مسؤول باتحاد إسلامي أمريكي: قمع الجامعات يكشف عورات واشنطن 

حجم الخط
0

إسطنبول: قال عضو مجلس أمناء اتحاد المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة عصام عميش إن التغاضي عن فض الاعتصامات الجامعية الداعمة لفلسطين يكشف نوعاً من النزاع على الهوية والعورات الموجودة في المنظومة الأمنية الأمريكية.
جاء ذلك في حوار أجرته “الأناضول” مع عميش في إسطنبول، على هامش مشاركته في مؤتمر حول التمييز العنصري والتعصب الطائفي.
وتطرق عميش إلى ما يجري في الجامعات الأمريكية، وإلى معاناة الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، وصمت منظمات حقوق الإنسان.
ولفت كذلك إلى تأثير دعم الإدارة الأمريكية المطلق لإسرائيل في حربها على غزة على آراء الناخبين المسلمين الذين صوّتوا للرئيس جو بايدن في الانتخابات الأخيرة، ووعودهم بعدم التصويت له في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

عميش: المنظومة التعليمية متحيزة وفيها كثير من الصراعات الإثنية والعرقية التي تحصل داخل البلد

وبشأن تزايد العنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة، قال عميش: “سجلنا عدد الحالات التي تمثل عنصرية ضد المسلمين في مؤسسة مجلس العلاقات الاسلامية الأمريكية (كير)”.
وأضاف: “وجدنا أن أكثر من 8 آلاف حالة (من حالات العنصرية ضد المسلمين) سجلت خلال السنة الماضية 4 آلاف منها سجلت فقط في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعد طوفان الأقصى”، في إشارة إلى هجوم الفصائل الفلسطينية على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي.
وتابع: “لهذا، فإن موضوع الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة أمر معروف لدينا ونرصد ظواهره ونتعامل معه”.
ومضى قائلاً: “لاحظنا بدون شك أن التحديات الأخيرة تفرض نفسها على الساحة وزادت بشكل كبير جداً في عدد الحالات التي نراها، والمسلمون صامدون، وهذه المواجهة، وإن كانت أمراً حتمياً لهم ولكن هذا يعيد تعزيز هويتهم ويعيد التأكيد على قوتهم في مواجهتها”.
واستدرك: “نحن مستبشرون ونقول إن المسلمين في الولايات المتحدة بخير وهم معنيون بحماية أنفسهم وبالتعاطي مع واقعهم والأمور السياسية والقوى السياسية الموجودة”.
وزاد: “أمامنا انتخابات قريبة قادمة في نوفمبر (تشرين الثاني) ستعيننا أيضاً في فرز خياراتنا”، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في 5 نوفمبر المقبل.
وتابع: “كثير من الخيارات (ستكون أمام الناخب المسلم)، قد يضطر إلى رفض الخيار الديمقراطي القائم، والخيار الجمهوري قد يكون أسوأ. فنحن في تحديات أساسية كبيرة، ولكن إن شاء الله مستمرون وثابتون على ذلك”.
وتشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

الإسلاموفوبيا

وعن حالات التمييز والاعتداء على المسلمين بالولايات المتحدة، قال عميش: “الحالات متنوعة، سواء في موضوع الهجرة وقدرة الناس الحصول على رخص الإقامة، أو موضوع فرص العمل، أو حالات أخرى متعلقة بموضوع التعليم”.
وأضاف أن “المنظومة التعليمية متحيزة وفيها كثير من الصراعات الإثنية والعرقية التي تحصل داخل البلد”.

عميش: هناك تحد كبير جداً في المنظومة البنيوية للمؤسسات الأمريكية، لأن تغلغل المشروع الصهيوني وداعميه داخل هذه المؤسسات كبير

وأكمل: “في الفترة الأخيرة، ومنذ طوفان الأقصى، وجدنا أن هنالك جرائم كراهية واعتداء وتهديد بالقتل. وهذا النوع من المشاكل يمثل نحو 80 بالمئة من طبيعة التحديات التي يواجهها المسلمون”.
وتطرق أيضاً إلى صمت منظمات حقوق الإنسان على هذه التجاوزات بالقول: “هناك تحد كبير جداً في المنظومة البنيوية للمؤسسات الأمريكية، لأن تغلغل المشروع الصهيوني وداعميه داخل هذه المؤسسات كبير”.
وزاد: “نواجه تحدياً كبيراً جداً من الحكومة إلى مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات التي كانت دائماً تظهر نفسها على أنها مؤسسات للدفاع، وعلى رأسها للأسف كثير من المؤسسات، وهي مسيسة داخلياً بدون أن يكون لها حضور أو ظواهر، كثير منها يهودية، ومنها الحضور المسيحي الذي هو متعصب لإسرائيل”.
وتابع أن “بنية الولايات المتحدة فيها كثير من هذه التحديات”.

عورات المنظومة الأمنية

ولفت عميش إلى “التعاطي العنيف للشرطة الأمريكية مع الاعتصامات” بالجامعات الأمريكية، “بشكل يخالف أبسط قواعد الحفاظ على حقوق الإنسان وحقوق التعبير عن الرأي، والحقوق الدستورية التي يكفلها الدستور”.
وقال: “أتكلم عن معطيات موجودة في الدستور الأمريكي، أنت تدّعيها أمام العالم ثم تخالفها ضد أبنائك، هذا الصراع الآن يكشف كثيراً من العورات الموجودة ضمن المنظومة الأمنية الأمريكية، وإن شاء الله تكون سبباً من أجل مواجهتها والتغلب عليها في المستقبل”.
وعن جهود الجالية الإسلامية في وجه التحديات الراهنة بالولايات المتحدة، أكد عميش أنها “نجحت وتنجح كل يوم. عندما قررنا عدم التصويت لبايدن تم هز أعمدة البيت الأبيض”.
وتابع: “هم الآن يخشون فعلياً خسارة الانتخابات بسبب مواقف الجالية العربية والمسلمة هناك” المناهضة لسياسات الإدارة الأمريكية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة.
وسبق أن قال العديد من الناخبين العرب الأمريكيين والمسلمين إنهم لن يصوتوا لصالح إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب دعمه الثابت لإسرائيل وفشله في الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وفي الدورة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، حصل بايدن على دعم العديد من المسؤولين المنتخبين الأمريكيين المسلمين البارزين وقادة المجتمع. ولكن هذه المرة، كثيرون متشككون وغاضبون، وفق الشبكة الأمريكية.
وختم عميش قائلاً: “رقمياً، نحن نبقى جالية صغيرة، ولكن فعلياً الجيل الجديد الذي بدأ يتشكل والقدرة على إيجاد التحالفات مع أبناء المجتمع الأمريكي في القضايا الإنسانية الواضحة التي كشفتها حرب غزة وغيرها، أصبحت قادرة على أن نصنع جسوراً أكبر بكثير من قوتنا، ونرغب أن نعتمد عليها في تغيير الواقع بالولايات المتحدة”.

انتشرت مقاطع مصورة تظهر طلاباً من مختلف الأديان والمعتقدات في جامعة أمريكية يشكّلون سلسلة بشرية لحماية الطلبة المسلمين الذين كانوا يصلّون لمنع تدخل الشرطة

وانتشرت مؤخراً على مواقع التواصل مقاطع مصورة تظهر طلاباً من مختلف الأديان والمعتقدات في جامعة أمريكية، يشكلون سلسلة بشرية لحماية الطلبة المسلمين الذين كانوا يصلّون لمنع تدخل الشرطة، لفك اعتصام الطلبة في ساحة بالجامعة.
وفي 18 أبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب وطالبات وأساتذة جامعات رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات المحتجين، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وكان لافتاً لجوء السلطات الأمنية بالولايات المتحدة إلى “القمع والعنف الشديد” لفض اعتصامات الجامعات، واعتقال أكثر من 2000 محتج حتى الخميس الماضي، وفق أرقام نشرتها وسائل إعلام أمريكية.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية