ليبيا: تسجيل 7 إصابات على الأقل إثر اشتباكات مسلحة في مدينة الجميل

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»: شهدت مدينة الجميل الواقعة جنوب مدينة زوارة، اشتباكات متفرقة بين مسلحين داخل المدينة أسفرت عن إغلاق المؤسسات التعليمية والمحال التجارية وأضرار متفاوتة لأملاك المواطنين داخل المدينة.
وأكد عميد بلدية الجميل، فتحي الحمروني، عودة الهدوء بعد الاشتباكات التي شهدتها المدينة عصر الأمس.
وأعلن تسجيل 7 إصابات على الأقل بشكل أولي جراء الاشتباكات، مشيرًا إلى أن الجماعات المسلحة أطلقت الرصاص بشكل عشوائي تجاه المباني السكنية والمؤسسات المدنية والحكومية ومن ضمنها مبنى البلدية.
وتشهد مدينة الجميل حالة هدوء حذر بعد ساعات من المناوشات. ومن جراء حالة التوتر، أعلنت مراقبة التعليم بالمدينة إيقاف الدراسة الأربعاء وتأجيل الامتحانات إلى حين إشعار آخر.
وبحسب مصادر صحافية، فقد توجهت فرق الإسعاف بمركز طب الطوارئ المنطقة الغربية للمدينة بهدف إخراج العالقين والمصابين في مناطق الاشتباكات.
وأعلن الناطق باسم مركز طب ودعم الطوارئ مالك مرسيط، إرسال تسع سيارات إسعاف إلى بلدية الجميل غرب العاصمة طرابلس.
وأوضح في تصريح صحافي، أن المنطقة تشهد هدوءاً حذراً وترقباً، مع توقف للاشتباكات، وإرسال فرق طبية وسيارات إسعاف تمركزت داخل مستشفى الجميل لتقديم المساعدة، تحسباً لأي طارئ.
وأمس، أعلن أهالي وبلديات الجميل والمنشية ورقدالين وزلطن، دخولهم في اعتصام كامل بجميع المؤسسات المدنية وقفل جميع منافذ مدنهم.
وقال الأهالي في بيان لهم، إن الاعتصام سيطبق وفقاً لخطة أمنية تضعها المديرية وأجهزتها، حتى تضع وزارة الداخلية حلاً عاجلاً ونهائياً للتشكيلات المسلحة غير المنضبطة وما يحدث من تجاوزات أمنية.
واستثنى الأهالي من المؤسسات المعتصمة ما يتعلق منها بالأمور الإنسانية والضرورية، مثل الصحة والتعليم والأمن، حتى تنفيذ مطالبهم.
وتتضمن المطالب أيضاً تحسين الوضع الأمني بالمدينة عبر دعم المديرية وأجهزتها الأمنية أو بدمج المديريات بالمنطقة، محذرين من تصعيد موقفهم إذا لم تنفذ المطالب خلال 72 ساعة، وفق البيان.
وفي نيسان/أبريل الماضي، أكدت مصادر محلية في تصريحات لـ”القدس العربي” وفاة الطفل محمد ناجي الغويل، مُتأثرًا بإصابته جراء رصاصة طائشة، إثر الاشتباكات التي شهدتها المدينة.
وأصيب الغويل برصاصتين في الرأس والقدم خلال وجوده في محل إقامته، وجرى نقله إلى مستشفى وإدخاله غرفة العناية الفائقة.
وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 3 شباب آخرين، وتدمير عدد من السيارات وقطع عدد من أسلاك الكهرباء في المنطقة.
وتقوض هذه الخروقات الأمنية فرص نجاح التسويات والمبادرات الطامحة لإيصال ليبيا إلى بر الأمان والمتمثل في انتخابات حرة ونزيهة.
وفي الثاني من آذار/مارس، أفادت مصادر محلية بمدينة الزاوية بسقوط قتيل وإصابة آخر بعد تعرضهما لإطلاق النار في منطقة الحرشة.
وأضافت المصادر أن مسلحين قاموا بإغلاق الطريق الساحلي في الاتجاهين على خلفية الحادثة، مشيراً إلى أنه جرى في الوقت نفسه استهداف محطة توزيع وقود غير رسمية في منطقة الحرشة، ما تسبب في تصاعد النيران منها.
ودائماً ما تشهد مدينة الزاوية اشتباكات متكررّة، حيث شهدت في فبراير، مواجهات مماثلة بين قوات “أبوراس” وقوات “القصب”، وهما من أكبر القوات المسيطرة على المدينة والمتمركزة داخلها.
وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت السلطات الأمنية بالعاصمة الليبية طرابلس، العثور على 10 أشخاص مقتولين داخل منزل في منطقة أبوسليم، في ظروف غامضة، من بينهم عناصر تابعة لجهاز دعم الاستقرار، وهو مؤسسة أمنية تأسست بموجب قرار من المجلس الرئاسي.
وقالت مديرية أمن طرابلس، في بيان، إن هوية الجهة المنفذة للجريمة لا تزال مجهولة والأسباب غامضة، لكنها أشارت إلى إمكانية تورط مجموعة مسلّحة، موضحة أن القتلى تعرضوا للرمي بالرصاص وأصيبوا بأعيرة نارية.
كما أنه وقبل أكثر من شهر اندلعت اشتباكات عنيفة في معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس، أدت إلى إغلاق المعبر أمام حركة عبور المسافرين حتى يومنا هذا، حيث وثقت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة محترقة في رأس جدير، وأصوات إطلاق نار، وأشخاصاً يركضون.
وفي شباط/فبراير الماضي، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن، تمديد حالة الطوارئ في ليبيا عاماً آخر، إلى ما بعد الـ 25 من شباط/فبراير 2025، وإحالة إشعار التمديد إلى الكونغرس الأمريكي. ووفقاً للبيت الأبيض، فقد ذكر بايدن في رسالته إلى الكونغرس أن رفع العقوبات السارية يهدد بالتصعيد العسكري داخل ليبيا، وأن الوضع فيها ما يزال يشكل تهديداً كبيراً للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأضاف في رسالته، أن من سماهم رافضي الحوار ومعرقلي التحول الديمقراطي ما زالوا مهتمين باستغلال ثروات الشعب الليبي لتعزيز مصالحهم الضيقة وإدامة الصراع في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية