قصص قصيرة جدا

قنوط
عبثا انتظرته.. لا يأتي.. تأخّر كثيرا… ربّما وصلتُ حدَّ اليأس.. يأسي أقبح من جرمي.

٭ ٭ ٭

قسمة
العربة تمرّ بكلّ الدروب، لا توجعها الدروب الغريبة، والأرض الصخبة لا تضرّها شيئا؛ لهذا قرّرت أن توافق على التزوّج منه، على الرغم من عاهته التي اكتسبها من شجار، وطبعه السيئ.

٭ ٭ ٭

سعادة مزيفة
المغنية لا تخطئ لحظات الفرح، كلمات المجون التي قالتها دغدغت مشاعر الحضور، واللحن المشروخ أطربهم، والموسيقى الصاخبة أطربت الفحول، يتمايلون.. يتراقصون، وجنون اللحن سرى في دمائهم، يستمرئون السعادة من حركاتها المغرية، وردحها الصادم، وحدها المغنية كانت تشم رائحة القبح، وحدها كانت تستبطن الحزن.

٭ ٭ ٭

الطاغية
الأعور الدجّال ينظر إليّ بشماتة، ثُقبت عينه برصاصة منتفضة، وما زالت ابتسامته المصطنعة باقية تشقّ الوهم، تأوّهات المناضلين وصيحاتهم الغاضبة لم تحرك منه ساكنا، بقي ثابتا في مكانه.. التمثال.

٭ ٭ ٭

صورة
الصورة المعلّقة على الجدار تصدمه كلّما نظر إليها، تمنحه فرصة الحنين إلى الماضي، وتمدّه بالأمل المؤجّل بالالتقاء بها، يتفحّصها كلّما مرّ بها؛ ليستوعب معالم جديدة من ملامحها.
هل كانت تكتم صرخة طويلة؟ أم فرحة مسحوقة، أم بكاء متوشّحا بالخوف، تائهٌ تحت وطأة الاحتمالات.
تغادر الصورةُ المعلقةُ الجدارَ؛ خجلا من طول نظرته إليها.

٭ ٭ ٭

ضياع
تعلّقت به؛ تعلّق بها، الخيط الذي تعلقا به كان متهرئا لم يوصلهما إلى الزواج.

٭ ٭ ٭

اغتراب
استفاق من موته، لكنّه وجد الذين حوله ميتين، تمنّى لو أنّه كان على موتته الأولى؛ لكي يسايرهم في موتهم، ولا يحسّ بألم الاغتراب.

٭ ٭ ٭

الدقة
صارم في مواعيده، دقيق في تساؤلاته، منتظمة روزنامة أعماله مثل الساعة، الفوضى لا تتسلّل إليه، وعندما اشتكى من وجع في قلبه، راجع الطبيب ليخبره بأنّه يشتكي من عدم انتظام دقات القلب.

٭ ٭ ٭

انهزام
أفرغ ماء وجهه في بِركة الرشوة الآسنة.

٭ ٭ ٭

تعاكس
وجهه الصادم العبوس يخفي وراءه قلبا حنونا رقيقا.
وجهها البريء المتفائل يخفي وراءه قلبا حسودا غليظا.

قاص عراقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية