في الذكرى التاسعة لنشوب النزاع… الحوثيون يطالبون السعودية بالمضي بموضوع السلام

أحمد الأغبري
حجم الخط
0

صنعاء – «القدس العربي»: قالت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) إن ما تحقق مع السعودية في مفاوضات السلام هو الوصول إلى اتفاق مبادئ وإطار عام عن الشق الإنساني. في الأثناء، وبالتزامن مع الذكرى التاسعة لنشوب النزاع في اليمن جددت منظمة العفو الدولية دعوتها لإنشاء آلية مساءلة دولية مستقلة تمهّد الطريق للمساءلة الجنائية.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى الحاكم في مناطق سيطرة الجماعة في اليمن، محمد علي الحوثي: “في المفاوضات السياسية وصلنا مع السعودية إلى اتفاق مبادئ وإطار عام عن الشق الإنساني وهو أولوية بالنسبة لنا”.
وتبادلت الوفود السعودية والحوثية اليمنية الزيارات الرسمية بين الرياض وصنعاء خلال عام 2023، وتوجت تلك الزيارات بزيارة لوفد حوثي للرياض في سبتمبر/ أيلول أجرى خلالها مباحثات رسمية.
وطالب محمد علي الحوثي، في مقابلة مع قناة المسيرة التابعة للجماعة، السعودية أن تحرك موضوع السلام وتمضي فيه.
ويمثل، اليوم الثلاثاء، الذكرى التاسعة لبدء العمليات العسكرية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أو ما يطلق عليه الحوثيون “اليوم الوطني للصمود”.
وقال الحوثي إنه طالب السعودية بعدم السماح للطيران الأمريكي باستخدام أراضيها أو أجوائها في العدوان على اليمن.
وقال: “الحاصل بين اليمن والسعودية هو خفض التصعيد وليس هدنة”.
وقال: “لا يمكن الدخول في أي مفاوضات قبل أن نمضي حل الملف الإنساني الذي يتضمن صرف المرتبات وإعادة الكهرباء وتقديم الخدمات”.
كما قال إنهم يواجهون أمريكا وبريطانيا والعدو الإسرائيلي “نصرة لإخواننا في غزة ومساندة لهم”.
ومنذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني بدأ الحوثيون عملياتهم في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والمتجهة إلى موانئ إسرائيل “تضامنًا مع غزة” التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
ومنذ 12 يناير/ كانون الثاني بدأ الجيشان الأمريكي والبريطاني ضربات صاروخية وغارات جوية ضد ما يعتبرانه أهدافًا عسكرية للحوثيين. ومنذ ذلك الحين اعتبر الحوثيون السفن الأمريكية والبريطانية أهدافًا عسكرية مشروعة.
في السياق، التقى المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، أمس الإثنين، في مسقط، وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي. وقال بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، إنه التقى، أيضًا، بعدد “من كبار المسؤولين العُمانيين الآخرين لمناقشة التطورات الأخيرة، والحفاظ على الدعم الإقليمي، والبحث عن سبل نحو عملية السلام اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وبمناسبة الذكرى التاسعة لنشوب النزاع في اليمن، جددت منظمة العفو الدولية، أمس الإثنين، “دعوتها للمجتمع الدولي لإنشاء آلية مساءلة دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الأكثر خطورة للقانون الدولي المرتكبة على مدى السنوات التسع الماضية والإبلاغ عنها علنًا، علاوة على جمع الأدلة والمحافظة عليها من أجل المقاضاة الجنائية والمطالبات بالتعويض في المستقبل”.
وقالت في بيان: “إن ملايين اليمنيين ما زالوا يتحملون العواقب طويلة الأمد المترتبة على النزاع الدائر المدمر على خلفية التقاعس المزمن لأطراف النزاع عن توفير العدالة وسبل الانتصاف لضحايا الجرائم بموجب القانون الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان”.
وقالت غراتسيا كاريتشيا، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: “مع أنّ وقفًا لإطلاق النار المستمر بحكم الأمر الواقع أدى إلى تراجع الأعمال العدائية قياسًا بالأعوام السابقة، يواصل أطراف النزاع في اليمن شن هجمات وارتكاب عمليات قتل غير قانونية مع الإفلات من العقاب وتقييد حرية التنقل وتسليم المساعدات”.
وحذرت من تأثير الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على أهداف حوثية على الوضع الإنساني.
وقالت: “ويواجه اليمن أصلًا إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ويزيد التصعيد العسكري الأخير في البلاد، في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على أهداف حوثية، من خطر تفاقم وضع خطير أصلًا بالنسبة على السكان المدنيين”.
وطبقًا للبيان، فإن التوثيق المستمر الذي تقوم به المنظمة “يوضح كيف أن مناخ الإفلات من العقاب المستشري في اليمن قد شجّع مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان على الانتهاكات، ومن ضمنها الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، والتعذيب، والمحاكمات الجائرة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، أو الصحافيين، أو أي شخص يُنظَر إليه كخصم أو منتقد لمختلف السلطات الموجودة على أرض الواقع”.
وأضافت غراتسيا كاريتشيا أنه “من الضروري جدًا إنشاء آلية مساءلة دولية مستقلة تمهّد الطريق للمساءلة الجنائية وتُقدِّم سبل انتصاف فعالة إلى الضحايا لوضع حد لدوامة الإفلات من العقاب”.
وأضافت: “باستمرار المجتمع الدولي بتجاهل المساءلة، فهو لا يخذل الضحايا في اليمن فحسب، بل يُغذي أيضًا مناخًا عامًا للإفلات من العقاب لا تشهد في ظله الجرائم بموجب القانون الدولي أي تراجع في اليمن وسواه”.
ووفقًا للأمم المتحدة فإن حرب اليمن خلقت أسوأ مأساة إنسانية من صنع البشر في التاريخ الحديث، وتسببت هذه الحرب في تهجير نحو 4.5 ملايين نسمة، ووجود أكثر من 70 ألف لاجئ وطالب لجوء استناداً إلى أرقام مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وحسب الأمم المتحدة فإن 18.2 مليون شخص بحاجة للمساعدة والحماية. ويواجه ما لا يقل عن 17.6 مليون شخص حاليًا انعدام الأمن الغذائي والتغذية، في حين أن نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون قصورًا متوسطًا أو شديدًا في النمو بسبب انعدم الأمن الغذائي.
على صعيد أزمة البحر الأحمر، قال محمد علي الحوثي في المقابلة مع قناة المسيرة، إن هناك تضمينًا للصينيين والروس مثلما لكل الدول بشأن سلامة الملاحة البحرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية