“مجلس الحرب” يفقد السيطرة والمجهول يحيط بـ”المخطوفين”.. ومصدر في “الكابينت”: قد نشهد وجهاً آخر لبايدن

حجم الخط
0

لم يكن هذا مقصده، لكن المعنى الفعلي والأرجح بالتورط مع إيران، وخصوصاً إذا جاء رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني في نهاية الأسبوع، هو تعميق أزمة المخطوفين إلى درجة خطر تحول كل منهم إلى رون أراد. وفي موازاة ذلك، سيتم دفع حماس إلى أسفل قائمة الأهداف دون أن تعالج لصالح حرب إقليمية يصعب رسم حدودها.
إن رداً إسرائيلياً قريباً وقوياً في إيران، الذي حسب بعض المصادر يتفق عليه أعضاء مجلس الحرب، قد يجسد حلم السنوار في توحيد الساحات، و هماو لم ينجح في تحقيقه في 7 أكتوبر. في مثل هذه الحالة، سيتحول من جهادي مارق وسادي يستقبل العالم العربي أفعاله البربرية بإدانة، إلى جزء من تحالف منظم ومدرب ينثر النار والرصاص على إسرائيل، بتأييد روسيا.وهو في هذه الحالة لن يتوجه إلى صفقة، والحل المفضل لدى اليسار حول قضية المخطوفين، الذي هو أيضاً حل طبقه اليمين حتى وقت متأخر، لن يخرج إلى حيز التنفيذ بسبب أفضلية الساحات وخطورتها.
الآن وحتى قبل انزلاق إسرائيل وإيران إلى حرب، لا يوجد عمل عسكري حقيقي في قطاع غزة. الأحاديث عن رفح أصبحت مهزلة مأساوية، زادت من تآكل الثقة والردع الإسرائيليين. المساعدات الإنسانية تزداد بصلة مباشرة مع خفوت مكانة إسرائيل في العالم، التي أصبحت توصف بأنها دولة لمجرمي حرب وتجوّع مليوني فلسطيني.
كيف ينوي مجلس الحرب، الذي قرر في بدايتها أن يركز الجهود على الجنوب، هزيمة منظمة إرهابية تقف أمامه منذ نصف سنة، في الوقت الذي يغرق فيه في حرب مع دولة إقليمية عظمى؟ وذلك بدون الدخول إلى قضية الولايات المتحدة التي تعارض الهجوم الإسرائيلي بشكل صريح. ما يزال الرئيس الأمريكي ملتزماً في هذه المرحلة على الأقل، بمواصلة الدفاع عن إسرائيل، “لكنه قد يكون في مكان آخر بعد أسبوعين”، اعترف مصدر في الكابنيت.
يعتمد مجلس الحرب على تقدير لدى جهاز الأمن يقول إن رد إيران لن يؤدي إلى الحرب الإقليمية. فهؤلاء هم نفس المقدرين الذين لم يتنبأوا بالهجوم غير المسبوق من قبل إيران بعد عملية اغتيال زاهدي التي لم تعترف بها إسرائيل (دون الحديث عن الخطأ الأول الذي لا يغتفر في 7 أكتوبر). وحسب الكابنيت، فإن الحل لهذا الخطأ المستمر لأي سبب هو تعمق الدخول إلى متاهة إيران. هذه الخطوة سترفع احتمالية انضمام حزب الله، الذي ينهك إسرائيل منذ نصف سنة، وبجهود متوسطة أدى إلى إخلاء نحو 60 ألف مواطن من بيوتهم. يصعب التملص من الانطباع بأن مجلس الحرب قد فقد السيطرة على إملاء الأحداث، ويتصرف الآن كمن يرد بشكل مندفع وبدون استراتيجية. أعضاؤه أسرى لمشاعر القتال والانتقام، ولا يطرحون أي مبررات مناسبة، خصوصاً إزاء حجم الأخطار وتداعياتها. في حين أن أشخاصاً يمينيين مثل جدعون ساعر ويوسي كوهين، شككوا في توقيت رد إسرائيل وشجاعته، وذكر فيغدور ليبرمان بأهمية الاستماع للولايات المتحدة، فإن الضغط على نتنياهو من قبل أعضاء الائتلاف آخذ في الازدياد. إن تأييد غباء الرد في إيران يبدو دليلاً على الارتباط بالحكومة وكابنيت الحرب وقيادة جهاز الأمن أكثر منه من موقف أيديولوجي، وبالأحرى موقف منطقي.
قال وزير من الليكود إنه “من الجيد أن هاجمت إيران إسرائيل وفتحت الجبهة معها، ومن الجيد الرد عليها. إن احتواء هجوم إيران وتأخير النهاية إلى أن يصبح هذا الوحش كبيراً جداً عندما يقرر مهاجمتنا، يساوي السياسة الذليلة التي ميزت نتنياهو خلال سنوات وأدت إلى 7 أكتوبر”.
إذا كان هناك أمل يمكن التمسك به فهو ثرثرة نتنياهو، التي تبشر بمزيد من التأجيل والضبابية في الوعي. الأحد الماضي، أعلن رئيس الحكومة استدعاءه المعارضة لإحاطتها قبل الهجوم. يئير لبيد، الذي ينطبق عليه تعريف “رئيس المعارضة”، لم يحصل على دعوة؛ وجدعون ساعر الذي كان قبل شهر عضواً في “الكابنت الواسع”، استُدعي، لكن ألغي اللقاء؛ وهكذا مع ليبرمان أيضاً، ولم يتم عقد لقاء حتى الآن بشكل غريب تماماً ويدل على مستوى خطورة الأحداث، ويمكن للمرء الأمل بأن يتم ابتلاع الضجة في مصفوفة أكاذيب نتنياهو هذه المرة أيضاً. والفرص في هذه المرة، يا للرعب! ضعيفة.
رفيت هيخت
هآرتس 18/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية