قوات الاحتلال تعتقل مواطنين فلسطينيين في القدس وتحذيرات من مخطط لاقتحام المسجد الأقصى

حجم الخط
0

رام الله- “القدس العربي”:

شنت قوات الاحتلال حملة دهم واسعة طالت العديد من أحياء مدينة القدس المحتلة، تخللها اعتقال عدد من المواطنين، في ظل حالة الغليان الشعبي الرافضة لمخطط الاحتلال فتح المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين، في وقت نفذت فيه عدة هجمات استيطانية، وأنذرت بهدم منشآت زراعية.

واعتقلت شرطة الاحتلال خلال حملة دهم نفذتها لمنطقة القدس القديمة، أربعة شبان، كما اقتحمت حي البستان ببلدة سلوان، وقامت بعمليات تفتيش وتخريب طالت العديد من المنازل في المنطقة.

كذلك استدعت قوات الاحتلال صباح الثلاثاء، زوجة الشهيد مصباح أبو صبيح للتحقيق في مركز “المسكوبية” بالقدس المحتلة، وكانت قوات الاحتلال اعتقلت نجلها صبيح في الثالث عشر من أبريل الجاري.

وقالت مصادر من المدينة إن قوات الاحتلال اعتقلت ليل الاثنين فتيين من بلدة بيت حنينا، وأفرجت بعد ساعات، عنهما بشرط الحبس المنزلي لمدة 5 ايام.

كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان من بلدة العيسوية بمدينة القدس المحتلة، وقالت مصادر من البلدة إن تلك القوات اقتحمت العديد من أحياء البلدة فجرا، وداهمت عددا من منازل المواطنين وفتشتها، واعتقلت كلا من عادل ناصر محمود، ومحمود عبد داود محمود، ومجد محمود خليل محمود، ومحمد التوتنجي، وحسين شادي عبيد، واقتادتهم إلى مركز اعتقال وتحقيق” المسكوبية” بالمدينة المقدسة.

وكانت مواجهات اندلعت مع الاحتلال في قرية العيسوية، خلال اقتحام قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين، دون أن يسجل إصابات في صفوفهم.

والمعروف أن بلدة العيسوية في القدس، تتعرض منذ عدة أشهر لحملة إسرائيلية شرسة، تمثلت في فرض حصار على البلدة، وتنفيذ عمليات اقتحام وتفتيش شبة يومية، تخللها اعتقال مئات المواطنين، بينهم أطفال صغار ونساء، كما تقوم تلك القوات باستهداف المواطنين بالرصاص، وهو ما أوقع شهيدا وعشرات الجرحى.

وفي ساعات متأخرة من مساء الاثنين، حررت شرطة الاحتلال المتواجدة على أبواب المسجد الأقصى مخالفات مالية بقيمة 500 شيكل لعدد من المصلين، الذين أدوا صلاة العشاء والتراويح على أبواب الأقصى المغلقة مع مراعاة الإجراءات المتبعة للحد من فيروس “كورونا”.

وتأتي هذه الاقتحامات وتكثيف الاعتقالات، في ظل وجود نوايا لقوات الاحتلال لفتح أبواب المسجد الأقصى المغلق منذ عدة أسابيع أمام المستوطنين لأداء طقوس تلمودية داخله، حيث حذرت قامات دينية في المدينة المحتلة من خطورة المخطط، وهددت بالدفع بآلاف المصلين الفلسطينيين المحرومين من أداء الصلاة بسبب الإجراءات الاحترازية، للدخول إلى باحات الأقصى والصلاة فيه، والتصدي لاقتحام المستوطنين.

وقد حذر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، من اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وقال “إنه إذا فتحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي باب المغاربة للمستوطنين لمواصلة الاقتحامات، فسيتم فتح كل أبواب الأقصى، ولتتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك”.

كما حمّل خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، سلطات الاحتلال تداعيات أي اقتحامات للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين، وقال: “إذا ما جرت أي عمليات اقتحام من قبل المستوطنين، فسيُفتح الأقصى للمصلين بعشرات الآلاف”.

وكانت سلطات الاحتلال اقتحمت مساء الاثنين منزل الشيخ صبري، عقب تلويحه بفتح المسجد، وهددته بتحميله المسؤولية إذا كانت هناك صلاة في الأقصى.

وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل محمد بركة، إن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي، منزل الشيخ عكرمة صبري، هو “استفزاز خطير للقدس والشعب الفلسطيني كله”.

وأضاف بركة في تصريح صحافي: “جيش الاحتلال يواصل عربدته في القدس المحتلة أيضا في هذه الظروف العصيبة التي تمر علينا، وهو كما يبدو يخطط لمؤامرة مع عصابات المستوطنين، لاقتحام المسجد الأقصى، في الوقت الذي قررت دائرة الأوقاف إغلاق أبوابه، بسبب جائحة كورونا”.

وحذر من أن يتواطأ الاحتلال مع دعوات جماعات المستوطنين، بأي شكل من الأشكال، وخاصة في هذه المرحلة، التي لا يستطيع أصحاب المسجد المسلمين دخوله.

ويخطط المستوطنون لاقتحام المسجد الأقصى في سياق الاحتفالات بعيد إنشاء دولة الاحتلال، حيث قامت سلطات الاحتلال ضمن مخططها التهويدي للمدينة والمسجد، بعرض أسماء جنودها الذين قتلوا في حروبها، عند الجزء الغربي من السور وبالتحديد في منطقة “باب الخليل”، من خلال استخدام تقنيات الإضاءة، حيث ظهرت تلك الأسماء على أسوار القدس.

وفي سياق الهجمات الاستيطانية ضد الضفة الغربية، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بإزالة منشأة زراعية في قرية تياسير، شرقي مدينة طوباس، وذكرت مصادر محلية من المنطقة، أن الاحتلال أخطر بإزالة منشأة زراعية تعود للمواطن مراد جابر، بحجة عدم الترخيص.

كما أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بهدم بركسين في بيت لحم، وأمهلت مالكيهما 96 ساعة لتقديم الاعتراضات القانونية على إخطاري الهدم.

وأفاد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، أن الاحتلال أخطر بهدم بركسين في بيت جالا، الأول يعود للمواطن محمد موسى زرينة في منطقة “بير عونة”، والثاني للمواطن عارف حسين عيد في جورة الشمعة؛ بحجة عدم الترخيص.

وأشار إلى أن الاحتلال هدم له في السابق منزلين، وثلاثة بركسات في المنطقة ذاتها، في اطار تهجيره من أرضه، والاستيلاء عليها، لأطماع استيطانية.

وجاء ذلك بعد أن قام مستوطنون بقطع 40 شجرة زيتون معمرة في بلدة الساوية جنوبي نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، إن مستوطنين من مستوطنة “رحاليم”، قطعوا أشجار الزيتون من منطقة الواد ببلدة الساوية وتعود ملكيتها للمواطن عبد الرحمن محمد يوسف.

ويخطط الاحتلال والمستوطنون من وراء هذه الهجمات، إلى دفع المواطنين إلى ترك أراضيهم قسرا، ضمن الخطط الرامية للاستيلاء عليها، وضمها إلى المستوطنات القائمة، أو إقامة بؤر استيطانية جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية