ماكرون ينتقد الدعوات في لبنان إلى عودة اللاجئين السوريين

حجم الخط
0

نيويورك: انتقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، الدعوات في لبنان إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، بعد أن ألقى كلمته أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية.

ودعا مسؤولون لبنانيون، مراراً، المجتمع الدولي إلى تأمين عودة اللاجئين إلى مناطق توقفت فيها الحرب بسوريا.

وتساءل ماكرون مستنكراً: “الآن، وفي مثل هذا الوقت نطالب اللاجئين السوريين بالعودة إلى سوريا!”. وشدد على أنه “لا يمكن أن يعود هؤلاء اللاجئون قبل وجود حل مستدام للأزمة في بلدهم”.

ويقدر لبنان عدد اللاجئين السوريين على أراضيه بقرابة المليون ونصف المليون، بينما تقول الأمم المتحدة إنهم أقل من مليون.

وتشكو السلطات اللبنانية من ضغط اللاجئين على موارد البلد المحدودة، في ظل مساعدات دولية غير كافية.

وقال ماكرون إن “فرنسا ملتزمة بمساعدة لبنان، لكننا بحاجة إلى حل مستدام للأزمة السورية”. وتساءل: “هل تعتقدون أن دفع اللاجئين إلى العودة إلى سوريا، وبعد ما يحدث في إدلب هو حل مستدام ؟”.

وتعرضت إدلب، أخر معقل للمعارضة، لهجمات دموية من قوات النظام، قبل أن تتوصل تركيا وروسيا إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة بإدلب.

وأردف ماكرون “من المستحيل أن يعودوا بدون إيجاد حل سياسي مستدام.. هناك قانون دولي يجب احترامه هنا، كما يجب احترام كرامة اللاجئين”.

من المستحيل أن يعودوا بدون إيجاد حل سياسي مستدام.. هناك قانون دولي يجب احترامه هنا، كما يجب احترام كرامة اللاجئين

وعادت دفعات من السوريين من لبنان إلى سوريا، بتنسيق بين السلطات اللبنانية والنظام السوري، ولا يتوفر إحصاء بشأن عددهم.

ووجه صحافيون أسئلة إلى ماركون بشأن تباين موقفي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية إزاء ملفات، منها إيران والتغير المناخي.

وأجاب بأن “فرنسا لن تعقد صفقات تجارية مع أي دولة ترفض اتفاق تغير المناخ”، في إشارة إلى الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق.

وفيما يتعلق بإيران، دافع ماكرون عن الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران، عام 2015، مع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا. وأعرب عن أمله في أن تعود واشنطن إلى الاتفاق، الذي انسحبت منه، في مايو/ أيار الماضي.

وتابع: “أعتقد أن العقوبات الأمريكية المزمع فرضها على إيران، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، سيكون لها تداعيات”. ومضى قائلاً: “وإن كنت لا أشارك واشنطن في استراتيجيتها تلك… أعرف أن أسعار البترول سترتفع، ونحن نريد خفضا لأسعار البترول، لكن نحن في النهاية أمام مسألة عرض وطلب”.

وأضاف: “نحن على خلاف مؤسسي مع واشنطن في التعامل مع إيران، صحيح أن واشنطن تريد من طهران ضمانات (بشأن برنامجيها النووي والصاروخي) وهذا أيضا ما نريده، لكننا نختلف في الطرق المؤدية إلى ذلك، ويحدونا الأمل في إيجاد الحل”.

وقال ماكرون إنه “يشعر بالأسف إزاء تصرفات أمريكا تجاه أونروا ويونسكو”.

وأوقفت واشنطن، الشهر الماضي، كامل تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وانسحبت العام الماضي من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

( الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية