من بريطانيا… إلى العراق وتركيا… تحية معطرة بعطر الزهور

لوسي حبيب
حجم الخط
9

بين بريطانيا، والعراق، وتركيا مسافات طويلة. ولكن وسط ذلك البعد الجغرافي، والتنوع في الثقافات، واللغات، والعادات، والتقاليد، إستطاعت شركة العطور البريطانية “بينهاليغونز” Penhaligon’s الرائدة في إنتاج العطور منذ عام 1870 بأن تلقي تحية خاصة لمدينة بابل العراقية من خلال عطر “بابيلون” Babylon. كما حظيت بلدة خالفتي التركية الراقدة على الضفة الشرقية من نهر الفرات بتحية مماثلة بعد أن طرحت الدار عطر “خالفتي لازير” Halfeti Leather الذي جاء ليبرز إنفتاح هذه الشركة البريطانية على مدن عريقة، وبلدات وديعة، لها مكانة خاصة في قلوب أهلها ومحبيها.

إلى بابل التي كانت عاصمة البابليين أيام حكم الملك حمورابي الذي إنشأها عام 2100 قبل الميلاد، وإستمر حكمه لها 43 عاماً، يأخذنا عطر “بابيلون” Babylon ليحمل لنا دفء الشرق من خلال نفحات الفانيليا التي يزيد من ثقلها عبق خشب الأرز، والصندل، والزعفران، وجوزة الطيب، وزيت نبتة السايبريول الذي يحظى بشهرة واسعة في الطب الشعبي الصيني ويدخل في تركيبة العديد من العطور.

وبذلك تمنح تلك المكونات هذا العطر طابعاً عميقاً وهوية عربية ليذكرنا في كل مرة نستخدمه بمدينة بابل التي لا تخفي سحر ماضيها الذي يتكىء على حدائقها المعلقة، وأسوارها التاريخية، ومساجدها العديدة، وتمثال أسدها المنحوت بالحجر الأسود الذي يحاول إفتراس شخص كناية عن العدو، وبوابة عشتار التي هي واحدة من البوابات الثمانية لمدينة بابل القديمة.

ونعبر مع “بينهاليغونز” إلى تركيا لنستريح في بلدة خالفتي الهادئة، وهناك سنزيح الستار عن عطر “خالفتي لازير” Halfeti Leather الذي يعبق بأريج الورد الذي ينتشر بكثرة في تلك المنطقة. إنها رائحة ورد خالفتي المميز برائحته الذكية ولونه الداكن المائل الى السواد.

ومع تنشق عبير هذا العطر الفواح ستلاحظون أنه يجمع داخل قارورته الأنيقة المزينة بشريط نبيذي نفحات من نبتة الشيح التي تتناغم مع عبير البرغموت، والياسمين، والحمضيات، وتزداد قوة عندما يضاف إليها خشب الصندل، والفانيليا، والعنبر، والعود، والجلد، والباتشولي. ولجعل هذا العطر أكثر تميزاً فقد إحتضن أيضاً زهور الخزامى، والبنفسج، وجوزة الطيب، والخوخ المجفف، والقرفة، وحب الهال. وبذلك يكون قد جمع “خالفتي لازير” العديد من خيرات الطبيعية التي تنمو بكثرة في تلك البلدة الجميلة من تركيا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    تأسست بوتشيرون من بوتشيرون في عام 1991 ، وهي عبارة عن عطر سيتروس العطري للرجال. معبأة في تصميم زجاجة حائزة على جائزة ، عطر بوتشرون بور هو عطر راقٍ ولكنه غير رسمي ، للرجل المميز والأنيق. ملاحظات الأعلى هي برتقالية ، لافندر ، ماندرين البرتقال ، والريحان ، الليمون لويزة ، البرغموت والليمون. ملاحظات الوسطى هي القرنفل ، جذور السوسن ، والياسمين ، يلانج يلانج ، زنبق الوادي!! من النت

  2. يقول كاميليا:

    الف تحية إلى العراق الحبيب والى كافة البلدان العربية. ولكن التحية التي نحملها الامتنان والشكر هي للاستاذة لوسي على مجهودها الدائم لتقديم لنا أجمل المواضيع القيمة على صفحات هذه المطبوعة التي لم اغب يوماً عن تصفحها.

  3. يقول الدكتور جمال البدري:

    تقبلي مني مرسال بابيلون إلى بريطانيا في رمضان.وإنْ كتبتي عن جغرافيا العطورلا عن جغرافيا الأقطار… رغم كورونا التي هي حيّة تسعى بالفيروس ؛ لتنال من النّاس حبّ الحياة والإحساس.فمنْ كتب عن العطور؛ كمنْ كتب عن سيد العصور.وعلى ذكرجمال العطور؛ ياسيدة الحضور…أودّ تناول نبات عطـــريّ جميل ؛ هوالرّيحان.لأنّ موضوعك ياصاحبة الذوق الرفيع ذكّرني بحكاية لا تنسى…عن طيب وعطرنبات الرّيحان ؛ وهو نبات مشرقيّ مغربيّ المنبت ؛ يسمّى في العراق باسمه وبالحبـق وبالمشموم في بلاد الشام ؛ وفي أوربا يسمّى بالعشبة الملكـيّة…والحكاية حينما دخل زكريا النبيّ على البتول مريم ؛ وجد عندها رزقًا :{ كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا.قال : يامريم أنّى لك هذا.قالت : هومن عند الله ؛ إنّ الله يرزق منْ يشاء بغيرحساب }(آل عمران 37).والرزق هو: الرّيحان ؛ ويسمّى الرّيحان في لغة العرب كذلك : العمار؛ وكانوا يحييون به مواكب الملوك ؛ كما قال الشاعرالأعشى ؛ حين استقبل موكب الملك قيس ابن معد يكرب : { فلما أتانا بُعيد الكرى…سجدنا له ؛ ورفعنا العمـارا }.وسجدنا : وقفنا منتصبين احترامًا له…بلغة طيء.

  4. يقول الدكتور جمال البدري:

    وفي الحديث النبويّ :{ منْ عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيّب الرائحة }.وقال فيه العباس ابن مرداس :{ تضوّع منها المسك حتى كأنما…ترّجل بالرّيحان رطبًا ويابسًا }.كما قال الشاعرابن الروميّ : { الحُبّ ريحان المحبّ وراحه…وإليه إنْ شطحت نواة طماحه }.من جهة أخرى ؛ فإنّ رواية : العطـر لمؤلفها باتريك زوسكيند ؛ أصبحت عنوانًا عالميًا للعطورفي شخصيّة بطلها : غرنوي أوغرنويل.صاحب حاسة الشمّ المتمييزة لرائحة البرقوق ولغيرالبرقوق.وفي روايتي الجديدة ( حينما يرقص البحر) تبعث الحبيبة منديلها المعطّربالورد إلى حبيبها الأوّل ؛ فيأخذه ويشمّ عطرها المرسال ؛ ثمّ يكتب فيه أبياتًا من شعرالغزل :
    { بتشبيهي من المحبوب نهـدا…..برّمــان ؛ وبالأغصان قـــدا }
    { أجورأنْ أقيس الشَعرشِعــرا….. فهلّا أنصفوا بالوصف عمدا }
    { أناس مثلّوا ظلمـــًا وحقـــدا…..وظبــيّ شبهّـــــوا خديــه وردا }
    ( لقد أثموا بما قد شبهّوه ).
    { وحــاذرأنْ تماثلـه بشمـس ….. ولا تقـبـــل بظــنّ أوبحــدس }
    { فليس لشمسنا سمـع وحسّ….. وأيـــن البــدرمن روح ونفـس؟ }
    { فلا ورد يساوي خدّ أنــس….. لأنّ الــــورد يذبـل عنــد لــمس }
    ( وذا يحمّـر؛ مهما قـبّـلـوه ).

  5. يقول Sonia:

    Beautiful feature and many thanks for the Editor who always brings us the most up-to-date news on various products. Also, thanks Penhaligon’s for dedicating a perfume to Babylon in Iraq

  6. يقول إيناس المولى:

    مميزة كالعادة. كلماتك تفوح بعبير الزهور ورحيق الورود. شكرا القدس العربي على هذه الزاوية الجميلة التي تأخذنا الى أماكن برائحة الربيع.

  7. يقول oks:

    هل انقلب الزمان ماالفنا الورود تاتى من بريطانيا الى العراق لكن التاريخ يقول القنابل والقذائف هي التى كانت تنتشر كالجراد على رؤوس الشعب العربي الابي لا للمغالطات فالتاريخ لايرحم .

  8. يقول باسمة:

    الظاهر بريطانيا إبتدأت بإرسال الزهور الى الشعب العربي الابي. شكرا للمحررة. شكرا القدس العربي. شكرا بريطانيا. يا رب خلي الدنيا كلها زهور وعطور وأيام حلوة.

  9. يقول غياث:

    تستحق بابل اكثر من عطر يحمل اسمها. ولكن الكحل أفضل من العمى، كما يقول المثل اللبناني الشائع.

إشترك في قائمتنا البريدية