مهاجر مصري.. من هو جان مسيحة مُطلق صندوق إعانة لدعم الشرطي قاتل نائل؟

حجم الخط
0

باريس- “القدس العربي”:

يعرف جان مسيحة، الموظف السامي والخبير الاقتصادي، من أصول مصرية، عن نفسه بأنه “مواطن فرنسي أصيل بالتّجنس”. تصدر اسمه الأخبار في الأيام الأخيرة، بعد إطلاقه لصندوق إعانة إلكتروني مشترك من أجل دعم الشرطي الذي أطلق النار من مسافة قريبة وقتل المراهق نائل، البالغ من العمر 17 عاماً، في مدينة نانتير بضاحية باريس.

استُهدف جان مسيحة في البداية بشكوى من عائلة الشاب المقتول، وردّ، بدوره، أنه يتجه هو الآخر لتقديم شكوى ضد عائلة نائل بتهمة “التشهير”.

الرجل، البالغ من العمر 50 عاماً، معروف بمهاجمته المتكررة لما يسميه “الجذام الإسلامي”، ودعم مرشحي اليمين المتطرف في الرئاسيات، مارين لوبان عام 2017 وإريك زمّور عام 2022. وعلى غرار الأخيرين، يدعو جان مسيحة الذي يعد مهاجراً وابناً لمهاجر مصري، إلى “الوقف التام للهجرة”.

يقول مسيحة إنه قبل بضعة عقود، كان اندماج المهاجرين في المجتمع الفرنسي أسهل بكثير: “لقد استُقبلت بشكل جيد، ولكن في ذلك الوقت كانت الهجرة مثالية ومتجانسة، بحيث كان يتم استقبال عدد قليل من الأفراد وليس مجتمعات بأكملها”، كما صرّح لـ Sud Radio في بداية شهر يونيو/ حزيران الماضي.

قبل حصوله على الجنسية الفرنسية، كان جان مسيحة يدعى حسام بطرس مسيحة، وذلك منذ ولادته في العاصمة المصرية القاهرة في العاشر من سبتمبر عام 1970. وهو يتحدّر من عائلة مسيحية قبطية، وأمضى طفولته في مصر وكولومبيا قبل أن يستقر بمدينة “مِيلوزْ” في شمال شرق فرنسا، حين كان يبلغ من العمر 8 أعوام فقط، ولم يكن وقتها يتحدث اللغة الفرنسية.

حصل على الجنسية الفرنسية في سنّ 20 عاماً، ليختار جان كاسم له. دفعه والده الدبلوماسي ووالدته المتخصصة في الكيمياء، للدراسة في معهد باريس للدراسات السياسية، قبل أن يلتحق بعد ذلك بالمدرسة الوطنية للإدارة المرموقة والتي تخرج منها عام 2005.

 بدأ مسيرته المهنية في عالم السياسة. لكن المفارقة أن البداية كانت مع اليسار، حيث شوهد جان مسيحة مرارًا وتكرارًا وهو يعلق ملصقات للشباب الاشتراكي في الدائرة السادسة عشرة المرموقة بباريس.

في انتخابات عام 2002 الرئاسية، صوّت جان مسيحة لصالح جان بيير شيفينمان قبل الامتناع عن التصويت في الجولة الثانية بين الرئيس اليميني الراحل جاك شيراك الذي حسمها، وزعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبان.

لكن توجهه السياسي تغيّر بمئة وثمانين درجة في عام 2016، لينتهي به الأمر بالانضمام إلى “الجبهة الوطنية” الذي ورثته مارين لوبان عن والدها جان ماري لوبان. وقد شغل منصب المندوب الوطني للحزب للدراسات والحجج. ثم أصبح عضوا بالمكتب الوطني للحزب عام 2018، قبل أن يغادر الحزب بعد ذلك بعامين.

في عام 2020، قرر جان مسيحة تأسيس معهد ”أبولون” للتفكير حول أفكار اليمين المتطرف. وبعد ذلك بعامين، عاد مجدداً إلى المشهد السياسي في عام 2022 كمتحدث رسمي باسم الحملة الرئاسية للمرشح اليميني المتطرف المثير للجدل إريك زمور.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية