانيين طريقا وأرسلوا تحذيرا للمؤسسة السياسية. والأهم من كل هذا، فقد كان صوتهم مؤثرا، غير ستارمر الذي ظل يعتبر نفسه رجل الإتصال لنتنياهو في البرلمان، من نبرته يوم الإثنين. وطالب ستارمر بأن يغير نتنياهو خططه لاجتياح رفح ودعا لوقف فوري للنار. وهذه لغة جديدة من ستارمر لم تكن لتظهر أبدا لولا الناخبين المسلمين الأسبوع الماضي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية