قيادة الجيش السوداني تبلغ حكومة جنوب السودان استعدادها لتوقيع وثيقة «العمليات الإنسانية» مع الحركة الشعبية

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ »القدس العربي»: حذر حزب الأمة القومي من تهديد من وصفتهم «المجموعات المتفلتة» لحياة اللاجئين السودانيين في المعسكرات الأثيوبية، الأمر الذي أجبرهم على مغادرتها راجلين بحثا عن ملاذ آمن.
وطالب وكالات الإغاثة الدولية بالإسراع في توصيل المساعدات للمتضررين في كافة المعسكرات داخل السودان وخارجه، مشيرا إلى وفاة عشرات الأطفال يوميا نتيجة الجوع وانعدام الدواء.
بالتزامن، أعلنت الحكومة السودانية استعدادها لتوقيع وثيقة خلال أسبوع، مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الحكومة والحركة بولاية جنوب كردفان.
ويواجه السودانيون أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، في ظل استمرار المعارك وتعثر اتفاق الأطراف المتقاتلة والحركات المسلحة على مسارات وصول آمنة للمساعدات.
وفي السياق قام عضو المجلس السيادي، نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين الكباشي، بإبلاغ رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، أمس الإثنين، استعداد الحكومة لتوقيع وثيقة لإيصال المساعدات الإنسانية مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو. وكان الكباشي الذي يزور جوبا منذ السبت، قد التقى سلفاكير في مقر القصر الرئاسي في جوبا بحضور وزير الدفاع السوداني يس إبراهيم ورئيس مفوضية السلام سليمان الدبيلو.
وقال مستشار الرئيس الجنوب سوداني للشؤون الأمنية توت قلواك أن سلفاكير وجه بضرورة استعجال توقيع الوثيقة لتسهيل وصول الإغاثة للمواطنين في مناطق سيطرة الحكومة وفي مناطق سيطرة الحركة.
وخلال لقاء يعد الأول من نوعه بين قيادة الجيش السوداني والحركة الشعبية -قطاع الشمال، منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان 2023، اتفق الكباشي ورئيس الحركة عبد العزيز الحلو على إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين بشكل فوري. ورحبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» باللقاء الذي انعقد في العاصمة الجنوب سودانية جوبا بين نائب القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمالـ وما نتج عنه من تفاهمات أولية بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الطرفين.
وجددت دعوتها للقوات المسلحة السودانية والدعم السريع للوصول إلى تفاهمات مشتركة تتيح إزالة كافة العوائق التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب وتقليل ويلاتها بإنقاذ أكثر من خمسة وعشرين مليون مواطن سوداني من شبح المجاعة.

حزب الأمة يحذر من مجموعات متفلتة تهدد اللاجئين داخل المعسكرات الأثيوبية

وأشارت إلى أن الحرب دمرت حياة ملايين السودانيين وأحالتها جحيماً، خاصة في مراكز النزوح ومعسكرات اللجوء، مشددة على أن الأوان قد آن بعد مرور أكثر من عام إلى الاستماع لصوت العقل وإسكات دعاة الحرب.
وطالبت باتخاذ خطوات عاجلة وشجاعة تضع حداً لمعاناة السودانيين وإيقاف الحرب والتأسيس لسلام مستدام، مشيرة إلى أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا بالجلوس إلى طاولات التفاوض وتنحية البنادق جانباً.
وأكدت على ضرورة توقيع اتفاق وقف عدائيات يقود إلى حل سياسي تفاوضي ينهي الحرب ويعيد تأسيس وبناء الدولة السودانية ويحقق سلاما عادلا وشاملا.
وقالت قوى الحرية والتغيير إنها تتطلع إلى أن يكون هذا الاتفاق ضوءً في نفق أزمة الحرب وخطوة على طريق وقفها ومعالجة تداعياتها الإنسانية التي تهدد حياة الملايين في مناطق الحرب أو الأنحاء المتأثرة بها وبث أمل جديد للسودانيين بإمكانية تقليل أثرها عبر إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وطالبت طرفي الحرب الإيفاء بالتزاماتهم المبرمة في «منبر جدة» وإيصال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.
وقال حزب الأمة القومي أن الوثيقة المنتظر توقيعها تلامس احتياجات المواطنين المتضررين من الحرب في ظل الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد، داعيا إلى الإسراع في إنزالها لأرض الواقع، استجابة للحاجة الملحة لإنقاذ حياة الآلاف المواطنين الذين يعانون من الجوع والمرض وانعدام الخدمات في مراكز النزوح وفي المدن التي تدور فيها الحرب.
ورأى الحزب أن هذا الاتفاق يعد خطوة مهمة تمهد الطريق للقاءات مستقبلية للاتفاق حول قضايا السلام والتحول المدني الديمقراطي، مشيرا إلى إن الحل الجذري للأزمة الإنسانية الراهنة في البلاد هو إنهاء الحرب ليعود السودانيون إلى بلادهم ويستأنفوا حياتهم بالصورة الطبيعية.
وأبدى تطلعه لأن يستشعر طرفا الحرب المسؤولية التاريخية، والعودة إلى طاولة التفاوض في الجولة المقبلة بالجدية اللازمة من أجل إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار في البلاد.
ومن المنتظر أن تُستأنف المحادثات عبر «منبر جدة « التفاوضي خلال الأسابيع المقبلة، حسب الوساطة الأمريكية – السعودية التي تيسر المحادثات منذ مايو/ آيار من العام الماضي.
ومن المتوقع أن تسبق المفاوضات، مناقشاتٌ أولية مع الأطراف السودانية والفاعلين الدوليين، وفق ترتيبات لانضمام المزيد من الميسرين في هذه الجولة بالإضافة إلى واشنطن والرياض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية