فريق الممانعة يهلّل للاتفاق السعودي- الإيراني.. وسخرية من عدم علم نصر الله به

سعد الياس
حجم الخط
2

بيروت- “القدس العربي”:

منذ الإعلان المفاجئ عن الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، لوحظ أن فريق الثامن من آذار، سارع للتهليل بهذا الاتفاق، وتصويره على أنه انتصار جديد لمحور الممانعة، وأنه سيمهّد لانتخاب المرشح المدعوم من الثنائي الشيعي الوزير السابق سليمان فرنجية، مقابل تسوية تأتي برئيس حكومة ترضى عنه السعودية.

وجاء التعليق الأول لنائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، الذي وصف الاتفاق بأنه “تحوّل مهم، وإذا سار في المسار الطبيعي، فسيفتح آفاقاً في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان”.

وغرّد قاسم على “تويتر” قائلا: “عودة العلاقات الإيرانية السعودية منعطف مهم لاستقرار المنطقة وأمنها وتقدمها، وهي فاتحةُ خيرات لشعبيهما ولشعوب المنطقة، وهي ضربة موجعة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي تزيدهُ ترنُّحاً”.

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتردّد أنه راغب في زيارة السعودية للتشجيع على السير بخيار ترشيح فرنجية مقابل ضمانات، فأشاد بالاتفاق الذي أنجز بجهود الصين، ونوّه “بالجهود التي بذلت لتحقيق هذا الاتفاق لا سيما العراقية والعمانية، والتي أفضت جميعها إلى الخواتيم المرجوة بعودة العلاقات إلى سياقها الطبيعي تدريجيا”.

وتابع: “إننا بالقدر الذي نثني فيه على هذا الاتفاق التاريخي، نعوّل بنفس القدر والثقة على حكمة القيادتين في المملكة العربية السعودية وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مواصلة بذل كل جهد مخلص من أجل فتح صفحة جديدة تكون فاتحة لعلاقات نموذجية وطيدة ومثلى بين إيران وكافة دول الجوار العربي على قاعدة الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل الدول وتعزيز عرى الصداقة والأخوة والمصالح المشتركة لشعوب المنطقة وأمنها وسلامها”.

في المقابل، فإن كوادر من الفريق السيادي سخروا من قراءة فريق الممانعة، وذهب بعضهم إلى حد التقليل من أهمية دور أمين عام حزب الله، حسن نصر الله في صناعة القرار الإيراني كما يُقال، وأن دوره يقتصر على التنفيذ، بدليل أن نصرالله فوجئ بالاتفاق السعودي الإيراني ولم يكن يعلم به.

وكتب الناشط مارون مارون: “منذ أربعة أيام قال السيد نصرالله: إن مَن ينتظر تسوية إيرانية- سعودية سينتظر كثيراً”… منذ ساعات قليلة، وبعد الاتفاق، عاد نصرالله ليقول إن التقارب السعودي الإيراني سيكون لمصلحة شعوب المنطقة”. وأضاف مارون: “يظهر بوضوح مما تقدّم أن قادة محور الممانعة في لبنان كانوا بعيدين كل البعد عن جوهر الاتفاق، وقد تعمّدت طهران إبعادهم وتجاهلهم، لأن مصلحة النظام الإيراني تقتضي تسوية بحجم المنطقة وعلى حساب تدجين أذرعها… باختصار، تمكّنت المملكة السعودية من ترويض طهران ومحورها، وأولى البشائر ظهور محور الممانعة في لبنان كالزوج المخدوع، يستبعد حصول تسوية، واليوم يباركها”. ورأى أنه “على خط الرئاسة، فإن مُرشّح الممانعة بدأ بإعادة ترتيب أمتعته في بنشعي بعد أن حزم حقائبه للانتقال إلى بعبدا وفقاً لإشارة الثنائي التي تبيّنت أنها وهمية ومن دون أهمية… ألف مبروك… والسلام”.

وأكد الكاتب السياسي إلياس الزغبي أنه “خلافاً لما يظنه كثيرون، كان نصر الله أكثر الذين باغتهم الاتفاق السعودي الإيراني، بـ3 أدلة: رهانه المتضمن حذراً واضحاً في قوله “إيران لا تخلع صاحبها”! إشارته إلى أن البيان المشترك طارئ ويجب انتظار المزيد من الوضوح، وقوله قبل 5 أيام فقط “إن من يراهن على تفاهم إيراني سعودي يجب أن ينتظر طويلاً”.

وأضاف الزغبي: “لاحظوا أن أشدّ المهلّلين للاتفاق السعودي الإيراني هم المتخوّفون من مضامينه الفعلية، خصوصاً مما نصّ عليه لجهة وقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول. من نصرالله وقاسم وبري إلى سائر الضاربين أخماساً بأسداس، فريق يتهيّب أثمان الانكفاء الإيراني، فما بعد الاتفاق ليس كما قبله، وهذا ما توقعناه منذ فترة، حين تحدثنا مراراً، بالمؤشرات والدلائل عن بداية ضمور “الشيعوية العسكرية”.

من جهته، دعا النائب السابق فارس سعيد حزب الله “للعودة إلى لبنان بشروط لبنان أي شروط الدستور والقرارات 1559 و1701 و1680 بدل العودة إلى ما قبل عام 1982 بشروط إيران”. وأضاف: “مصيره يشبه مصير جميع من سبقه على طريق المقايضة بين السيادة للخارج مقابل مكاسب داخلية”. وختم: “لبنان يحميكم، إيران تضعكم على طاولة المفاوضات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ماجد:

    الله يحميك يا سيد ، انت حارمهن من النوم، الله يحميك من كيدهم

  2. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    لقد قتلوا لقمان سليم ببشاعة وإجرام فاضح، لأنه قام بمقابلة مع قناة العربية (السعودية كما هو معروف)، والأن يهللون لعودة العلاقات الدبلوماسية أو للتطبيع بين إيران والسعودية. وبرأيي سيفعلون نفس الشيء في حال التطبيع بين السعودية والنظام السوري، لا بل أيضًا في حال التطبيع بين النظام السوري وإسرائيل، لسبب بسيط هم طائفيون ولايهمهم إلا سياسة لمصالحهم السياسية الطائفية

إشترك في قائمتنا البريدية