قايد صالح.. رفيق بوتفليقة الذي انحاز إلى الحراك الشعبي

حجم الخط
7

الجزائر- حسان جبريل: أضحى قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الرجل القوي في دواليب الحكم، ورغم قربه من بوتفليقة، إلا أنه انحاز لمطالب الشعب، ودعا إلى إقرار حالة شغور منصب رئيس الجمهورية.

والثلاثاء، دعا قائد أركان الجيش، إلى تطبيق مادة دستورية تنص على شغور منصب رئيس البلاد، حلا “توافقيا” يحفظ سيادة الدولة، ويستجيب لمطالب الشعب.

وبحسب قايد صالح، “يتعين، بل يجب تبني حل يكفل الخروج من الأزمة، ويستجيب للمطالب المشروعة للشعب الجزائري، وهو الحل الذي يضمن احترام أحكام الدستور، واستمرارية سيادة الدولة”.

وتابع: “حل من شأنه تحقيق توافق رؤى الجميع، ويكون مقبولا من كافة الأطراف، وهو الحل المنصوص عليه في الدستور في مادته 102”.

وتنص المادة 102 من الدستور الجزائري، على أنه في حالة استقالة الرئيس، أو وفاته، أو عجزه، يخلفه رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) لمدة 90 يوما، تنظم خلالها انتخابات جديدة.

 

مواقف متدرجة

وتعد هذه المرة الأولى التي يطالب فيها قائد أركان الجيش، برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حلا للأزمة الراهنة.

وتطورت مواقف قيادة الجيش، الذي يعد أهم ركائز الدولة، بشكل مضطرد من التحذير من انحراف التظاهرات، إلى الإشادة بها، وفي النهاية إعلان الوقوف إلى جانب الشعب والاستعداد لحمايته، والمطالبة بحل عاجل للوضع القائم، ثم الدعوة صراحة إلى استقالة بوتفليقة باعتبارها المخرج الأنسب للأزمة.

والفريق قايد صالح، من مواليد 13 يناير/ كانون الثاني 1940، بمحافظة “باتنة” (شرق)، وشارك مجاهدا في ثورة التحرير (1954 ـ 1962) ضد الاستعمار الفرنسي.

وبعد استقلال البلاد في 5 يوليو/ تموز 1962، واصل مسيرته في صفوف الجيش الوطني الشعبي، وشارك في حروب الشرق الأوسط (1967 بمصر) ضد إسرائيل.

وتدرج في مراتب ومناصب بالجيش، لتتم ترقيته عام 1993 إلى رتبة لواء، ويعين عام 1994 قائدا للقوات البرية، في عز الأزمة الأمنية أو ما يعرف بـ”العشرية السوداء”.

وبعد رئاسيات أبريل/ نيسان 2004، عين الرئيس بوتفليقة، صالح قائدا لأركان الجيش، خلفا للفريق محمد العماري، الذي أحيل على التقاعد بعد دعمه منافس بوتفليقة في تلك الانتخابات، وهو رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس.

وتمت ترقية قايد صالح إلى رتبة فريق، في 5 يوليو/ تموز 2006، وكانت مؤشرا على قربه من الرئيس بوتفليقة، وقوة علاقة الرجلين.

وظل في منصبه قائدا لأركان الجيش إلى 11 سبتمبر/ أيلول 2013، ليصبح أيضا عضوا في الحكومة بصفته نائب وزير الدفاع، علما أن وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية منذ 1999.

ويعتبر قايد صالح حاليا المسؤول العسكري الوحيد الذي يحمل صفة مجاهد ورتبة فريق في الجيش، إضافة إلى قائد الحرس الجمهوري (الرئاسي) الفريق علي بن علي (قليل الظهور إعلاميا).

 

2013.. سطوع نجمه

لاحظ الجزائريون أن الفريق صالح، صار رقما بارزا في واجهة نظام الحكم اعتبارا من أبريل 2013، بعد إصابة الرئيس بوتفليقة بجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة ومخاطبة شعبه.

وبعد أشهر من وعكة الرئيس الصحية، ظهر صالح رفقة بوتفليقة، ورئيس الوزراء الأسبق عبد المالك سلال، بمستشفى “فال دو غراس” العسكري الفرنسي، وفسرت الصورة بأن الرجل محل ثقة غير مسبوقة من الرئيس.

ومنذ ذلك الحين، تصدر الفريق صالح المشهد الإعلامي في البلاد، وتحول إلى أحد أنشط رجالات الحكم بزيارات ميدانية متواصلة، ومناورات عسكرية دورية في البحر والجو والصحراء، أغلبها بالذخيرة الحية.

وصار حاضرا بشكل شبه يومي في نشرات التلفزيون الحكومي، سواء من خلال نشاطاته، أو عبر بيانات الجيش حول حصيلة أنشطته في مكافحة الإرهاب، والتصدي للجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات، والهجرة غير النظامية.

ومنذ مرض بوتفليقة عام 2013، ظل صالح يرفض دعوات الإطاحة به بدعوى عدم قدرته على الحكم، وفي كل مرة كان يذكر بالتزام الجيش بمهامه واحترامه للدستور، ويدعو إلى عدم إقحام المؤسسة العسكرية في التجاذبات السياسية.

 

‎أحد مهندسي تفكيك علبة المخابرات القديمة

ويوصف الفريق صالح بأنه من بين المساهمين في تفكيك علبة المخابرات القديمة، والإطاحة بالجنرال القوي محمد مدين، المدعو توفيق، رئيس جهاز المخابرات من 1990 إلى سبتمبر 2015.

وفي 13 سبتمبر 2015، أحال بوتفليقة، الفريق محمد مدين، رئيس جهاز الاستخبارات إلى التقاعد، أحد أكثر جنرالات البلاد نفوذا، وعين مكانه مستشاره للشؤون الأمنية عثمان طرطاق.

ومنذ الإطاحة بقائد المخابرات السابق، كان صالح رقما مهما في تغييرات شملت تنظيم المخابرات (الأمن الداخلي والخارجي والأمن الرئاسي)، وإقالات وتعيينات مست لاحقا قادة النواحي العسكرية الست في البلاد.

ومنذ بزوغ نجم صالح سنة 2013، كان هدفا لهجمات متكررة من الإعلام الفرنسي، الذي وصفه في عديد المرات بكونه يمثل في نظام الحكم جناحا مناهضا لفرنسا.

ودأب الفريق صالح منذ سنوات على تكرار عبارة “الاستعمار الفرنسي الغاشم وممارساته الوحشية ضد الشعب الجزائري”، في خطاباته وزياراته الميدانية.

والثلاثاء، ومباشرة عقب دعوة قايد صالح إلى تفعيل المادة 102، وإقرار شغور منصب الرئيس، سارعت وسائل إعلام فرنسية مختلفة لانتقاد خطوة قائد أركان الجيش الجزائري.

وعلقت صحيفة لوموند في مقال تحليلي لها، أن خطوة قايد صالح إنما هي محاولة لتفادي مرحلة انتقالية تشرف عليها شخصيات مستقلة، مثلما تطالب به شرائح واسعة من الحراك الشعبي في الجزائر.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول good:

    ..بل انحاز الى مصالحه وكنوزه التي أفقرت الشعب الجزائري نيفامن الزمن…هذا الكائن أشد الكائنات عداء وعداوة للشعب الجزائري..هو والعصابة المجرمة وعلى رأسهم (اويحي) أعتى أعداء الشعب الجزائري ..وسارقي أموال الشعب..

  2. يقول عبد الوهاب عليوات:

    أعدى أعداء الجزائر هم الذين يسهرون على الطعن في الجيش الوطني الشعبي ويتفانون في التشهير به ودفع الشعب نحو صدام معه لا لشيء لغير انهيار الجزائر حقدا منهم ضدها وعداء معلنا غير مضمر.
    القايد صالح وأيحيى فاسدبن لكنهما رجلي دولة شاء من شاء وكره من كره.. وعلى من يبحث عن الفاسدين فإمامه الوطن العربي برمته فلا داعي للتذاكي.

    1. يقول أسامة حميد- المغرب:

      ” القايد صالح وأيحيى فاسدين لكنهما رجلي دولة ”
      أنت تؤكد أنهما فاسدين وفي نفس الوقت تدافع عنهما. هل تدافع عن الفساد أم ترى أن كونهما “رجلي دولة” يشفع لهما فسادهما. منطق غريب!
      أما عن انتشار الفساد في الوطن العربي فلا مراء ذلك ولكن الحديث اﻵن عن الجزائر (موضوع المقال) ولكل مقام مقال. وفي كل اﻷحوال لا يجوز تبرير الفساد والقبول به تحت ذريعة وجوده في أماكن أخرى أيضا.

  3. يقول lahcen:

    بوتفليقة لا شيء سواء عندما كان يتمتع بكامل قواه العقلية والبدنية أو الآن الذي لا يعلم أحد عن مصيره المحتوم يجب إسقاط النظام العسكري الفاسد الذي حكم البلاد بالحديد والنار والخراب والدمار منذ ما يسمى بالاستقلال المنحوس المنقوس

  4. يقول أمير - الجزائر:

    القايد صالح رجل مخلص للجزائر ولعمله،،طور الجيش بشكل لافت بحيت انتقل ترتيب الجيش الجزائري في عهده من المرتبة 57 إلى المرتبة 22 حاليا،اقتنى 10 غواصات آخر طراز من روسيا ،وأس 300، وعشرات السوخوي المتطورة وبنى جيش محترف،،وفعلا معروف بمناهضته للوبي الفرنسي بحيث أزال الفرنسية من لافتات النواحي العسكرية وعوضها بالأنجليزية إلى جانب العربية،أزاح الضباط الموالون لفرنسا،،أقام علاقة استراتيجية مع روسيا وأنهى كل أشكال التعاون العسكري مع فرنسا،،لذلك تهاجمه فرنسا

  5. يقول عماد الدين الجزائري:

    يحيا الجيش الوطني الشعبي حامي الوطن،،كلنا مع جيشنا الباسل،،والقايد صالح واحد من خيرة أبناء الجيش وله سمعة كبيرة في العالم العربي بمشاركته في الحرب ضد اسرائيل،،أحمد قايد صالح قائد بأتم معنى الكلمة له بصمته الكبيرة في تطوير قدرات الجيش وإلحاقه بمصاف الجيوش الكبرى،والحمد لله جيشنا لم يستعمل لقصف إخواننا في اليمن أو الضعفاء في افريقيا الوسطى،،جيشنا وسلاحنا نستعمله فقط في حماية الوطن من أحباب اسرائيل

    1. يقول أسامة حميد- المغرب:

      صحيح لم يقصف إخواننا في اليمن أو إفريقيا الوسطى بل قصف “فقط” إخواننا في الجزائر وقتل منهم “فقط” 200 ألف نسمة ولكن هذا غير مهم ما دام أنه طور نفسه واقتنى أسلحة متطورة وغواصات من روسيا الشقيقة…الخ

إشترك في قائمتنا البريدية