لوس أنجليس تايمز: تحرك بايدن لوقف شحنات أسلحة إلى إسرائيل متواضع ولنأمل بأن يكون فعالا

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” افتتاحية علقت فيها على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن لشبكة “سي أن أن” من أنه سيفرض قيودا على شحن الأسلحة لإسرائيل إذا اجتاحت مدينة رفح.

وقالت الصحيفة: “بتعليقه شحنة من القنابل، زنة الواحدة منها 2000 رطل، بدأ الرئيس بايدن بممارسة النفوذ الأمريكي لمنع اجتياح واسع لرفح، الملجأ الأخير في غزة لحوالي مليون فلسطيني شردهم الدمار الإسرائيلي في القطاع المحاصر”، وهو “التحرك في الاتجاه الصحيح، مع أن إسرائيل قد يكون لديها ترسانة من الأسلحة للمضي قدما” في غزوها لرفح.

وتضيف الصحيفة أن بايدن حاول بناء توازن حذر بين دعمه جهود إسرائيل لتدمير حركة حماس في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، والضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتقليل من الضحايا المدنيين. و”حتى الآن، جاءالضغط على شكل كلام، وتقترب حصيلة القتلى في غزة من 35,000 شخص، وتم محو معظم القطاع. ويواجه الناجون الجوع لأن إسرائيل تسيطر على معابر نقل الطعام والمساعدة الإنسانية. وقد نجحت الضغوط من بايدن لإعادة فتح بعضها، لكن إسرائيل لا تزال تتحكم بطريقة استخدامها”.

وشنّت إسرائيل غارات على رفح ودخلت قواتها ودباباتها المنطقة يوم الثلاثاء، لكن لم يبدأ بعد أي هجوم بري شامل.

وفي يوم الأربعاء، قال بايدن علنا ولأول مرة، إن الولايات المتحدة ستوقف بعض الأسلحة الهجومية، لو شنت إسرائيل هجوما على رفح. وبناء على ضغوط من بايدن، أقر الكونغرس الشهر الماضي حزمة مساعدات لإسرائيل بـ26 مليار دولار، ويقول مسؤولو الإدارة إن الرئيس سيرسلها بالكامل. وفي الوقت الحالي، فوقف إرسال الأسلحة هو بمثابة دعم للتحذيرات الأمريكية ضد غزو رفح.

وتضيف الصحيفة أن هناك سوابق لوقف إرسال الأسلحة إلى غزة، ففي عام 1981 أوقف الرئيس رونالد ريغان شحنة من طائرات “أف-16”  ردا على القصف الإسرائيلي لبيروت.

وأوقف في العام الذي تلاه شحنة من القنابل العنقودية. وطلب ريغان، من رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه مناحيم بيغن، وقف “الهولوكوست” في لبنان، وطالب بايدن الذي كان في حينه سناتورا أن يوقف بيغن بناء المستوطنات في الضفة الغربية. لكن بيغن قال لاحقا إن بايدن كان مصرا للدفاع عن إسرائيل ضد الغزو بحيث أقنعه للتوقف عن مطلبه. وبحسب بيغن الذي مات عام 1992، فقد قال بايدن إنه سيستخدم القوة لمنع غزو ضد إسرائيل، حتى لو أدى هذا إلى مقتل النساء والأطفال.

واستعاد بيغن ما قاله لبايدن: “حسب قيمنا” فإنه “من المحرم التسبب بضرر للنساء والأطفال حتى في الحرب، وأحيانا هناك ضحايا بين المدنيين في الحرب، لكن من المحرم التعبير عن الرغبة لعمل هذا، وهذا مقياس للحضارة  الإنسانية بعدم الإضرار بالمدنيين”.

وتعلق الصحيفة أن المقياس كسر عدة مرات منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كسرته حماس أولا، ولكن إسرائيل كسرته المرة تلو الأخرى.

وحاول بايدن العجوز والحكيم، بحسب وصف الصحيفة، تذكير نتنياهو بضرورة الالتزام بهذا المقياس ولكنه فشل. ولنأمل أن وقف شحنة القنابل، مهما كانا متواضعا ومؤقتا يكون بمثابة تذكير فعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية