قوة إسرائيلية تعدم شاباً في القدس.. والخارجية الفلسطينية: رسالة ترامب– نتنياهو حول ضم الضفة الغربية “قرصنة”

حجم الخط
0

القدس- “القدس العربي”: استشهد شاب فلسطيني بعد أن أصيب بجروح خطيرة بالرصاص الحي في الرأس، فجر اليوم الإثنين، بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله في بلدة كفر عقب، شمال غرب القدس.

وقال والد الشهيد إبراهيم شحام في حديث صحفي إن قوة إسرائيلية خاصة داهمت منزله في ساعة متأخرة من الليلة، وأطلقت النار صوب نجله محمد من مسافة الصفر، وأصابته في رأسه وتركته ينزف على الأرض لأكثر من أربعين دقيقة، قبل أن تعتقله.

وتابع والد الشهيد محمد الشحام (21 عاما): “لم يسمح الجنود لأي فرد من العائلة بالاقتراب منه، قبل أن تنسحب من المنزل وتعتقل محمد مصابًا، قبل أن يعلن عن استشهاده بعد عدة ساعات”.

وخلال فترة بقاء الجنود في المنزل برر أحد الجنود لوالدة الشهيد إصابة ابنها قائلا: “لقد أخطأنا المنزل”.

يذكر أنه في تمام الساعة الثالثة والنصف فجرا، استيقظ ابراهيم الشحام من نومه فزعا جراء الطرقات المخيفة لجنود الاحتلال على باب منزله، في بلدة كفر عقب شمال مدينة القدس، وتفجيره بعد ثوانٍ معدودة، وإطلاق الرصاص صوب رأس نجله محمد، الذي كان يقف إلى جانبه.

والدة الشحام أضافت: “اعتقد محمد بأن لصوصا يحاولون اقتحام البيت، فقفز من سريره نحو الباب، وما إن وصل حتى قام جنود الاحتلال بتفجيره، وإطلاق الرصاص من سلاح كاتم للصوت نحو رأسه”.

وتضيف: “حاولت إسعاف محمد، وأمسكت بيديه، فنظر إلي وابتسم، وأصدر صوت أنين خافت، ثم دفعني جنود الاحتلال ومنعوني من الاقتراب، ثم أبعدونا إلى المنزل المجاور”.

وتابعت: “رددّت اسم ابني مرات ومرات، ثم نزلت نحو رأسه للاطمئنان عليه، فهاجمني أنا وأفراد عائلتي جنود الاحتلال، وقيدونا ثم أبعدونا إلى منزل مجاور”.

وتابع والد الشهيد قوله: “لقد رفع الجنود قدمي محمد على المغسلة الموجودة على يسار مدخل البيت الواقع في الطابق الثالث، لقد بقي على هذه الوضعية 40 دقيقة حتى تصفى دمه.. رأيته يفارق الحياة، ولم أستطع إخبار زوجتي بذلك”.

حشرت العائلة في منزل الزرو لأكثر من أربعين دقيقة، ولم نتمكن من معرفة وضع محمد المتروك ينزف طيلة هذه المدة، وخلال فترة احتجاز الجريح محمد أطلق والده مناشدة لإرسال سيارة إسعاف إلى منزله على صفحات التواصل الاجتماعي من دون أي نتيجة.

وبعد أقل من ساعة غادر الجنود المنزل ومعهم الشهيد محمد مغطي بقطعة قماش ورأسه ينزف دما ترك أثراً على درج البناية ذات الطوابق الثلاثة.

ويعتبر محمد، الذي يحمل الدبلوم الصناعي في التكيف والتبريد من معهد قلنديا، شقيق خمسة أخوة آخرين، ثلاثة منهم مكفوفين، فيما قتل جيش الاحتلال قبل خمسة أشهر ابن عم لهم خلال مواجهات بمخيم قلنديا.

ومع ارتقاء الشهيد محمد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري، إلى 131 مواطناً في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 46 شهيداً ارتقوا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

بدورها، نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”- إقليم القدس شهيدها البطل محمد الشحام (21 عاما)، الذي ارتقى اليوم الإثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة كفر عقب، شمال القدس.

وأدانت “فتح”، في بيان صحفي، جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشاب الشهيد الشحام، بدم بارد أمام أعين والديه، وقالت: “جريمة الاحتلال تضاف لجرائم عدة كانت قد ارتكبتها بحق المواطنين العزل من أبناء شعبنا الفلسطيني”.

وأضافت الحركة: “على المجتمع الدولي الذي يتجاهل جرائم الاحتلال اليومية بحق أبناء شعبنا العزل في الأراضي الفلسطينية أن يتحرك لوقف هذه الجرائم ومسلسل الاغتيالات”.

وجاء في البيان: “هذه الجرائم ترجمة ميدانية لتعليمات المستوى السياسي في دولة الاحتلال، والتصريحات العنصرية للمتطرفين اليهود، وكان آخرها المتطرف عضو الكنيست إيتمار بن غفير أمس الأحد، التي قال فيها: “على الجنود الإسرائيليين قتل الشبان الفلسطينيين”.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال على طريقة (مافيا) وعصابات منظمة في ممارسة الاغتيال عن سبق إصرار وتعمد، خاصة أن جنود الاحتلال لم يحاولوا اعتقال الشهيد الشحام، بل اقتحموا منزله بهدف قتله في وضح النهار وأمام أسرته.

وأكدت الخارجية أن هذه الجريمة البشعة امتداد لمسلسل الإعدامات والاغتيالات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال بتعليمات من المستوى السياسي في دولة الاحتلال، الذي يتعامل مع الشعب الفلسطيني بأكمله كإرهابي ولا يستحق الحياة ويجب تصفيته وقتله، وليس فقط سرقة أرضه وهدم منازله وتهجيره في المنافي والخيام.

وحملت، حكومة الاحتلال، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، مبينة أن إقدام قوات الاحتلال على ارتكابها وبهذه الطريقة العنصرية البشعة دليل جديد على غياب الرادع الدولي والحماية الدولية لشعبنا، وعلى تجاهل المجتمع الدولي لجرائم الاحتلال والقتل والاغتيالات التي تمر يوميا دون أية محاسبة أو محاكمة.

سياسيا، علقت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية على ما كشف عنه الإعلام العبري بشأن رسالة تفويض من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو لضم الضفة الغربية المحتلة.

واعتبرت الخارجية، في بيان صحفي، أن هذه “الرسالة قرصنة رسمية وامتداد لما يسمى “صفقة القرن” المشؤومة، وجزء لا يتجزأ من تبني الإدارة الأمريكية السابقة ودعمها المطلق للاحتلال ومشاريعه الاستعمارية التوسعية العنصرية”.

وأكدت أن هذه الرسالة ومن خلفها “صفقة القرن” البائسة المعادية للسلام ليس لها أية صلاحية قانونية، ولن تضفي أية شرعية على عمليات الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة، وتعتبر عدوانا صارخا على القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة.

وشددت على أن مضمون هذه الرسالة الاستعمارية سقط مع سقوط صفقة القرن التي أفشلها صمود شعبنا وقيادتنا.

قمع وقفة ضد الاستيطان

ميدانيا، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، على المشاركين في وقفة احتجاجية دعت لها بلدية بيت ليد شرق طولكرم، احتجاجا على قيام مستوطنين بنصب خيام وبيوت متنقلة فوق أراضي “أبو لوقا” المحاذية لمستوطنة “عناب”.

وقالت مصادر محلية إن مجموعة من المستوطنين بحراسة جنود الاحتلال منعوا أصحاب الأراضي والفعاليات والمؤسسات الوطنية من بلدات كفر اللبد وبيت ليد وسفارين شرق طولكرم، من الوصول إلى أراضيهم المستهدفة في المنطقة تحت تهديد السلاح، في الوقت الذي حاول فيه جيب عسكري دعس مصور تلفزيون فلسطين فادي الجيوسي أثناء قيامه بعمله في تغطية الحدث.

وقال صاحب الأرض المزارع معن راشد: “هذه الفعالية جاءت بعد أن أقدم مستوطنون بالأمس على نصب بيوت متنقلة وخيم في أراضينا في الجبل المسمى “أبو لوقا” التي تبلغ مساحته 80 دونما، وهي منطقة غنية بأشجار الزيتون المثمرة، وتعود ملكيتها لمزارعين من كفر اللبد وبيت ليد وسفارين وشوفة”.

وأضاف: “جنود الاحتلال حاولوا إجبار المحتجين على مغادرة المكان، إلا أنهم رفضوا وأصروا على البقاء”.

وأكد أن هذه الممارسات من المستوطنين هدفها ليس فقط الاستيلاء على الأرض، إنما هي مخطط استيطاني يمتد من بين مستوطنتي “عناب” و”أفني حيفتس”، وبالتالي محاصرة القرى والبلدات الفلسطينية بعد سرقة أراضيها.

حملة اعتقالات واسعة

كما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيليّ حملة اعتقالات طالت (27) مواطنًا من عدة أنحاء من الضّفة.

وأوضح نادي الأسير الفلسطيني أنّ حالات الاعتقال سُجلت في بلدات وقرى القدس، ورام الله، وبيت لحم، وجنين، ونابلس، وتركزت في بلدة دير أبو مشعل/ رام الله، حيث سُجل فيها (10) حالات اعتقال، جرى الإفراج عن سبعة منهم، وأبقى الاحتلال على اعتقال ثلاثة منهم، وهم: مصعب محمد البرغوثي، وعمر يوسف زهران، ومحمد أمين حمدان.

وذكر نادي الأسير أنّه، ومنذ مطلع آب/ أغسطس الجاري، سُجلت نحو 220 حالة اعتقال، من بينهم أطفال ونساء، وأسرى سابقين.

وأكد نادي الأسير على أنّ عمليات الاعتقال تُشكّل أبرز السياسات الممنهجة، والثابتة التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكل يومي، والتي تتصاعد مع تصاعد حالة المواجهة، وذلك في محاولة مستمرة من الاحتلال تقويض أي حالة مواجهة، ولا تستثني فيها أي من الفئات سواء شباب، أو أطفال، أو نساء، وكبار السّن، والمرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية