رام الله- “القدس العربي”: استشهد شابان فلسطينيان، وأصيب آخر، فجر اليوم الإثنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة ضاحية التربية والتعليم شمال رام الله.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن مصادر أمنية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية التربية والتعليم قرب مخيم الجلزون شمالا، وأطلقت النار صوب ثلاثة شبان داخل مركبتهم، ما أدى لاستشهاد اثنين هما باسل بصبوص، وخالد عنبر من مخيم الجلزون، وإصابة الثالث سلامة رأفت من بلدة بيرزيت.
وأضافت أن قوات الاحتلال اختطفت جثماني الشهيدين، واعتقلت المصاب.
مصادر عائلية: "ارتقاء الشابين خالد الدباس وباسل بصبوص برصاص جيش الاحتلال فجر اليوم خلال اقتحام محيط مخيم الجلزون برام الله، واحتجاز جثمانيهما". pic.twitter.com/JYteTayucA
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 3, 2022
ومن دون دموع، تخبرنا والدة الشهيد خالد الدباس (21 عاما) من مخيم الجلزون، شمال مدينة البيرة، الذي أعدمته قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر اليوم (الاثنين): “لقد أخذوا نور عيوني.. سندي في الدنيا كلها”.
ثم تطرح الأم المكلومة السؤال الجوهري الذي يدور في بال كل فلسطيني: “ليش طخوا؟ كان فيهم ياخذوه (يعتقلوه) وخلص؟”.
أما والدة الشهيد باسل البصبوص (17 عاما) من نفس المخيم فتقول عقب تلقيها نبأ استشهاده وهي محاطة بالنساء اللواتي قدمن لتقديم واجب المواساة ورفع المعنويات: “الوردة (أي ابنها) تسهل (رحل)، ربنا اختاره”.
ومن ثم تضيف من دون أن تدمع أو تصرخ في وصف ابنها: “الحنون.. بشوف الدنيا في باسل… إنا لله وإنا اليه راجعون”.
تتابع الأم أن ابنها وأصدقاء له يعملون في الليل، وكانوا في صدد توصيل بعضهم البعض لمنازلهم لكن الجنود قاموا بتصفيتهم على الشارع العام وهم داخل السيارة.
وتؤكد مرارا وتكرارا: “لما يخرج الولد من البيت ما بنعرف شو بصير معه… لكنهم لم يكونوا مسلحين، ولم يقذفوا الحجارة على الجنود، لقد كانوا بسيارة.. ومروا بجانب دورية للجنود الذين قاموا بتصفيتهم”.
وتتابع بقهر: “طيب اعتقلوهم يا عمي.. بلاش اطخوهم بالرصاص”. ومن ثم تأخذ بالصراخ على شباب غاضب من المخيم الذي ينحدر معظم سكانه من 36 قرية تابعة لمدينتي اللد والرملة المهجرتين عام 1948، تصرخ على الشباب الذين يهتفون للشهيد باسل ويمجدونه فتقول: “تعالوا يمااا يا أصحاب باسل. تعالوا يا أخوانه”.
وأمس الأحد، كانت أم باسل المفجوعة في زيارة لابنها الأكبر سنا الذي يقضي في السجن الإسرائيلي حبسا مدته 10 أعوام. وعن ذلك تقول أخت باسل إنها قالت لوالدتها أثناء الزيارة: “ابنك محكوم 10 سنين لكن في النهاية سيخرج من السجن وهذا أفضل من أن يكون تحت التراب”.
وتتابع الأخت المكلومة: “لقد أصبحت أمي أم أسير وأم شهيد تحت التراب”.
إضراب شامل
وأدان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، استمرار عمليات القتل اليومي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وطالب حكومة الاحتلال بالتوقف عن هذه السياسة الخطيرة وغير المسؤولة وعدم اللجوء إلى كل هذه الأساليب الطائشة التي أوصلت الأمور إلى مرحلة ستدمر كل شيء.
بدورها، أعلنت حركة فتح إقليم رام الله والبيرة الحداد العام والإضراب الشامل في محافظة رام الله والبيرة بعد استشهاد الشابين.
وجاء في البيان أن الجريمة هي استمرار لمسلسل الاعدامات الميدانية في مختلف المحافظات الفلسطينية.
وأكد البيان أن الدم الفلسطيني أصبح مستباحا لجيش الاحتلال الذي نفذ فجر هذا اليوم مجزرة جديدة بحق ثلاثة من ابناء الشعب الفلسطيني.
قتل للاشتباه
ووفق التعليمات الإسرائيلية الجديدة فإن الغاية فقط القتل من أجل القتل لمجرد الاشتباه أو عدمه، دون تمييز بين النساء والرجال والأطفال، وهو ما ترك أثرا مباشرا في طبيعة الإصابات التي أدت لاستشهاد 160 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري.
وبحسب مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار الدويك لوكالة “وفا” الرسمية، فإن إسرائيل لديها سياسة الإصبع الخفيفة على الزناد، والمطبقة في جيش الاحتلال، تعطي الصلاحية للجنود والضباط في الميدان، باتخاذ قرار بإطلاق النار باستخدام القوة النارية واستخدام السلاح المميت، وذلك في حال اشتباههم بأن حياتهم تعرضت للخطر.
الله يرحمهم ويحتسبهم شهداء. الله على الظالم.
اين عسكر وبوليس محمودعباس..اين مسلحي محمودعباس والقضاء على المجرمين الصهاينة والرد عليهم بالنار..
غطرسة و همجية تحت غطاء غربي لم يعد يطاق …..