كأس عالم مصغرة!

حجم الخط
0

يترقب العالم انطلاق مونديال البرازيل 2014 بعد أقل من شهر، القرعة كانت قد أسفرت عن مجموعات تليق بنصف نهائي كأس العالم، ومجموعات يراها البعض لا تضم أي فريق يستحق التأهل من الدور الأول، ومن المجموعات التي تليق بنصف نهائي كأس العالم المجموعة الرابعة.
هذه المجموعة تضم 7 ألقاب مونديالية، حيث ايطاليا الفائزة بأربع كؤوس، وانكلترا صاحبة الكأس الواحدة، والأوروغواي صاحبة البطولتين والمتوجة عام 1950 في أرض البرازيل، علماً أنها أول بطل للعالم عام 1930، أما المنتخب الرابع فهو الحلقة الأضعف كوستاريكا.
منتخب ايطاليا يأتي هذه المرة بتشكيل يعتمد في قوته على خط الوسط، وهي محاولة جديدة من تشيزاري برانديلي لتكرار فكرته في أمم أوروبا 2012، فخط وسط يضم بيرلو ودانييل دي روسي ومونتيليفو وفيراتي وموتا وكاندريفا هو خط وسط قادر على إخفاء عيوب المهاجمين. وإن كانت ايطاليا تدخل هذه البطولة من دون سلاحها المعتاد وهو خط الدفاع حيث لا تملك أي مدافع بجودة عالمية، لكن شخصية اللاعبين وخبرتهم وتفوقهم التكتيكي يعطيهم أفضلية في هذه المجموعة.
أما المنتخب الإنكليزي فيدخل البطولة بعكس عقلية مدربه المخضرم، فالرهان على الشباب والتفاؤل كبير بأن ينجح ستاريدج ورحيم وباركلي ولالانا بتقديم مستوى كالذي قدموه في بطولة الدوري الانكليزي، وبالتالي يرفعون من حظوظ الأسود الثلاثة، في حين أن القلق واضح من تراجع لاعبي مانشستر يونايتد وين روني وفل جونز، إضافة أن خط الدفاع لا يملك تلك الأسماء التي عرفت بثقلها.
الأوروغواي، مفاجأة مونديال 2010 تريد تكرار الحكاية، وهي تملك أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لويس سواريز والمتعطش لرد اعتباره ادينسون كافاني بعد الموسم السيئ في سان جيرمان إضافة لقائد دفاع أتلتيكو مدريد دييغو غودين. ويتسلح الأوروغواي بلعبه في قارة أمريكا الجنوبية، وأثبت عناده هناك في كأس القارات 2013 التي خرج منها بصعوبة بالغة أمام البرازيل.
منتخب الغموض في هذه المجموعة هو كوستاريكا، يأتي ومعه عدة لاعبين محترفين، لكن في بطولات مغمورة، وقد يكون براين رويز لاعب ايندهوفن وجويل كامبل لاعب أولمبياكوس هما أفضل ما لديه، وقد يحصل على نقطة واحدة بتعادل ما، لكنه تعادل قد يعني خروج من تعثر أمامه.
ومشكلة الطليان والإنكليز أمام الأوروغواي بأن هذا المنتخب ذكي، فهو ليس مجرد لاعبين مهاريين كغيرهم من منتخبات أمريكا الجنوبية، وهو ما سيجعل المباريات الثلاث بين هذه الفريق قمة في كرة القدم على طريقة الشطرنج، فحجر واحد يستخدمه أي من المدربين بشكل خاطئ قد يعني الإطاحة برأس الفريق كله.
ترتيب المباريات كالعادة قد يخدم فريقاً على حساب فريق، ولعب ايطاليا أمام انكلترا في المباراة الافتتاحية يجعل للأوروغواي حظوظاً أفضل في حال فوز كل منهما على الآخر، فتعادله في المباراتين التاليتين سيجعله يتأهل، الأمر الذي يذكر بسيناريو الإطاحة في الأرجنتين عام 2002 التي خسرت مباراة واحدة وتعادلت الأخرى مع السويد وفازت على نيجيريا، لكن تمت الإطاحة بها لأن السويد خطفت تعادلين وانتصار.
عند السؤال عن المرشحين للفوز بمونديال 2014 فإن اسم ايطاليا وانكلترا يجب ذكره ولو مجاملة، وعندما تقام البطولة في أمريكا الجنوبية يصبح واجباً ذكر الأوروغواي، وبالتالي فهذه مجموعة فيها 3 مرشحين لعمل شيء كبير في هذه البطولة، ما يجعلها بالتأكيد نصف نهائي مبكر لمونديال البرازيل.

محمد عواد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية