معارك جوية في سماء دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: شهدت أجواء محافظات دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء جنوب سوريا الليلة الماضية، معركة جوية على وقع الهجوم الذي وصف بأنه أكبر هجوم لطائرات مسيرة في التاريخ، حيث غطت إيران بأكثر من 200 مسيّرة وصاروخ المجال الجوي للاحتلال الإسرائيلي من الجليل إلى النقب مروراً بالقدس المحتلة، وذلك رداً على قصف الجيش الإسرائيلي القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في العاصمة السورية مطلع أبريل/ نيسان الجاري، أسفر عن مقتل 7 من قيادات الحرس الثوري الإيراني، بينهم القائد محمد رضا زاهدي.
وفي موازاة إعلان إسرائيل، الأحد، «إحباط» الهجوم الإيراني المباشر، بمشاركة واشنطن وعدد من الحلفاء، قال حزب الله اللبناني إنه استهدف قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل، بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ونتيجة لذلك، شهدت أجواء المنطقة الجنوبية بمحافظاتها الأربع «حرباً جوية حقيقة» بين الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري من جهة، والصواريخ الإسرائيلية من جهة أخرى حسب مصادر ميدانية.
مصدر ميداني من دمشق، قال لـ«القدس العربي» إن السماء توهجت ليل الأحد، بفعل انفجار الصواريخ وتحولت إلى «كتل من النيران» بينما دوت انفجارات ضخمة ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية للصواريخ الإسرائيلية التي كانت تعترض بدورها المسيّرات الإيرانية.
كما قال المتحدث باسم شبكة «السويداء 24 « ريان معروف: «بحدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل، دخلت أسراب من الطائرات المسيرة الإيرانية من شرقي محافظة السويداء، وتوجهت إلى الغرب نحو إسرائيل».
وشاهد سكان المنطقة بالعين المجردة عمليات اعتراض هذه المسيرات في الجو، كما سمعت دوي انفجارات متتالية في ساعات الليل.
وأفاد موقع «صوت العاصمة» المحلي أن الصواريخ الاعتراضية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي عبرت أجواء دمشق، بينما ردت الدفاعات الجوية السورية بإطلاق صواريخ في محاولة للتصدي لها.
ووفقاً للمصدر، فإن «أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي اعترضت صواريخ ومسيّرات أطلقتها ميليشيات موالية لإيران في سماء درعا والقنيطرة قبل وصولها إلى الجولان».
ونوّه المصدر إلى أنّ صافرات الإنذار دوت جنوب الجولان، وذلك بعد سقوط بعض الصواريخ في مناطق مفتوحة.

وزير الخارجية: إيران مارست «حقها في الدفاع عن نفسها»

وفي درعا القريبة، قال المتحدث باسم شبكة تجمع أحرار حوران، أيمن أبو نقطة لـ«القدس العربي»: «إن سماء المنطقة شهدت سلسلة من عمليات الاعتراض لطائرات حربية إسرائيلية، اعترضت مسيرات إيرانية، في سماء درعا وريف دمشق، حيث أسقطت في هذه المناطق».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، إن طائرات مسيرة مجهولة حلقت بشكل مكثف في أجواء سوريا الشرقية، بينما شهدت كامل القطعات العسكرية السورية في ريف درعا ومحافظة ريف دمشق استنفاراً عاماً، بالتوازي مع حالة تأهب قصوى للدفاعات الجوية السورية.
كما شهدت الأجواء في الجولان السوري المحتل تحليقاً لطائرات حربية ومسيرة، إضافة لتشغيل أنظمة الدفاعات الجوية.
في غضون ذلك، كشفت مصادر محلية، الأحد، عن عودة الملاحة الجوية إلى مطار دمشق الدولي، وذلك بعد توقفها بشكلٍ مؤقت بسبّب الهجوم الإيراني على إسرائيل.
ووفقاً للمصدر، فإن «كل من السورية للطيران وشركة أجنحة الشام نشرا برنامجاً جديداً للرحلات المقرّر انطلاقها من مطار دمشق الدولي إلى الإمارات ظهر الأحد» مشيراً إلى أنّ الشركتين أجلتا رحلات من مطار دمشق إلى كل من أربيل والعاصمة العراقية بغداد، إذ ستنطلق هذه الرحلات بعد ظهر اليوم.
وقبيل 48 ساعة من الهجوم الإيراني المباشر، شهدت مناطق انتشار الميليشيات الإيرانية حالة من التأهب على كامل التراب السوري، حيث أجرت المجموعات الإيرانية، حسب المرصد، عمليات إعادة تموضع وانتشار لقواتها في مناطق سورية مختلفة، وأزالت الأعلام والرايات والدلالات التي تؤكد على تواجد عناصرها وجمدت التنقلات العلنية للقيادات باستثناء حالات الضرورة القصوى، كما غيّرت سيارات المواكب للقيادات العسكرية.
وشملت الإجراءات كلاً من دمشق ومنطقة القلمون وريف دمشق الجنوبي الغربي ومناطق قرب الجولان السوري المحتل، وحلب وريفيها الجنوبي والشرقي، «كما غيرت الميليشيات الإيرانية مواقعها في البادية السورية وقلصت أعدادها في المواقع العسكرية والنفطية التي تتمركز ضمنها، إضافة إلى المنطقة الشرقية في كل من مدينة دير الزور والبوكمال والميادين «عاصمة الميليشيات الإيرانية في شرق سوريا».
وأشار المرصد السوري، أمس، إلى أن مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والمجموعات الإيرانية شهدت خلال الأيام القليلة الفائتة حالة من الهدوء.
كما شهدت مناطق محيط السيدة زينب وريف دمشق الجنوبي الغربي ومناطق قرب الجولان السوري المحتل، استنفاراً عسكرياً وإعادة انتشار وتموضع للميليشيات الإيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني، حيث غيرت الميليشيات الإيرانية بعض المواقع التي كانت تتمركز فيها.
واعتبر وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أمس، إن إيران مارست «حقها في الدفاع عن نفسها» في الهجوم، مضيفاً في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الرد المناسب (…) وحق مشروع لها» مستنكراً ما وصفها بـ«المواقف الغربية المتخاذلة وسكوتها عما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر وأفعال ضد الإنسانية».
وقالت وزارة الخارجية، في بيان منفصل، إن سوريا «تعرب عن تضامنها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتجدد إدانتها للعدوان الصهيوني على المقرات الدبلوماسية الإيرانية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية