عمان: أجرى الأردن واليونان، الإثنين، مباحثات تناولت تطورات الأوضاع في قطاع غزة والجهود المبذولة لوقف الحرب و”الكارثة الإنسانية” التي تنتجها.
جاء ذلك خلال لقاء بين وزير خارجية البلدين، الأردني أيمن الصفدي، واليوناني يورجوس يرابيتريتيس، في إطار زيارة غير معلنة المدة، يجريها الأخير إلي المملكة، وفق بيان للخارجية الأردنية.
وفي مؤتمر صحافي ثنائي عقب اللقاء، قال الصفدي إن هذه الزيارة كان لها “أجندة واحدة، وهي البحث في الأوضاع الكارثية التي تستمر في قطاع غزة”.
إلى جانب “الجهود التي نعمل وفقها من أجل إنهاء هذه الكارثة ووقف هذا العدوان، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري وعاجل”، وفق البيان.
وأضاف: “تحدثت ومعالي الوزير (اليوناني) عن كارثية الوضع في غزة وما يحمله من خطر توسع هذه الحرب، وما له من أثر دماري على صدقية القانون الدولي، وعلى مكانة العديد من الدول في منطقتنا بشكل عام”.
وتابع: “موقفنا في المملكة واضح ثابت منذ بدء العدوان، وهو الوقف الفوري لهذا العدوان ورفض أي تبرير أو أي ذريعة لإطالته، واعتماد آليات فورية وفاعلة لإدخال كل ما يحتاجه قطاع غزة (..)”.
واعتبر أن “أي حديث ما بعد ذلك يجب أن يرتكز إلى مجموعة من المبادئ التي كانت أعلنتها المملكة وفي أولها عدم قبول أي دور أمني لإسرائيل في غزة، وتواجد إسرائيلي في غزة، والتعامل مع غزة كجزء من الأرض الفلسطينية المحتلة”.
واستدرك “أي مقاربة مستقبلية يجب أن تكون مقاربة تستهدف حلاً شاملاً للصراع على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.
وزاد: “هذه الحرب لن تجلب إلى إسرائيل أمناً، هذه الحرب تهدد أمن المنطقة برمتها، وآن وقت أن يتحمل مجلس الأمن والمجتمع الدولي كله مسؤوليته وأن يتخذ قراراً بوقف هذا العدوان”.
وحول دعم الدعوى المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، قال الصفدي “66 دولة أعلنت تأييدها للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا مقابل 8 دول فقط أعلنت عدم تأييدها لها، وسنقدم المرافعة القانونية وفق آليات عمل المحكمة وهذه المرافعات لا تقدم الآن”.
وأوضح قائلا إن “المحكمة الآن استمعت إلى جنوب إفريقيا وإلى إسرائيل وستصدر قريباً حكمها فيما يتعلق بالإجراءات التدبيرية التي طلبتها جنوب إفريقيا، بعد ذلك تطلب المحكمة من الدول الأعضاء فيها أن تقدم مرافعاتها وعندما تطلب ذلك نقدم مرافعتنا وسنعكس الموقف الأردني الثابت والواضح (..)”.
المؤتمر الصحافي المشترك لنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين @AymanHsafadi ونظيره وزير الخارجية اليوناني يورجوس يرابيتريتيس، اليوم في مقر الوزارة.
الصفدي:
– الحرب على #غزة لن تجلب إلى إسرائيل أماناً، هذه الحرب تهدد أمن المنطقة برمتها، وآن الوقت لتحمل #مجلس_الأمن… pic.twitter.com/xadWGjnitw— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) January 15, 2024
وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب شرسة منذ أكثر من 3 أشهر.
وعقدت محكمة العدل الدولية في لاهاي، يومي 11 و12 يناير/كانون الثاني الجاري، جلستي استماع علنيتين للنظر في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
من جانبه، قال يرابيتريتيس: “نريد أن نعبر عن امتنانا للأردن في دوره لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، الأردن من الجهات الفاعلة الأساسية في المنطقة”.
“نحن نتشارك في رؤية مشتركة بأن تكون المنطقة مستقرة خالية من الحروب و النزاعات، والمتطلب السابق لذلك هو إيجاد حل مستدام للقضية الفلسطينية”، أضاف الوزير اليوناني وفق البيان.
وأكد أن “سيناريوهات الترحيل غير مقبولة وأن النزوح غير مقبول، وقال: “بدأنا نقاشات جدية فيما بعد ذلك ولدينا منظور للسلام في المنطقة، ونحن نؤمن بدور السلطة الفلسطينية بهذا الصدد، وسوف يكون أساسياً”.
ولم يحدد البيان الأردني موعد وصول الوزير اليوناني إلى المملكة أو مدة زيارته لها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الاثنين 24 ألفا و100 شهيدا و60 ألفا و832 مصابا، وتسببت بنزوح أكثر من 85 في المئة من سكان القطاع (نحو 1.9 مليون شخص)، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
(الأناضول)
