لإسرائيل: إما العمال الفلسطينيون أو فتح جبهة حرب جديدة في الضفة

حجم الخط
0

مرت خمسة أشهر منذ نشوب الحرب وإسرائيل تمنع دخول العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية للعمل في إسرائيل. إضافة إلى ذلك، تصر إسرائيل على قرارها اقتطاع القسم الذي يحول كل شهر لقطاع غزة من أموال السلطة الفلسطينية التي تجبيها من الضرائب. صحيح أن هناك تسوية بموجبها “يركن” المال المخصص لغزة في النرويج التي ضمنت مع الولايات المتحدة بألا يحول إلى غزة عبر السلطة. غير أن هذا المال ضروري للسلطة حتى تدفع رواتب موظفيها الذين يسكنون في غزة ولنفقات أخرى كتمويل المستشفيات.

هذه السياسة تمس باقتصاد السلطة القابع في خطر الانهيار، وقد تُدهور الوضع الأمني في الضفة وتفتح باب جبهة حرب جديدة. أكثر من 100 ألف عامل فلسطيني يدخلون إلى إسرائيل بتصريح بقوا بلا مصدر رزق منذ 7 أكتوبر. لشدة العبث، يسمح لهم بالعمل في المستوطنات.

على الحكومة ألا تغض نظرها عن المعنى الاقتصادي الذي يمس بمصدر رزق قسم كبير من السكان الفلسطينيين. لإسرائيل مسؤولية عن المناطق المحتلة وعن الاقتصاد الفلسطيني؛ إذ لا يمكنها التحرر منه، رغم الحرب. السلطة ليست مقاولاً للحرب ضد الإرهاب، يمكن إهمالها وإبداء نكران للجميل تجاهها. لإسرائيل مصلحة والتزام للحفاظ على الاستقرار في الضفة.

ليس اقتصاد السلطة الفلسطينية وحده هو ما يتضرر عقب منع دخول العمال الفلسطينيين؛ فالاقتصاد الإسرائيلي متعلق بهم، وأساساً في فرعي البناء والزراعة، اللذين لحقت بهما أزمة منذ بداية الحرب. ووفق حسابات القسم الاقتصادي الرئيس في المالية، فإن الضرر اللاحق بالإنتاج في فروع البناء والصناعة والزراعة عقب غياب العمال الفلسطينيين، يتجاوز مستوى الثلاث مليارات شيكل في الشهر في المدى القصير. إن تمسك الحكومة بسياسة شبه الحصار على الضفة دليل على أن كارثة 7 أكتوبر لم تحطم مفهوم نتنياهو، إذ إنه لا يكفي تغيير النهج بالنسبة لحماس. رأى نتنياهو في حماس بالفعل ذخراً، وعمل على تعزيزها وأتاح تمويل تسلحها، وأوهم إسرائيل بأن حماس مردوعة. غير أن لعقيدة نتنياهو كان أقنومان: تعزيز حماس، وإضعاف السلطة.

إن إسرائيل بعد 7 أكتوبر كان ينبغي لها أن تفهم بأن عليها تغيير النهج إزاء السلطة الفلسطينية وتعزيزها إلى جانب الحاجة للقتال ضد حماس. مع دخول شهر رمضان، على إسرائيل أن تسمح بدخول مضبوط للعمال الفلسطينيين وفقاً للمعايير التي وضعها جهاز الأمن الذي يؤيد دخولاً تدريجياً للعمال والسماح للفلسطينيين في “المناطق” [الضفة الغربية] لنيل الرزق بشرف.

أسرة التحرير

 هآرتس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية