محللون: تدخلات اقليمية في النزاع السوري تخرج الى دائرة العلن

حجم الخط
3


بيروت ـ (ا ف ب) – يرى محللون ان تدخل اللاعبين الاقليميين علنا وبصورة متزايدة على خط الازمة السورية، يتم اما بدفع من الفوضى الناتجة عن النزاع المستمر منذ 26 شهرا بالنسبة الى البعض، واما للحؤول دون سقوط نظام الرئيس بشار الاسد باي ثمن بالنسبة الى البعض الاخر.

وينقسم اللاعبون الاقليميون الاساسيون بين داعمين للنظام السوري، لا سيما طهران وحليفها حزب الله اللبناني، بينما تؤيد تركيا ودول الخليج لا سيما منها السعودية وقطر، المعارضة المطالبة باسقاطه.

وشهدت الايام الاخيرة دخولا اسرائيليا مباشرا على خط الازمة السورية بعدما حاذرت الدولة العبرية في اعلان موقف صريح، لكنها حذرت مرارا من نقل اسلحة سورية الى حزب الله، او وقوعها في ايدي عناصر اسلامية تقاتل الى جانب مسلحي المعارضة.

وقصف الطيران الحربي الاسرائيلي فجر الجمعة والاحد مواقع عسكرية قرب دمشق، في ما قال مسؤولون اسرائيليون انها هجمات استهدفت صواريخ ايرانية مرسلة الى حزب الله.

واتت الهجمات الجوية بعد اقل من اسبوع على تأكيد الامين العام للحزب حسن نصرالله ان لسورية اصدقاء في المنطقة والعالم “لن يسمحوا لها بان تسقط” بيد الامريكيين والاسرائيليين، ملمحا للمرة الاولى الى احتمال تدخل هؤلاء الحلفاء في القتال الى جانب النظام في حال تطور الامور الميدانية.

واكد نصرالله ان عناصر من حزبه يشاركون في القتال الى جانب القوات السورية في منطقة القصير وبلدة السيدة زينب التي تضم مقاما دينيا مهما للشيعة قرب دمشق.

ويقول مدير مركز بروكينغز للابحاث في الدوحة سلمان الشيخ ان “الكثير من الناس باتوا يرون الواقع على انه لعبة يحصل فيها الرابح على كل شيء، ويفقد فيها الخاسر كل شيء”.

واضاف “اذا نظرتم الى المنطقة، أكان بالنسبة الى الاردنيين، الاسرائيليين، حزب الله والايرانيين… الامر يصبح اكثر فأكثر صراعا وجوديا”.

ومنذ بدء النزاع في البلد ذي التركيبة المتنوعة، شكل الفارق المذهبي بين الغالبية السنية الداعمة للمعارضة، والاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد، مجالا للتدخل الاقليمي.

ويقول الشيخ “هناك اليوم حرب اقليمية واضحة بالواسطة تدور في سورية، لا سيما بين الدول الخليجية الاساسية (السنية)، وايران وحزب الله (الشيعيان).

ووسط هذا التباين، تقف اسرائيل حائرة بين النظام الذي خبرته طوال عقود العداء المستمر بينهما، وتصاعد نفوذ الاسلاميين بين المجموعات المعارضة، والمشاركة المباشرة لعدويها ايران وحزب الله.

وقال الخبير الاسرائيلي في الشؤون السورية ايعال زيسر للاذاعة الاسرائيلية ان بلاده “تحاول حاليا تغيير المعادلة والقول +من الآن فصاعدا، لن نسمح باستمرار ما كان يجري خلال الاعوام العشرين الماضية، اي نقل الاسلحة الى حزب الله+”.

واضاف ان اسرائيل “تستغل ضعف بشار (الاسد) المنشغل بالنزاع في بلاده وغير القادر على القيام باي شيء ضد اسرائيل”، وانها “كلما سمعت بان ايران تنقل اسلحة الى حزب الله، لن تسمح بذلك”.

اما بالنسبة الى حزب الله الذي يعتمد على سورية كداعم اقليمي رئيسي وممر للاسلحة، فان سقوط النظام السوري يشكل سيناريو كارثيا. وهذا الامر نفسه ينطبق على ايران، ابرز حلفاء دمشق الاقليميين.

وازاء حجم التحديات التي يفرزها النزاع، لم يعد اللاعبون الاقليميون يجدون حرجا في الاقرار بتورطهم في الازمة التي اودت باكثر من 70 الف قتيل.

وتقول الخبيرة في شؤون حزب الله امل سعد-غريب لوكالة فرانس برس ان “حزب الله اقر بانه ينشط في القصير” في محافظة حمص السورية الحدودية مع لبنان.

وتضيف ان “الايرانيين سبق ان تحدثوا عن وجود خبراء منهم في سورية، وفي الامس سمعنا موقفا يبدي استعدادا لتدريب الجيش السوري”.

وتتابع ان “مشاركة هؤلاء اللاعبين باتت اكثر علنية (…) واعتقد ايضا انها باتت اكبر من ذي قبل”.

ويحذر الخبراء من ان التورط المفتوح لكل هؤلاء الاطراف يهدد بتحويل الازمة الى نزاع اقليمي خطر.

وتثير الغارات الاسرائيلية مخاوف من اندلاع مواجهة جديدة بين الدولة العبرية وحزب الله للمرة الاولى منذ حرب تموز (يوليو) 2006، او حصول رد فعل سوري يهدد بتصعيد الوضع.

وحذرت الحكومة السورية بعد اجتماع استثنائي لها الاحد من ان الغارات فتحت المجال امام “جميع الاحتمالات”، وتهدد بجعل الوضع الاقليمي “اكثر خطوة”. وافاد مصدر رسمي سوري فرانس برس الثلاثاء ان دمشق ستختار وقت الرد على الهجوم الاسرائيلي.

واذ تستبعد غريب ان يرد حزب الله، تعتبر ان “الاشكالية هي كيف سترد سورية (…) اعتقد ان المطلوب بالنسبة لها هو الرد بطريقة غير تقليدية لا تدفع المنطقة نحو الحرب”.

ويرى الشيخ ان الازمة السورية ورطت اطرافا اقليميين وحتى دولا كبرى لا سيما الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة، وروسيا ابرز حلفاء النظام.

ويقول “الخطر هو الانتقال الى حرب عالمية بالواسطة بسبب دعم الدول الكبرى لطرفي النزاع (…) ان سياسة الاحتواء ليست خيارا هنا، هذه الازمة غير قابلة للاحتواء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بوران بشير:

    بعد الاتفاق الاميركي الروسي على ان الحل السلمي هو الأنسب لوقف النزيف البشرى , وبعد ان ثبت ان الادعاءات الاسرائيلية والمعارضة السورية المسلحة باستعمال النظام السورى الكيماوى ضد شعبه لا أساس لها من الصحة وبأن المعارضة هي التي استعملته,وبعد ان حقق الجيش السورى انتصارا ميدانيا على المعارضة بالتضييق عليها وحصار عناصرها, لجأت اسرائيل الى تنفيذ مخططها بضرب دمشق جوا لاتاحة الفرصة للمسلحين بتحقيق نصر على الجيش, بعد اخذ الضوء الاخضر من اميركا وبعض الدول العربية والاقليمية, متوقعة الرد السورى , ولكن سوريا لم تقع في مصيدة العدو الذى يهدف الى تشتيث عناصر الجيش بين المعارضة المسلحة واسرائيل. فالعقل الواعي للنظام الأسدى فوّت على العدو فرصة ثمينة استعد لها مع اميركا وحلفائها الاقليميين زمنا طويلا. لذا الانفراج السورى بات وشيكا ونستطيع القول بان اعداء سوريا كان نصيبهم الفشل. رحم الله الشهداء الابرياء من الشعب السورى والجنود المدافعين عن الوطن وكل انسان شريف ساهم في صد الهجمة الشرسة على القطر السورى الشقيق وجعل مثواهم الجنة.

  2. يقول Syrian_g:

    لنفرز السوريين بحسب الموالاة و المعارضة لنعرف أين الاغلبية من الشعب السوري.
    1 – كلنا نعرف ان حلب و دمشق هما اكبر مدينتين في سورية و هاتان تشكلنا ما يقارب ربع سكان سورية و لم تشاركا بالثورة و لكنت جرتا للثورة جرا من خلال دخول المعارضة المسلحة اليهما و خلق مواجهات مع الجيش النظامي مما أدى لتدميرهما و اذا استطلعنا على الارض نلاحظ ان سكان مناطق المواجهات في كليهما ليسوا من سكانهما بل من المسلحين الذين احضروا معهم عائلتهم في بعض الاحيان.
    2- كل العلوية تقريبا ما عدا المعارضة التاريخية مع النظام.
    3- الغاللبية الساحقو من المسيحين مع النظام و نحن نرى كيف ان رجال الدين المسيحي حتى في لبنان و فلسطين و الاردن تدعم النظام معنويا.
    4 – كل الطوائف الأخرى مثل الدروز و الزيدية و الاسماعيلية تدعم النظام.
    5 – الاكراد ببعض اجنحتهم يوالي النظام و ما تبقى منهم يقف على الحياد.
    6 – نسبة كبيرة من السنة مع النظام و الدليل حلب و دمشق .
    نستنتج أن المعارضة تقريبا من السنة و لكن ليسوا كل السنة .
    و لكن هذه المعارضة تتمتع بدعم مادي و معنوي كبير من خلال السلاح و المال و الاعلام.
    و ياتي الدعم الاعلامي الاهم حيث تسخر لهم محطات دولية و عربية كبيرة ليقولوا ما يريدون و أما من يوالي النظام فيكذب و يمنع في بعض الأحيان من الكلام .. و يمكن أي انسان يشاهد البرامج الحوارية في الجزيرة على سبيل المثال من أن يستنتج ذلك.
    الدعم المالي و هو الثاني في معادلة المعارضة .. فنشاهد معرضة الخارج يعيشون عيشة الملوك في الفنادق و غيرها ما عدا ما يقبضونه من كاش. و أما معرضة الداخل فيسودها الفساد و كم سمعنا عن قصص السرقة و النهب للمساعدات القادمة من الخارج , مع العلم ان الدول المرسلة لهذه المساعدات لا يهمها هذا الأمر حاليا على الاقل لانها لا تريد انهسار هذه المعارضة و ذلك من خلال قطع المساعدات عنها و لو انها تعرف ان جل هذه المساعدات يسرقها كثير من قادة المسلحين على الارض ..
    و الخلاصة ان النظام باقي ليس لأنه نظام جيد و لكن ان من يواجهه هم أقلية و هم في كثير من الأحيان أسوأ.
    و مع انني أعارض النظام و لكنني أريد أن أعترف انه لو أزلنا العامل الاعلامي من الموضوع و هو اعلام كاذب سنجد أن الموالاة للأسد ما زالت الاغلبية في الشعب السوري

  3. يقول محمد العربي:

    لن يكون هناك حل سياسي ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل اسقاط النظام والأيام بيننا

إشترك في قائمتنا البريدية