مدير مركز ويلسون للأبحاث: التركيز على أوكرانيا مفهوم.. لكن أزمة تيغراي في إثيوبيا هي الأكبر في العالم

حجم الخط
1

واشنطن: يرى السفير مارك غرين، المدير والرئيس التنفيذي لمركز ويلسون الأمريكي للأبحاث، أنه على الرغم من أن التركيز حالياً على حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا أمر مفهوم، إلا أن أزمة منطقة تيغراي في إثيوبيا هي أكبر صراع بالفعل اليوم.

وقال غرين، في تقرير نشره مركز ويلسون، إن الحرب في أوكرانيا وصفت بأنها “أزمة محددة للعصر”، وتأثيرها يشعر به الجميع في أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن الصراع في إثيوبيا كارثة إنسانية حقيقية لا تحظى باهتمام كبير في الغرب.

ومنذ أن بدأ الصراع في تيغراي في إثيوبيا، في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2020، حمل نحو 350 إلى 500 ألف مقاتل السلاح، ولقي نحو 600 ألف من المدنيين حتفهم بسبب العنف، وفقاً لما ذكره باحثون من جامعة جينت البلجيكية. وفي ظل ما يسببه تدمير المستشفيات وعيادات الطوارىء وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع من زيادة كبيرة في عدد الوفيات، أدى الصراع إلى العديد من الأزمات الإنسانية المتفاقمة.

ويضيف غرين أن عدم القدرة على الوصول إلى المنطقة وانقطاع التيار الكهربائي الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية، من الأسباب التي تؤدي في الغالب إلى صعوبة الحصول على معلومات دقيقة، وعلى أية حال، فإن تقديرات حصيلة الوفيات صارخة: فهناك 50 إلى 100 ألف ضحايا أعمال قتل مباشرة، و150 إلى 200 ألف ضحايا الموت جوعا، وأكثر من 100 ألف حالة وفاة أخرى ضحايا عدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية.

وبعد نهاية خمسة أشهر من” الهدنة الإنسانية”، التي بدأت في آذار/ مارس الماضي، وأتاحت وصول المساعدات إلى المناطق الشمالية من إثيوبيا، اندلع العنف من جديد في آب/ أغسطس الماضي. وفي أيلول/ سبتمبر، عاودت القوات الإريترية المشاركة في الصراع، متحالفة مع القوات الإثيوبية في منطقة تيغراي، وشهدت الهجمات تكثيفا. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “انسحاب فوري للقوات المسلحة الإريترية من إثيوبيا”، مع استمرار دفع المدنيين ” ثمنا مروعاً”.

وأعلن الاتحاد الأفريقي، الأسبوع الماضي، أنه سوف يرعى محادثات سلام في أعقاب هجوم شديد للقوات الحكومية، وبدأت تلك المحادثات في 25 تشرين الأول / أكتوبر.

وفي مؤتمر صحفي، قال فانسان ماجوينا، المتحدث باسم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إن ” محادثات السلام بدأت في 25 تشرين الأول/ أكتوبر لإيجاد حل سلمي ودائم للنزاع المدمر في منطقة تيغراي، وسوف تنتهي في 30 من الشهر الجاري”.

وأضاف ماجوينا أن جنوب أفريقيا تأمل أن” تجري المحادثات بشكل بناء وتؤدي إلى نتائج إيجابية تحقق السلام”.

وأشار غرين إلى أنه في أعقاب انتخاب رئيس الوزراء آبي أحمد في عام 2018، والذي أزاح الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من السلطة لأول مرة منذ عقود، تقهقرت الجبهة إلى منطقة تيغراي في الشمال، وهي منطقة تهيمن عليها سياسياً وعرقياً.

وأصبحت الهزيمة السياسية صراعاً انفصالياً في نهاية الأمر. وهو صراع اتسم بالوحشية بوجه خاص مما دعا الأمم المتحدة إلى إصدار تقرير في أيلول/ سبتمبر كشف عن أدلة واسعة النطاق على ارتكاب كل الأطراف” جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، شملت، على سبيل المثال لا الحصر، التعذيب، والتطهير العرقي، وأعمال قتل غير مشروعة، وعنفاً جنسياً واسع النطاق.

وفي منطقة تيغراي الشمالية، التي تصطف مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، نزح مئات الآلاف، وأصبح انعدام الأمن الغذائي يمثل تهديدا كبيرا طوال الحرب، حيث تواجه البلاد ظروفا مشابهة لظروف المجاعة. ووفقاً للأمم المتحدة، يقدر معاناة أكثر من 20 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا بسبب الجفاف، والعنف، والصراع والتضخم المرتفع، ومنع وصول المساعدات للمناطق المتضررة، مثل تيغراي.

وذكر تقرير، أصدرته مؤسسة السلام العالمي في نيسان/إبريل 2021، أن الحكومتين الإثيوبية والإريترية تستخدمان التجويع حتى الموت كاستراتيجية متعمدة- في انتهاك للقانون الجنائي الدولي.

واختتم غرين تقريره بالقول إنه بالنسبة لمجتمع التنمية، ينطوي صراع إثيوبيا على عنصر مأساوي إضافي، فقد كانت إثيوبيا حققت خطوات كبيرة في مواجهة تحديات الصحة العامة، والفقر المدقع، وانعدام الأمن الغذائي. ويبدو الآن أن كل ذلك قد ضاع، حيث من المرجح أن يشعر المدنيون الأبرياء بتأثير ذلك طوال سنوات كثيرة مقبلة.

(د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    ولكن اهتمام الغرب المنافق العنصري البغيض المتغطرس الذي يكيل بمكيالين يوجه الله كل ثقله لأوكرانيا لأنه بعيون زرق وبشرة بيضاء وليست سمراء

إشترك في قائمتنا البريدية