موسم الحج يظهر تطور العلاقات بين السعودية وحماس.. والحركة تتحدث عن “حفاوة” الاستقبال

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”:

لم تعد الزيارة الحالية التي يقوم بها وفد قيادي رفيع من حركة حماس، يترأسه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، إلى السعودية لأداء مناسك الحج، تحمل ذلك الطابع الديني، الذي كان قائما خلال زيارة قام بها هذا الوفد في شهر أبريل من الماضي، لأداء مناسك العمرة، بقدر ما تحمل في طياتها إشارات على عودة العلاقات بين المملكة والحركة، واتخاذ السعودية قرارا بإلغاء التعامل مع حماس كـ”كيان إرهابي”.

زيارتان متتاليتان

فارق زمني قصير بين الزيارتين، الأولى في أبريل الماضي، والثانية تجري حاليا لوفد حماس إلى المملكة، بعد أن توقفت الزيارات التي كان يقوم بها قادة حماس، سواء بشكل رسمي، أو ديني إلى المملكة منذ عام 2015، حيث كانت الحركة تفضل أن لا تدفع بقيادتها السياسية لزيارة المملكة، حتى لأداء مناسك الحج أو العمرة، منذ ذلك الوقت، بعد استفحال الخلاف بينهما، وما تبعه من حملة أمنية كبيرة قامت بها الأجهزة الأمنية السعودية، واعتقلت خلالها عشرات الفلسطينيين والأردنيين، بتهم جمع تبرعات لصالح دعم “كيان إرهابي”، كان أبرزهم ممثل حماس السابق في المملكة الدكتور محمد الخضري ونجله.

 

وفي وقت لاحق، اتجهت الأمور إلى حل الخلاف، والذي تمثل في إطلاق سراح ممثل حماس السابق الخضري، ونقله إلى الأردن، وتلته زيارة وفد الحركة في أبريل لأداء مناسك العمرة، وهي تطورات حدثت بناء على جهود ووساطات من عدة جهات، وبدأت بالتقدم تجاه الحل، بعد الاتفاق السعودي الإيراني الأخير بإنهاء الخلافات، واستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وبالعودة إلى الزيارة الحالية لوفد حماس القيادي، الذي يضم إلى جانب هنية، نائبه صالح العاروري، ورئيس حماس في الخارج خالد مشعل، وعضويْ المكتب السياسي خليل الحية وعزت الرشق، فإن المعلومات تشير إلى أن هذه الزيارة تؤكد على إنهاء فترة القطيعة السابقة، وتؤسس لمرحلة جديدة، وإن كانت ليست كالسابق، تعود فيها علاقات حماس مع المملكة، لكن دون أن تصل في هذا الوقت إلى حد تدخل السعودية في ملف المصالحة الفلسطينية على غرار تجربتها في عام 2007، أي قبل أشهر من الانقسام الفلسطيني، حين استضافت وفودا من فتح وحماس للتوصل إلى “اتفاق مكة”، الذي أقيمت بموجبه حكومة الوحدة الفلسطينية، وهي حكومة لم تدم إلا أشهرا قليلة، وانهارت بعد أحداث الانقسام المأساوية في ذلك الوقت.

موافقة سعودية

ويتردد حسب مطلعين، أن تكون عودة العلاقات بين السعودية حماس في بدايتها مرتبطة بالشكل البروتوكولي العادي، والذي يتيح عودة فتح قناة الاتصال المباشرة بين الطرفين.

لكن المؤكد في هذه الزيارة كما السابقة، أنها لم تكن لتحصل لولا حصول وفد حماس على موافقات مع المستوى السياسي والأمني في المملكة.

 ولغاية اللحظة، لم تقم حماس بالإعلان عن هذه الزيارة على موقعها الرسمي، كما الزيارة السابقة، ومن المحتمل أن يكون هذا الأمر مرتبطا بترتيبات بين الطرفين.

واكتفت حماس بتوزيع صورة لقيادتها المتواجدة في الحج على مجموعة مخصصة للصحافيين، مع تعليق: “قيادة حماس المبيت في عرفة وحفاوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية”، وقد فهم من التعليق وجود تنسيق كبير بين الحركة ومسؤولين سعوديين بشأن الزيارة.

ووفق مصادر مطلعة، فإن الزيارة الحالية لوفد حماس لأداء الحج، تنم عن وجود تقدم في علاقات الحركة مع المملكة، وتمثل “خطوة مهمة”، سيتم العمل على تطويرها لاحقا في عدة أمور.

وتشير معظم التحليلات التي تناولت عودة العلاقات بين المملكة وحماس، إلى أن الأمر حصل بعد التطورات في علاقات السعودية وإيران، وتوصلهما إلى اتفاق برعاية صينية لعودة العلاقات بينهما، واستئناف فتح السفارات، خاصة وأن المملكة كانت تتهم دوما حركة حماس بالتقرب من النظام الإيراني.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية