مرشحة المحافظين لعمدة لندن تشارك في مجموعات “عنصرية وكارهة للإسلام” على فيسبوك وتستهدف صادق خان

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

قالت صحيفة “الغارديان” إن مرشحة حزب المحافظين لمنصب عمدة لندن، سوزان هول، أصبحت عضوة في مجموعات على فيسبوك تعارض سياسات توسيع محاور الانبعاثات المنخفضة في العاصمة البريطانية، وذلك بعد يوم من الكشف عن محتويات معادية للإسلام، وكلها موجهة ضد عمدة لندن الحالي، صادق خان.

وفي التقرير الذي أعدته مراسلة شؤون البيئة هيلينا هورتون، قالت إن صفحات فيسبوك حافلة بخطاب الكراهية والشتائم ضد صادق خان، منافس سوزان هول، والذي أخبر “الغارديان” أن الكشف عن المحتوى الكاره للإسلام والمهدد له “قد يترك أثرا ليس على أمنه فقط، بل وعلى عائلته وفريقه” الذي يعمل معه في حملة إعادة انتخابه لفترة ثالثة كعمدة للعاصمة البريطانية.

وكشف تحقيق مشترك لصحيفة “أوبزيرفر” وموقع “أنيرثد” عن شبكة مجموعات على فيسبوك تركز على سياسات خان في تخصيص محاور لتخفيض الانبعاثات الحرارية، والتي يقوم بإدارتها عاملون في حزب المحافظين، وناشطون آخرون، وتحتوي على خطاب “إسلاموفوبي” ونظريات مؤامرة وشتائم. وشملت بعض المجموعات احتفالا بالتخريب وتعبيرات تتحدث عن دهشتها من بقاء خان في منصبه و”لم يتم التخلص منه”.

وأصبحت هول عضوا في ست مجموعات. والإثنين، بعد يوم من فضح محتويات الصفحات، انضمت صفحة هول الرسمية لمجموعة سابعة اسمها “بيكسلي تقول لا لتوسيع محاور الانبعاثات المنخفضة”. وكشف التحقيق عن محتويات المجموعات، بما فيها فيديو على يوتيوب يزعم أن “الإسلاميين سيطروا على بريطانيا” وكذا شتائم ضد خان منها منشور جاء فيه: “لا أصدق عدم الإطاحة بخان حتى الآن، فإذا كانت القوى المظلمة قادرة على القضاء على الأميرة ديانا، فأنا متأكد بقدرتهم على إزاحة هذا الذي يريد الاستحواذ على المال والطفيلي الصغير”.

وكمثال عن الدعوة للتخريب، قام مستخدم في أحدى الصفحات بنشر صورة عن تخريب حافلة مراقبة عبر تمزيق إطاراتها، وبملاحظة مرفقة: “إطاران ممزقان وكاميرا ملوثة بالدهان”، وعلق مستخدم آخر بالقول: “حسنا فعلت أيا كنت”. ومن التعليقات الكارهة للإسلام، وصف معلق خان بأنه “المتعاطف مع الإرهاب”، فيما قال آخر إن عمدة لندن “سيرى مشاعر عامة متدفقة وأعمال شغب ممكنة وحرق مساجد وعدم قدرة المسلمين الأبرياء على السير في الشوارع”.

وحدد التحقيق 36 مجموعة بدت وكأنها تعارض توسيع محاور الانبعاثات المنخفضة، ومنع السيارات التي تستخدم تكنولوجيا كربون متدنية، في محاولة لتخفيض التلوث في العاصمة. وكشف أيضا أن حزب المحافظين هو من ينسق النشاطات والحملات السياسية، بل وأكد التحقيق أن موظفي الحزب وناشطيه هم من أنشأوا هذه المجموعات.

ولم يكشف التحقيق أن هذه التعليقات الداعية للتخريب والكارهة للإسلام والعنصرية هي من مشاركة موظفي الحزب وناشطيه.

وقال خان: “هذا الكشف الأخير مثير للدهشة، وسيكون له أثر ليس على أمني فقط، ولكن أمن عائلتي وفريقي. يجب ألا يحرض أحد على العنف، ولا شك لدي أنها لو فازت (هول)، فستكون هي العمدة المحافِظة من أكثر عمد لندن خطورة وانقساما”. وقال إن “انتخابات الخميس هي منافسة قريبة بين العمال والمحافظين، والخيار هو واضح: لندن عمالية منصفة وآمنة وخضراء، ومرشحة محافظين تقوم بتقسيم المجتمعات وتعيد لندن إلى الوراء”. وأضاف خان أن “حزب العمال قدم بلاغا للشرطة حول هذه الجماعات”.

وأثارت نائبة منطقة برينت سنترال في شمال لندن، دون باتلر، الموضوع في مجلس العموم. وكتبت إلى مفوض شرطة لندن مطالبة إياه بالتحرك. وقالت في رسالتها: “أعتقد أن الكثير من هذه المنشورات تحتوي على جرائم عنصرية أو دينية خطيرة. وأشعر بالصدمة من أن هذه الجرائم ترتكب من مجموعات فيسبوك يشترك فيها عدد من الساسة المحافظين. ولم تشرح مرشحة حزب المحافظين لعمدة لندن، سوزان هول بعدُ السبب الذي دعاها للمشاركة في مجموعات تنشر الكراهية بهذه الطريقة”. وأضافت: “سيشعر اللندنيون بالقلق لأنها على ما يبدو توافق على هذا السلوك”.

وقام عدد من كبار المحافظين بنشر منشورات على صفحات هذه المجموعات، كما نشرت هول منشورين فيها أيضا. ونشر ناشط محافظ “رسما ساخرا” لخان وصفه بأنه “أحمق” إلى جانب “إيموجي” ضاحك على واحدة من هذه المجموعات.

وقالت آمي مكارثي، الناشطة السياسية في غ”رين بيس يو كي” إن “أي سياسي يحترم نفسه، كان سينشر اعتذارا ويترك هذه المجموعات بعد فضح عنصريتها وكراهيتها للإسلام ،وتحريضها على النشاطات الإجرامية. لكن سوزان هول، قامت وبوقاحة، بمضاعفة نشاطها وانضمت إلى مركز كراهية ونشرت منشورات مهينة”.

وأضافت أن “محاولة الحصول على دعم الجماعات الرافضة لتوسيع محاور الانبعاثات المنخفضة هي على ما يبدو آخر محاولة من مرشحة المحافظين لتعزيز شعبيتها. لكن غالبية اللندنيين يريدون عمدة لديه رغبة بمعالجة أزمة المناخ وتخفيض تلوث الجو المضر في العاصمة، ولا يرتبط  بجماعات تعيش على العنصرية ونظريات المؤامرة، ولهذا فاستراتيجيتها محكوم عليها بالفشل، كما يبدو”.

ولم تعلق هول ولا مقر المحافظين في لندن على التقرير. وهناك غضب بين المعارضين لفرض رسوم على السيارات التي تستخدم وقودا غير جيد للدخول إلى مناطق معينة، واستخدموها في حملاتهم الداعية لانتخاب مرشح غير خان. وانتشرت ملصقات على شكل “غرامات مرورية” تحذر من انتخاب خان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية