مسلسل مصري يُشعل موجة غضب على شبكات التواصل: سخرية من شهداء غزة

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تسبب مسلسل مصري رمضاني كوميدي بموجة غضب واسعة على الإنترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن رصد المشاهدون مقطعاً في أحد الحلقات اعتبروا بأنه «يسخر من المأساة في قطاع غزة ويستهزئ بأحد الأطفال الشهداء» فيما طالب الكثير من النشطاء على شبكات التواصل بوقف بث المسلسل فوراً، بينما سارع طاقم العمل إلى الاعتذار عن الخطأ.

وفي التفاصيل، فقد ضبط المشاهدون مقطعاً في إحدى حلقات مسلسل «لانش بوكس» وتظهر فيه أم تسأل معلماً عن ابنها وتصفه بعبارة «شعره كيرلي وأبيض وحلو» وهي نفس العبارة التي تداولها الناس في العالم العربي على لسان أم أحد الشهداء الأطفال في غزة خلال الحرب عندما كانت الأم المكلومة تبكي وتبحث عن ابنها بين الشهداء وتصفه بهذه العبارة للطبيب والحضور لعل أي منهم يُسعفها بالعثور عليه ورؤياه.
ومسلسل «لانش بوكس» بدأ عرضه في رمضان على قنوات تلفزيونية مصرية، وهو عبارة عن دراما كوميدية تتبع حياة ثلاث نساء من ربات المنازل يحاولن إيجاد حلول لمشاكلهن، ثم يتحولن فجأة إلى عصابة تمارس أنواعاً مختلفة من الجرائم. والمسلسل من إنتاج سالي والي وإخراج هشام الرشيدي وتأليف عمرو مدحت.
وسرعان ما واجه المسلسل موجة من الغضب في أوساط المصريين والمشاهدين العرب بعد المقطع الذي اعتبره الكثيرون مسيئاً للفلسطينيين وساخراً من مأساة الأطفال المنكوبين في قطاع غزة، وسارع الكثيرون إلى إطلاق الدعوات لوقف بث المسلسل ومقاطعته ومعاقبة القائمين عليه.
وكتبت الناشطة منية أحمد على شبكة «إكس» (تويتر سابقاً) تقول: «أقل حاجة تحصل وقف عرض المسلسل السطحي العبيط اللي اسمه لانش بوكس. ده من امتى الدراما المصرية اللي كانت في يوم ملهمة ومحركة لعقول الملايين في كل أنحاء الوطن العربي ينحط بيها الحال وتنحدر للقاع للدرجة دي».
أما طه درويش فعلق يقول: «بشكل واضح هنا بيتم التقليل والتسخيف من حجم معاناة أم فقدت إبنها. نظرة كاتب المشهد وغيره من كتاب ومخرجي بعض الإعلانات بأن مذبحة غزة مجرد ترند، هي نظرة غير انسانية ومخزية وسيذكرها التاريخ».

«سيناريست ما عندهوش دم ولا قلب»

وعلقت إسراء الحكيم: «ليه سيناريست ما عندهوش دم ولا قلب ولا عنده ريحة الإنسانية يقرر يحول جملة وجعت قلوب الملايين إلى مشهد ساخر؟! «يوسف شعره كيرلي وحليوه».. الجملة التي قالتها الأم المكلومة وهي بتدور على ابنها بين المصابين علشان تكتشف بعدها انه استشهد».
وأضافت إسراء الحكيم في تغريدة ثانية: «أقل ما يمكن أن نفعله تجاه انحطاط فريق عمل مسلسل ‎لانش بوكس، هو مقاطعة العمل وكل أعمالهم القادمة، لا تهاون مع آلام غزة».
وكتب أحمد الصادق: ‏»‎أنا ما بتفرجش على المسلسلات كلها، بس قناة كانت شغالة ولقيت المقطع دا قدامي، عدموا الأسماء والأوصاف وما لقيوش غير المشهد اللي لا يمكن يتمحي من ذاكرة الناس ويقلبوه لمسخرة».
وعلق عميد حمدان: «أقل ما يمكن أن نفعله تجاه انحطاط فريق عمل مسلسل لانش بوكس هو مقاطعة العمل وكل أعمالهم القادمة.. لا تهاون مع آلام غزة».
وكتب مسعد البربري: «مسلسل كوميدي مصري اسمه لانش بوكس يقتبس في سياق (كوميدي) الجملة الشهيرة والتي قالتها أم الطفل الشهيد يوسف في غزة عندما دخلت تبحث عنه بين المصابين في المستشفى وهي تقول: «اسمه يوسف أبيضاني وشعره كيرلي وحلو» في مشهد مؤلم جاب العالم بأسره وما زال يتذكره الجميع.. لو هناك دولة تحترم الحدود الدنيا من القيم الإنسانية، وتراعي مشاعر مئات الملايين حول العالم يتم وقف هذا المسلسل فوراً، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة».
وهاجم مراد علي القائمين على المسلسل بالقول: «أن تصل الحقارة ببعض الممثلين المصريين، أن يسخروا من آلام الأم التي كانت تصرخ وتسأل عن ابنها الطفل، الذي قتله الصهاينة: يوسف، أبيضاني وشعره كيرلي وحلو في مسلسل، فهذا يؤكد أن هؤلاء لا ينتمون إلى هذا البلد، ولا إلى هذه الأمة، ولا حتى للإنسانية».
وعلق نزار بشير: «هو من إيمتى بقت صرخات المعذبين أفيهات في المسلسلات؟ إزاي وليه تبلدت مشاعرنا بالشكل ده؟» فيما كتبت أماني مسعود: «نفس الوصف والاسم هو هو يوسف إزاي مش مقصودة يعني؟! ولا ركوب الترند بقى على حساب أي حاجة ولو حقيرة؟».
وكتب بلال البخاري: «الموضوع شبه مقصود، آخر سكريبت عمرو سلمه، مش مكتوب فيه اسم يوسف وكاتب ياسين بس، بعدها تم التعديل وضافوا اسم يوسف مع ياسين وأبيضاني وشعره كيرلي، مع إن الولد اللي ظاهر كمان في المسلسل شعره مش كيرلي أصلاً. لو مقصود هايستفادوا الضجة عليهم وبس».
وقال أحمد حسيني: «في زمن صار فيه الفن سلاحاً فتاكاً تستخدمه الأمم من حولنا لتحقيق مصالحها، وزمن زاد فيه إبداع وتطور المسرح والسينما والتلفزيون في العالم بصورة رهيبة، ابتلينا نحن بهذه القاذورات وهذا الإسفاف، فضلا عن الركاكة، في الكتابة والأداء والتصوير».

اعتذار وجدل بين الطاقم

ولاحقاً للضجة التي اشتعلت بعد بث الحلقة السادسة من المسلسل، سارع مخرج المسلسل هشام الرشيدي إلى تقديم اعتذاره للجمهور، وكتب يقول: «اعتذار واجب لكل من تشابه عليه نص المشهد المؤلم لأخواتنا، مع نص مشهد المسلسل غير المقصود بالمرة، لم ولن تكون القضية في يوم مجال لأي شيء غير كل الدعم والاحترام، الله يصبر أهلنا في فلسطين ويعينهم».
وسارع السيناريست عمرو مدحت إلى التنصل من المسؤولية عن المشهد المسيء، وشارك من خلال حسابه على «فيسبوك» صورة من السيناريو الأصلي الذي قام بكتابته، وتظهر عدم وجود هذا المقطع، حيث كانت الشخصية تحمل اسم (سيف) فيما كانت مواصفاته بحسب النص: «أسمر شوية كده ولابس نظارة».
بينما حاولت الممثلة جميلة عوض التي قامت بأداء الدور الدفاع عن المشهد، وتوضيح سبب تغيير النص عند التنفيذ، حيث نشرت صورة لبطل الشخصية التي أثارت الجدل فكتبت: ‏»‎‎‎ازاي no way يبقى مش مقصود!!، هو ده اللي حصل، المشهد كان مكتوب أسمر، وفجأة واحنا بنقوله، جمعنا إن الممثل اللي جه طلع أشقر، فبدلنا كلمة واحدة، المفروض تكونوا عارفين إن دي حاجة مستحيل تحصل بقصد، مش نثير فتن، أظن الناس عارفة كويس موقفي من القضية، يا ريت نتحد ضد العدو، دي صورة الممثل».
وتساءل الناشط الفلسطيني عبد الله معروف: ‏»السؤال من الذي عدّل النص الأصلي، وأخذ جملةً قالتها أم مكلومة في لحظة رعبٍ، وهي تبحث عن صغيرها ليضعها في نص مسلسل هزلي؟! هل كان القائم على هذا المسلسل بذلك يبحث عن ترند على حساب دماء أطفالنا في غزة؟! أم ما الذي كان يفكر فيه؟! هل هؤلاء بشر لهم قلوب مثلنا أم هم مخلوقات أخرى؟!».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية