مساع لتطويق إشكال تعرض له طلبة عراقيون في وزارة التربية اللبنانية

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت- “القدس العربي”:

في مسعى لتطويق الاشكال الذي تعرّض له طلاب عراقيون في وزارة التربية في بيروت مع عناصر أمنية، اتصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجدّد “الحرص على معالجة ملفات الطلاب العراقيين بأسرع وقت وفق القوانين النافذة وعدم تكرار الالتباسات التي حصلت معهم أخيراً”. ولفت المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي إلى أن رئيس الحكومة جدّد دعوة نظيره العراقي لزيارة لبنان وبحث معه في العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها.

وجاء اتصال الرئيس ميقاتي بعد استقباله وفداً من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية ضم كلاً من علاء الزعبي وحازم طاهر ورئيس بعثة سفارة العراق في لبنان أمين النصراوي والقنصل مهند يحيى والملحق الثقافي دان حوشي خلف، وشارك من الجانب اللبناني  المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر، رئيسة دائرة الامتحانات الرسمية أمل شعبان والمدير  العام للتعليم  العالي الدكتور  مازن الخطيب، وتمّ البحث في المشاكل التي يتعرض لها الطلاب العراقيون في لبنان، وتم التطرق إلى الحلول والاليات التي ستساعد على حل هذه المشاكل.

وأوضح رئيس بعثة العراق أنه “تمّ التطرق إلى الحادثة التي وقعت في وزارة التربية اللبنانية، ونقلنا إلى دولة الرئيس نجيب ميقاتي حرص وزارة الخارجية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي على الرعايا العراقيين في كافة الدول، ونقلنا له حرص وزارة الخارجية أيضاً على متابعة شؤون رعاياها وحقوق الرعايا وصونها وصون كراماتهم بالتوازي مع العلاقات الطيبة والشقيقة التي تجمع البلدين العراق ولبنان”.

واعلن مدير عام وزارة التربية “أن وزير التربية يشدد ويحرص على أفضل العلاقات مع العراق الشقيق وطلاب العراق هم مثل أبناء لبنان ونحرص على أفضل العلاقات معهم، وما سيحضر سيكون ضمن الامكانات وضمن القوانين وضمن ما تتحمله وزارة التربية في هذا الظرف”.

وكان انتشر فيديو قبل يومين لاعتداء تعرّض له طلاب عراقيون حضروا إلى وزارة التربية لإنجاز معاملاتهم ومعادلة شهاداتهم، وشوهد عنصر أمني يحمل عصا معدنية ويطلب من أحد الطلاب التراجع إلى الخلف، ما اثار سُخطاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين الناشطين العراقيين واللبنانيين على حد سواء، وأرسلت السلطات العراقية لجنة وزارية إلى لبنان بغرض متابعة شؤون الطلبة العراقيين والوقوف على إجراءات التعامل معهم.

ونفت وزارة التربية اللبنانية، أن يكون قد حصل “اعتداء” على الطلاب العراقيين، وأوضح وزير التربية عباس الحلبي “أن حراس مبنى الوزارة فوجئوا بضجيج عند الخامسة والنصف من فجر الخميس، فخرجوا للاطلاع على مصدر الضجيج، وتبيّن لهم حضور أكثر من مائة طالب عراقي، وقد اختلفوا في ما بينهم حول أحقية الدخول والأبواب لا تزال مقفلة فجراً، وحاول الحراس تهدئتهم بعدما خرج السكان من المباني المحيطة إلى الشرفات”.

ولفت البيان إلى “أن أحد الشبان العراقيين المراجعين سقط أرضاً وأُغمي عليه، واستمر التدافع على أولوية الدخول، وتعاون عدد من الطلاب العراقيين الموجودين في مقدمة الحضور مع قوى الأمن الداخلي وحراس أمن المبنى لإقناع الطلاب المندفعين بالتراجع قليلاً لرفع الشاب عن الأرض، غير أنهم لم يتراجعوا وأصبح الشاب تحت أرجل الطلاب العراقيين؛ مما دفع عنصر قوى الأمن إلى رفع الصوت حاملاً قطعة من السياج الذي يضبط الصف لإقناعهم بالتراجع، وبعد هذه الحركة تم رفع الشاب وتبين أنه يعاني من الربو ولم يتحمل النقص في الأكسيجين وتم إسعافه بواسطة الصليب الأحمر”.

من ناحيتها، أصدرت السفارة اللبنانية في بغداد بيان اعتذار، واشارت إلى “أن التدافع الذي حصل مع الطلاب والطالبات أمام مبنى وزارة التربية والتعليم العالي في بيروت وبينهم طلاب عراقيون أعزاء جاء بعد عودة الموظفين في الوزارة إلى العمل بعد إضراب عام نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان وهو أمر مرفوض وذو موضع متابعة وتحقيق على أعلى المستويات من قِبل رئيس الحكومة والوزراء وكبار المسؤولين التنفيذيين”.

وتضامن طلاب لبنانيون مع زملائهم العراقيين، ولفتوا إلى أنه رغم البيان التبريري الذي صدر عن وزارة التربية ورغم ما يقال من أن الطلاب أخطأوا بالتدافع والضغط على الموظفين، علينا أن نعترف بأن ما شاهدناه معيب ويستدعي المحاسبة، لا سيما أن الإساءة وقعت في مؤسسة رسمية من قبل موظفين رسميين تجاه شريحة من الجامعيين، وهم ضيوف في بلدنا.

تجدر الاشارة إلى أن العراق مدّد أخيراً اتفاق تزويد لبنان بزيت الوقود الثقيل (الفيول) لمدة عام في مقابل خدمات يقدمها لبنان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مليح:

    عندما يحافظ العراق على كرامة أبناءه.
    في إحدى سنوات السبعينيات من القرن العشرين تعرض الملحق التجاري العراقي في بريطانيا لإعتداء ، وبعد حين وبموافقة الدولة ، وتدبيرها تعرض الملحق التجاري البريطاني في بغداد بمنطقة الصالحية لإعتداء مماثل طبق الأصل لما حصل للعراقي في بريطانيا باعتراض سيارته وكأن الأمر حادث مروري.

إشترك في قائمتنا البريدية