مصر.. تصفية حسابات قديمة

حجم الخط
0

إلى الذين يتحدثون عن حلول متوقعة أو مطروحة لحل قضية الإخوان، وهي القضية التي صارت تشغل حيزاً مهماً في رأس وقلب وحياة المصريين الآن، يجب الا ينسى هؤلاء أو يتناسوا نقاطا مهمة وهي، ان قضية الإخوان اليوم لم تعد فقط مع قيادة الجيش، الذي صار يهيمن على كل أدوات التأثير الحسي والمعنوي، ويستمد من كل حدث حصانة شعبية، ولم تعد مع أو أمام القضاء الذي يرى البعض أنه صار طرفاً أساسياً في القضية، بل ويراه الكثير متحيزاً وبشدة للجيش وللسيسي شخصياً، وهي ايضاً مع إعلام متمثل في عشرات القنوات الرسمية والفضائية كلها بدأت فجأة تعزف لحناً واحداً ضده، ومعها العشرات من الصحف أو الصفحات المطبوعة، بعضها يمارس تصفية حسابات قديمة وأخرى مدفوعة بمصالح تخص من يملكها، ناهيك عن كم المتملقين والمتسلقين ومحترفي وهواة ركوب أي موجة.
القضية أيضاً مع فلول الحزب الوطني الذي يرى أغلبهم، ان الإخوان هم من فضحهم وكشف عوراتهم إبان ثورة 25 يناير، فلم تتوان جموعهم من استثمار حركة 30 يونيو، باعتبارها ورقة التوت الأخيرة لإخفاء سوءاتهم ولقلب الحقيقة ولاثبات العكس.
الاخوان لديهم قضية أخرى حساسة مع أحزاب ورقية لم يكن لبعضها أي وجود فعلي في الشارع المصري، وفجأة صار لها مكان ومكانة ومقعد دائم في كافة المؤتمرات، ويشار لها في أغلب الحوارات. وأصبح من الصعب عليهم التنازل عن مكاسب مغتصبة لم تحصل عليها من خلال أعمال جماهيرية ولا بالإرادة الشعبية، ولكن بفوضى جماعية تحت شعار الثورية. هناك ايضاً هاجس خفي لدى الأخوة الأقباط ضد ما سموه بالتيار السياسي المتأسلم. أما القضية الكبرى المرتبطة باسم جماعة الاخوان، فهي ثأر قديم لم تنسه الجهات الأمنية بشتى فروعها بعد أن فشلت تلك الجهات، على مدار عشرات السنين، من أن تزيل تلك الجماعة من الوجود بالطرق البوليسية القمعية، او بالدسائس الاستخباراتية، بل حدث العكس تماماً في ثورة 25 يناير، وكما هو معروف للجميع. ورغم ان السياسة لا تعرف التفاؤل أو التشاؤم ولا تعترف إلا بالشواهد والحقائق الممكن تنفيذها، إلا ان ما نحن فيه هو أمر جلل ليس فيه ذرة واحدة من التفاؤل.
الاخوان فصيل مصري له كافة الحقوق وعليه ما عليه من واجبات والدفاع عن وجوده وحقوقه هو دفاع عن مسار الديمقراطية التي انحرفنا عنه كثيراً، والحديث عن أي مصالحة أو مبادرة وفاق في ظل هذا الجو المحتقن والخانق للحريات من دون أي محاولة لإصلاح بعض أو كل هذه الجبهات هو مضيعة للوقت ومجرد محاولة انتهازية لكسب الوقت لانهاك حالة التحدي وكسر الإرادة والصمود.

‘ كاتب وباحث مصري ـ نيويورك

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية